قضايا إسرائيلية عدد (36) عن الذاكرة الجماعية الإسرائيلية.. عملية الهندسة، حقيقة الصيرورة
يتناول محور هذا العدد من "قضايا إسرائيلية" موضوع الذاكرة الجماعية الإسرائيلية، التي تعتبر من أبرز النماذج على الذاكرات الجماعية المسبقة البرمجة والمسبقة الأدلجـة.
ولا شك في أن هناك العديد من الجوانب، التي يمكن إخضاعها للقراءة والتحليل في هذا الشأن تحديدًا، وبالتأكيد ليس في وسع محور واحد الإحاطة بها كلها. وبناء على ذلك، فإن المقالات المنشورة اقتصرت على الجوانب المتعلقة ببناء هذه الذاكرة فيما يخص المحرقة النازية وهوية اليهود الشرقيين، علاوة على ما يخص عروبة فلسطين ومحاولات محوها أو طمسها، كما يتبدى الأمر في مجال تسميات الأماكن والمواقع المختلفة، وفي مجال إخراس التاريخ العربي وإبادة الشواهد الثقافية الفلسطينية.
وبطبيعة الحال فإن الذاكرة الجماعية تشمل، بشكل عام، عنصري التذكر والنسيان على حدّ سواء، وفي حال الذاكرة الجماعية الإسرائيلية فإن أكثر ما تحيل إليه في هذا الصدد هو جوهر منظومة الهيمنة الصهيونية، التي جاءت كي تخدم مشروع إقامة "الوطن القومي اليهودي" من خلال تجاهل الشعب العربي الفلسطيني، تاريخًا وحقوقًا وثقافة. وحتى الآن فإنّ الدراسات، وبالذات الإسرائيلية، التي تناولت ما ترتب على هذا المشروع من كوارث لحقت بالثقافة والحضارة في فلسطين تعدّ قليلة للغاية، ومع ذلك فإن بعضها أشار إلى أن لحظة تخريب الثقافة الفلسطينية هي لحظة ميلاد وعي إسرائيلي، مؤسّس ليس فقط على محو وجود العرب، وإنما أيضًا على تدمير ثقافتهم.
بالإضافة إلى هذا المحور، نقدّم في زاويتي قراءات والمكتبة عروضًا موسعة ومقتضبة لمجموعة من الإصدارات الإسرائيلية أو المتخصصة في دراسة إسرائيل.
كما تطالعون في زاوية متابعات ترجمة لأهم مقاطع تقرير جديد صادر عن منظمتين إسرائيليتين لحقوق الإنسان والتخطيط حول أعمال البناء الإسرائيلية الاستيطانية في محيط مدينة القدس، وخاصة في مستوطنة "معاليه أدوميم". ويؤكد التقرير، ضمن جملة أشياء أخرى، أن الموقع الجغرافي لهذه المستوطنة يمسّ الحق الجماعي للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وذلك لأنها تبتر الضفة الغربية في نقطة إستراتيجية وتقسمها إلى كانتونين اثنين بحيث لا يكون من المتاح إقامة دولة فلسطينية قابلة للوجود وذات تواصل جغرافي طبيعي ومنطقي.