يتناول الكتاب موضوع العلاقة التي تربط بين جزء من المثقفين الإسرائيليين اليهود والدولة الصهيونية، وقد تمت معالجة هذه العلاقة، التي نسجها جزء من المثقفين الإسرائيليين اليهود مع الدولة، من خلال تحليل لمضمون نصوص وأدبيات تناولت موضوع المثقفين الإسرائيليين اليهود، إلى جانب بحث ميداني.
ويتكون الكتاب من مدخل وخمسة فصول، يتناول أولها عرضا لمجموعة متباينة من التعريفات التي تناولت المثقفين بشكل عام وأنواعهم، ومناقشة عدد من الاجتهادات النظرية حول دور المثقفين في المجتمع، وللعلاقات التي تربطهم بالمجتمع وبالحيز العام، وتبايناتهم الأيديولوجية، وانحيازاتهم الطبقية وأدوارهم السياسية، ودورهم في حقبة العولمة.
أما الفصل الثاني، فيعالج موضوع المثقفين- الأكاديميين الإسرائيليين واتجاهاتهم الأيديولوجية والمواقف السياسية المختلفة التي تبنوها. ويتناول ثلاثة أصناف، وهم: المثقفون- الأكاديميون الموالون للنظام الصهيوني، المثقفون-الأكاديميون الصامتون، والمثقفون- الأكاديميون النقدويون.
ويعالج الفصل الثالث بعضا من الأدوار الاجتماعية- السياسية لبعض من المثقفين الإسرائيليين وعلاقتهم بالدولة الصهيونية عبر إعطاء بعض من النماذج من كتاب وصحافيين يشكلون جزءاً من عامة المثقفين. وفي الفصل تشخيص وتحليل لدور جزء من المثقفين داخل وسائط الإعلام العامة والخاصة، والعلاقة بين الإعلام والمثقفين الإسرائيليين النقدويين.
أما الفصل الرابع، وهو البحث الميداني، فيتناول، في البداية الجوانب المنهجية في الدراسة، يليه عرض عينة البحث الميداني، ومعالجة لردود المبحوثين، ومن ثم تحليل المعطيات التي تم جمعها من الميدان، والتوصل إلى استنتاجات تخص البحث الميداني.
واعتمد البحث الميداني على استمزاج للرأي قام به الباحث لعينة قصدية من المثقفين الإسرائيليين لقياس مواقفهم تجاه عدد من الظواهر القائمة في المجتمع الإسرائيلي مثل: العنصرية، الفقر، الفجوة الاجتماعية-الاقتصادية، التعذيب، ظاهرة الاغتيالات، جدار الفصل العرقي، وظاهرة صمت المثقفين تجاه قضايا ملتهبة. بالإضافة لذلك، قمت بمعالجة مواقف قائمة في المجتمع الإسرائيلي تجاه مواضيع مثل الخطر الديمغرافي، حق العودة، الفرق بين مثقفي اليسار واليمين الصهيوني، المثقفين الاشكنازيين والشرقيين وقوة ارتباطهم مع الدولة الصهيونية.
ويشتمل الفصل على عرض لآراء، ومواقف، وردود المبحوثين تجاه كافة هذه المؤشرات، وبعدها تحليل مواقفهم وردودهم والآراء التي بلوروها. وسيتم ذلك من خلال الجدل والنقاش، وتحليل الدوافع والمبررات، وإظهار المصالح والأسباب الحقيقية التي تقف وراء مثل هذه المواقف.
ويعالج الفصل الخامس ظاهرة صمت المثقفين الإسرائيليين من خلال معالجة أدبيات نشرت وتناولت المثقفين الإسرائيليين، ودور وسائط الإعلام، والترهيب السلطوي والقمع الذاتي، وتسخير اللغة العبرية لأجل طمس الحقيقة، وسيرورة ذهنية التواطؤ للمثقفين الأكاديميين في قضايا تمويل الأبحاث ونشرها.
وتم في النهاية التوصل إلى عدد من الاستنتاجات العامة التي بني جزء منها على تحليل نصوص وأدبيات تناولت المثقفين الإسرائيليين. كما وتم استخلاص جزء آخر من الاستنتاجات من خلال تحليل ردود المبحوثين الإسرائيليين الذين شاركوا في البحث الميداني.