العدد 35 من "قضايا إسرائيلية" مخصص، في معظمه، لموضوع إسرائيل والأبرتهايد.
وهو يضم طيفًا واسعًا من الآراء في هذا الشأن، الذي اتسع نطاق التداول فيه في الآونة الأخيرة. ويتراوح هذا الطيف، أساسًا، ما بين التأكيد أن إسرائيل باتت دولة أبرتهايد فعلاً، في ضوء ممارساتها في المناطق المحتلة منذ العام 1967، وسياستها العامة إزاء الفلسطينيين المواطنين فيها، وبين رؤية ترى أننا في خضم مرحلة لا بُدّ من أن تفضي إلى عملية تهدف إلى بناء "الأبرتهايد الزاحف".
وتثير آراء أخرى مجموعة من الأسئلة والهواجس المتعلقة بهذا الموضوع، من قبيل: ما هي الجدوى، التي يمكن أن تترتب على استخدام نموذج الأبرتهايد من أجل توصيف الواقع السياسي في فلسطين المحتلة؟ وما هي الوحدة السياسية والجغرافية التي يتعين أخذها في الاعتبار لدى الحديث عن الأبرتهايد الإسرائيلي؟ وما شابه ذلك.
ربما يكون الأهم، في غمرة ذلك كله، هو أن الخوض في هذا الموضوع قد استدعى اجتهادات متعددة في مجالي التشخيص والإحالة، فضلاً عن الاجتهاد في ميدان تعريف مصطلح الأبرتهايد ونقاط تقاطعه أو مفارقته مع حالات استعمارية أخرى شهدها التاريخ المعاصر.
وبالإضافة إلى هذا المحور، وإلى زاويتي قراءات والمكتبة، نقدّم ضمن زاوية متابعات بحثًا جديدًا حول تأثير الحرب في غزة على المجتمع اليهودي في إسرائيل، وخصوصًا على "مناعته الوطنية" ومواقفه العامة من موضوع الاستيطان في المناطق المحتلة وسائر الموضوعات الجوهرية، التي تندرج ضمن مفاوضات "الحل الدائم"، كما انعكس ذلك في مجموعة كبيرة من استطلاعات الرأي الأخيرة. كما نقدّم النص الكامل لورقة الموقف الصادرة عن لجنة المتابعة العليا لشؤون المواطنين العرب في إسرائيل، المتعلقة بقانون الأراضي الإسرائيلية الجديد، وما يتسبب فيه من أضرار سياسية ودستورية بالنسبة لهؤلاء المواطنين وأملاكهم، ناهيك عن مسّ أملاك اللاجئين الفلسطينيين.