عقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر للشؤون السياسية- الأمنية مساء أول من أمس (الأحد)، اجتماعاً جرى تخصيصه لمناقشة تهديد الصواريخ الإيرانية والوجود الإيراني في سورية.
وجاء هذا الاجتماع في أعقاب الاختبار الذي أجرته إيران لصاروخ بالستي قادر على الوصول إلى إسرائيل في نهاية الأسبوع الماضي.
ونقلت صحيفة "هآرتس" عن وزراء شاركوا في اجتماع المجلس الوزاري المصغر قولهم إن قيام إيران باختبار الصاروخ، إلى جانب الجهود باقناع القوى العالمية بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران أو إصلاحه، كانا على رأس جدول الأعمال في هذا الاجتماع.
ولم تذكر الصحيفة أي تفاصيل حول نتائج الاجتماع.
وقبل الاجتماع أطلق عدد من الوزراء تهديدات ضد إيران.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إن قيام إيران بتجربة إطلاق صاروخ بالستي يبلغ مداه 2000 كيلومتر ويمكن تزويده برؤوس متعددة يشكل تهديداً لجميع دول العالم والسلام العالمي.
وأضاف ليبرمان في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام، أن الصاروخ البالستي الذي أطلقته إيران لا ينطوي على مجرد استفزاز وتحد للولايات المتحدة وحلفائها بما في ذلك إسرائيل، وإنما أيضأً يشكل دليلاً آخر على تطلع إيران لأن تصبح قوة عالمية لا تهدد دول الشرق الأوسط فحسب بل أيضاً جميع دول العالم.
وقال القائد السابق للمنطقة العسكرية الجنوبية في الجيش الاسرائيلي ووزير البناء والإسكان يوآف غالانت إن على إسرائيل التحرك قبل أن تتحول إيران إلى قوة نووية مثل كوريا الشمالية خلال عشرة أعوام.
وأضاف غالانت خلال مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن وجود سلاح نووي بيد إيران يُعتبر خطرا على كل العالم. وأكد أن على إسرائيل أن تكون مستعدة للدفاع عن نفسها بنفسها كما عرفت كيف تفعل ذلك طوال الأعوام الماضية، مشيراً إلى أن صاروخ إيران الجديد يغطي كل إسرائيل ومناطق أخرى في أوروبا والشرق الأوسط.
وكانت قناة التلفزيون الإيرانية الرسمية أعلنت أن طهران أجرت تجربة على صاروخ جديد من طراز "خرمشهر" يبلغ مداه 2000 كيلومتر ويمكن تزويده برؤوس متعددة، ووصفت التجربة بأنها ناجحة. وأظهرت الصور التي عرضتها القناة إطلاق الصاروخ وتسجيلاً مصوراً التقط من الصاروخ نفسه لكن من دون توضيح تاريخ التجربة.
وجاء هذا الإعلان على خلفية التوتر الشديد بين طهران وواشنطن عقب قيام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشجب الاتفاق النووي الذي وقع بين طهران والدول الست العظمى عام 2015 والإعلان أن إدارته تدرس إمكان الانسحاب من هذا الاتفاق أو فرض عقوبات جديدة على إيران.
وأجمعت التحليلات الإسرائيلية أن الإيرانيين يتحدون الأميركيين لأنهم يستطيعون، فالتصدي الأميركي للأزمة مع كوريا الشمالية لا يؤدي إلا إلى تشجيع الإيرانيين على مثل هذا السلوك. ففي الوقت الذي تهدد فيه الولايات المتحدة بإعادة البحث في الاتفاق النووي معهم، يكشف الإيرانيون الصواريخ مع القدرة النووية كي يطلقوا رسالة تقول إنه من المجدي الحديث معهم وعدم الانشغال بتغيير الاتفاق النووي.
وأشارت بعض التحليلات إلى أن الصاروخ الإيراني الجديد هو صاروخ كوري شمالي صرف، ويعكس التعاون الوثيق بين الدولتين. وقالت إن مصدره في الصاروخ البالستي الروسي الذي يطلق من الغواصات، واجتاز تحولا إلى صاروخ بري. وفي العام 2005 نقل الكوريون الشماليون 20 صاروخا كهذا إلى إيران واستغرق الإيرانيون نحو عقد من الزمان كي يكيفوه مع احتياجاتهم وجعلوه مهيئا للإطلاق.
وذكر المحرر العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أن النشر عن اختبار الصاروخ في إيران ترافق مع معلومة تقول إن للصاروخ أيضا قدرة على أن يحمل 3 رؤوس منشطرة. وأضاف: "إذا كان ثمة ما هو حقيقي في هذه الأقوال فهذه هي المرة الأولى التي يعرف فيها أن لدى إيران صاروخا مع قدرة رأس منشطر. وعلى إسرائيل أن تنطلق من نقطة أن كوريا الشمالية سلمت قدرة نووية لسورية في المفاعل الذي قصف في العام 2007. وهكذا ينبغي الافتراض بأنه في إطار العلاقات الحميمة بين إيران وكوريا الشمالية تحظى طهران أيضا بتعاون من كوريا الشمالية في المجال النووي مقابل دفعة سخية. وعلى إسرائيل أن تأخذ بالحسبان أن إيران وصلت إلى القدرة على إنتاج صاروخ يحمل رأسا متفجرا نوويا، سواء أكان منشطراً أم لا".