المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • تقارير، وثائق، تغطيات خاصة
  • 2552

أكد محللون إسرائيليون أنهم لم يروا وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، يبتسم بشكل كبير مثلما فعل لدى تسلمه أولى الطائرات الحربية الحديثة والمتطورة، من طراز "إف35 – لاتينينغ 2"، خلال زيارته للولايات المتحدة، الأسبوع الماضي.

وأشار المحللون إلى أن الأميركيين استقبلوه بحفاوة بالغة، وخصوصا وزير الدفاع الأميركي، أشتون كارتر. وخصصت وزارة الدفاع الأميركية لليبرمان طائرة خاصة تنقل فيها في الولايات المتحدة.

لكن يبدو أن حفاوة استقبال الأميركيين لليبرمان لها أهداف أخرى، أهمها تأييده للمقترح الأميركي لزيادة حجم المساعدات الأمنية الأميركية لإسرائيل، للسنوات 2019 – 2028، من ثلاثة مليارات دولار سنويا و30 مليار على مدار السنوات العشر 2009 – 2018، إلى 7ر3 – 4 مليارات في الاتفاق الجديد للسنوات العشر المقبلة.

وأهمية تأييد ليبرمان للمقترح الأميركي، ومطالبته هو ووزير المالية الإسرائيلية، موشيه كحلون، لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بالموافقة على المقترح الأميركي، هو أن نتنياهو ما زال يرفض هذا المقترح ويطالب بزيادة المساعدات إلى ما بين 4 – 5 مليارات دولار سنويا في اتفاقية السنوات العشر المقبلة، وهو ما يرفضه الأميركيون وفي مقدمتهم الرئيس باراك أوباما.

وصدر في ختام لقاء ليبرمان مع كارتر بيان جاء فيه أنهما بحثا في "مواضيع مشتركة"، من دون ذكر موضوع المساعدات الأمنية. لكن المحلل الأمني في صحيفة "معاريف"، يوسي ميلمان، اعتبر أنه مؤكد أن الاثنين بحثا موضوع المساعدات. وعلى اثر ذلك، سارع مكتب نتنياهو إلى التوضيح أنه فقط هو ومستشاريه في مجلس الأمن القومي مخولون بإجراء مفاوضات حول اتفاقية المساعدات الأمنية الجديدة. ورأى ميلمان أن "الرسالة التي بعثها ليبرمان بهذا التوضيح هي أن ’ليبرمان ليس ذي علاقة’".
ليبرمان: "الطائرة ستردع جيراننا"

قال ليبرمان خلال مراسم استلام طائرة "إف 35" إن "دولة إسرائيل تعتز بأن تكون الدولة الأولى في منطقتنا التي تحصل على هذه الطائرة وتفعلها، فهي الأكثر تطورا في العالم وهي الاختيار الأفضل لرؤساء المؤسسة الأمنية من أجل الحفاظ على تفوق دولة إسرائيل الجوي. وواضح ومعروف لنا ولجيراننا أن طائرة إف 35، الـ’الهائل’ (الاسم الذي أطلقه سلاح الجو الإسرائيلي على الطائرة)، ستحدث ردعا وتعزز قدراتنا العسكرية لفترة طويلة مقبلة".

واشترت إسرائيل حتى الآن 33 طائرة 'إف 35'، وتجري في هذه الأيام اتصالات لشراء 17 طائرة أخرى ليصبح عددها 50 طائرة، حسبما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية. ويتم تمويل هذه الصفقة من أموال المساعدات الأمنية الأميركية.

وعلى الرغم من الانتقادات في إسرائيل حيال شراء هذه الطائرة، خاصة بعد ظهور عيوب تقنية فيها، إلا أن مسؤولين في جهاز الأمن الإسرائيلي اعتبروا أن هذه "طائرة المستقبل في الجيش الإسرائيلي" وأن العيوب التي ظهرت فيها هي "جزء من مخاض الولادة" لأية طائرة متطورة وتجري معالجتها بحرص وحرفية بالغة.

ويتوقع أن تصل أول طائرتين من هذا الطراز إلى إسرائيل في 12 كانون الأول المقبل، بقيادة طيارين أميركيين، وفي الغداة سيتمكن طيارون إسرائيليون من التحليق بهما.

ويبلغ ثمن الطائرة الواحدة من هذا الطراز، وهي من صنع شركة "لوكهيد مارتن" الأميركية، قرابة 90 مليون دولار، وتصل سرعتها القصوى إلى 1960 كيلومترا في الساعة، وبإمكانها التحليق لمسافة 2200 كيلومتر. وستتسلم إسرائيل 33 طائرة من هذا الطراز حتى العام 2021. وتفيد تقارير بأن هذه الطائرة قادرة على حمل قنابل نووية.

ويقول معارضو شراء هذه الطائرة إن إسرائيل ليست بحاجة لها، خاصة وأن تكلفتها كبيرة إضافة إلى أن إسرائيل لم تعد تحارب جيوشا، وأن الولايات المتحدة، التي تمنح إسرائيل مساعدات أمنية سنوية ستصل في العقد المقبل إلى أربع مليارات دولارات، أجبرت إسرائيل على شراء الطائرة من أجل إغراء دول أخرى لشراء هذا الطراز.

وأشار المحلل العسكري في القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي، ألون بن دافيد، إلى أن "جميع قادة سلاح الجو (الإسرائيلي) في السنوات العشر الأخيرة يعتقدون أن هذه الطائرة ضرورية للحفاظ على التفوق الإسرائيلي، ولا أسمع أحدا من الضباط يخالف هذا الرأي"، علما أنه "لا خلاف على أن هذا مشروع مسرف ومكلف أكثر مما خطط له واستغرق وقتا أطول من الجدول الزمني الأصلي. ولا شك أيضا في أن أنه تم تعليق آمال كثيرة على هذه الطائرة وثمة شك إذا كانت ستستجيب لجميعها بامتياز. لكن هذه الطائرة المستقبلية الوحيدة الموجودة لدى العالم الغربي ورغم كل الشكوك، فإن العالم الغربي يشتريها، ربما باستثناء كندا. ولذلك فإن النقاش حول جدواها يكاد يكون نظريا".

ولفت بن دافيد إلى أن الولايات المتحدة بدأت في تطوير تكنولوجيا طائرات الشبح منذ أكثر من ثلاثين عاما. "والرأي السائد هو أنه خلال الفترة نفسها بدأت روسيا أيضا في تطوير هذه التكنولوجيا، وبات لديها، أو أنها قريبة من تحقيق ذلك، قدرة على رصد طائرات شبح. وبالمناسبة، روسيا تصنع بنفسها اليوم طائرات شبح ويبدو أن قدراتها التكنولوجية ليست أقل من قدرات الطائرات الأميركية".

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات