المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
.. من حملة "ميرتس" الأخيرة.  (عن: فلاش 90)
  • كلمة في البداية
  • 1022
  • أنطوان شلحت

كان من أبرز نتائج الانتخابات الإسرائيلية للكنيست الـ25 التي جرت يوم 1 تشرين الثاني 2022، عدم تمكن حزب ميرتس ("يسار صهيوني") من اجتياز نسبة الحسم، ما عكس تدهوراً كبيراً في مسيرة هذا الحزب. 

وبغية التذكير بالعوامل التي تسببت بهذا التدهور نستعيد هنا بعض المحطات ومفترقات الطرق التي مرّت بها تلك المسيرة ولا سيما منذ خمسة أعوام، وكنا توقفنا عندها في السابق أكثر من مرة.

إن أول ما يحضر، لدى هذه الاستعادة، هو إقرار مؤتمر حزب ميرتس، المنعقد يوم 7 كانون الثاني 2018، بأغلبية 87 بالمئة من أصوات المندوبين، اقتراح إجراء انتخابات تمهيدية (برايمرز) في شهر آذار من ذلك العام، لرئاسة الحزب وقائمة مرشحيه إلى الكنيست. وقبل هذا المؤتمر، سادت حالة من الترقب والتوتر الشديدين في أوساط ميرتس خاصة، وفي أوساط "اليسار الإسرائيلي" عامة، نظراً إلى ما كان من المتوقع أن يُطرح خلاله من قضايا تخص تنظيم الحركة ونهجها الفكري والسياسي وبما سيتمخض عن ذلك من نتائج.

وتعمقت حالة القلق والتوتر هذه خاصة، حيال ما اتخذته الصراعات الداخلية الدائرة في هذا الحزب من أشكال اتسمت بالعدائية والحدة الكبيرتين، وتفاقمت وظهرت بصورة جلية خلال الأشهر الأخيرة وخلال المؤتمر الذي عقده الحزب في أيلول 2017، بشكل خاص. فقد صوّتت أغلبية أعضاء المؤتمر، يوم 17/9/2017، إلى جانب اقتراح يقضي بتقصير ولاية رئيسة الحزب في ذلك الوقت، عضو الكنيست السابقة زهافا غالئون، من خلال تبكير موعد الانتخابات لمنصب رئيس الحزب إلى شباط 2018، بدلا من كانون الأول 2018. غير أن الاقتراح لم يحظ بالأغلبية اللازمة، بحسب دستور الحزب، ليصبح قراراً نافذاً، إذ صوت إلى جانبه 54% من أعضاء المؤتمر (وعارضه نحو 46% منهم)، بينما كان يحتاج إلى أغلبية 60% على الأقل ليصبح قراراً ساري المفعول. 

وفيما اعتبر معارضو غالئون، الذي انتظموا في حينه ضمن "معسكر إيلان غيلئون" أساساً، نتيجة تصويت أعضاء المؤتمر إشارة واضحة إلى رغبتهم في أن تنهي مهمات منصبها وتتخلى عنه، رفضت غالئون ذلك مؤكدة أنها لن تستقيل بل ستنتظر ما سيتمخض عنه المؤتمر اللاحق (في كانون الثاني 2018). 

وما حصل في مؤتمر ميرتس في أيلول لم يكن المرة الأولى التي يُطرح فيها هذا الموضوع على جدول الأعمال. فعلى خلفية التراجع الذي حصل في قوة ميرتس في انتخابات الكنيست الـ20، والتي جرت في آذار 2015، سواء من حيث عدد الأصوات التي حصل عليها (تراجع بأكثر من 7000 صوت) أو من حيث عدد أعضاء الكنيست (تراجع من ستة مقاعد إلى خمسة)، واستعداداً للانتخابات للكنيست اللاحق، بادرت رئيسة الحزب، غالئون، إلى محاولة لتغيير نظام وطريقة الانتخابات التمهيدية (البرايمرز) لقائمة مرشحي الحزب لانتخابات الكنيست، وذلك بالانتقال من "برايمرز مغلقة" (بواسطة مؤتمر الحزب الذي يبلغ عدد أعضائه ألف شخص ويتم انتخابه مرة كل أربعة أعوام) إلى "برايمرز مفتوحة" يشارك فيها جميع أعضاء الحزب المُسجَّلين رسمياً (ويقدّر عددهم بنحو 18 ألف شخص)، علما بأن هذه الطريقة الأخيرة كانت متبعة في هذا الحزب حتى العام 2008. لكن مؤتمر ميرتس الذي انعقد في تموز 2017 صوّت، بأغلبية أعضائه، ضد هذا الاقتراح وأسقط المحاولة.    

في أعقاب هذا الرفض، أعلنت غالئون أنها مصرّة على الدفع قدماً بهذا الاقتراح مرة أخرى وأكدت أنها ستطرحه على المؤتمر التالي للحزب للتصويت عليه وتبنيه، كما هدّدت بأنه "في حال رفض المؤتمر القادم تبني الاقتراح بالانتقال إلى برايمرز مفتوحة، سأستخلص الاستنتاجات الشخصية اللازمة"، في تلميح صريح إلى احتمال تقديم استقالتها من رئاسة الحزب، بل من عضويتها فيه أيضاً. على هذه الخلفية، التأم مؤتمر ميرتس في أيلول للتصويت على اقتراح تقصير ولاية غالئون في رئاسة الحزب، ولكن الاقتراح لم يحظ بالأغلبية اللازمة دستورياً لجعله ساري المفعول، كما ذكرنا أعلاه. ورداً على ذلك، وفي إطار سعيها لتحقيق هدفها المُعلن، بالانتقال إلى "برايمرز مفتوحة"، أقدمت غالئون على تقديم استقالتها من عضويتها في الكنيست (في 18 تشرين الأول 2017) بغية "التركيز في منصبي ومهماتي كرئيسة للحزب". وأعلنت، فور ذلك، أنها ستقدم استقالتها من الحزب كلياً ونهائياً إذا "ما خسرت المعركة" ولم تنجح في تمرير برنامجها وتحقيق أهدافها خلال المؤتمر الوشيك الذي سيعقده الحزب. وهو ما اعتبره إيلان غيلئون "مناورة خسيسة تدل على عدم المسؤولية والأنانية المفرطة"، مؤكداً أنه سيبقى عضواً في ميرتس حتى في حال خسارته خلال المؤتمر. وأضاف: "لم أكن أرغب في المنافسة على رئاسة الحزب أصلاً، لكنّ زهافا غالئون هي التي اضطرتني إلى ذلك"! وقد نُقل في هذا السياق حديث فحواه أن "رسائل وصلت إلى غالئون بأنها إذا ما تنازلت عن برنامجها بشأن البرايمرز المفتوحة، فسيتنازل غيلئون عن ترشيحه لمنصب رئيس الحزب".

وفي وقت لاحق (28/2/2018) أعلنت غالئون انسحابها من التنافس على رئاسة الحزب. وقالت في بيان صادر عنها إنها شعرت بأن المنتسبين إلى ميرتس معنيون بزعامة جديدة. وأوضحت أنها نادت دوماً بعدم تمسك السياسيين بالكرسي مهما تكن الظروف، وأنه حان الوقت لأن تطبّق هذا المبدأ بنفسها. وأضافت أن دعاة السلام وحقوق الإنسان والعدل يمرون بفترة صعبة ليس في إسرائيل فقط بل أيضاً في أوروبا والولايات المتحدة. ووصفت الحزب بأنه منارة أيديولوجية تقف صامدة أمام أمواج متطرفة عاتية. 

كما تبعها عضو الكنيست إيلان غيلئون (توفي في أيار 2022) وأعلن هو الآخر عن سحب ترشيحه لرئاسة الحزب. وقال إنه مرّ بوعكة صحية تعيق قدرته على التنافس في الانتخابات، وأكد أنه سيواصل إشغال منصب رئيس كتلة ميرتس في الكنيست. وذكرت مصادر في ميرتس أن انسحاب غالئون وغيلئون يرجّح احتمال فوز عضو الكنيست تمار زاندبرغ في الانتخابات التمهيدية لرئاسة الحزب، وهذا ما كان فعلاً في تلك الانتخابات التي جرت في نهاية آذار 2018. 

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية فإن توقيت الصراع بين المعسكرين المركزيين في ميرتس، بقيادة كل من زهافا غالئون وإيلان غيلئون، اكتسى أهمية خاصة على ضوء نتائج استطلاعات الرأي التي تُنشر تباعاً في إسرائيل، والتي بيّنت أن ميرتس مرشح لزيادة قوته البرلمانية بصورة كبيرة نسبياً خلال الانتخابات المقبلة للكنيست، من خمسة مقاعد في الكنيست إلى ثمانية مقاعد. وعزت تحليلات لنتائج تلك الاستطلاعات هذه الزيادة المتوقعة، بشكل أساس، إلى التصريحات الأخيرة التي أطلقها الزعيم الجديد لحزب العمل ("المعسكر الصهيوني") في ذلك الوقت، آفي غباي، والتي تشدّ بهذا الحزب نحو اليمين، أكثر فأكثر، في مختلف القضايا والمجالات المركزية، السياسية والاجتماعية والاقتصادية. 

فبينما تسعى زهافا غالئون إلى فتح صفوف الحزب، بما يضمن انتعاشه ورفده بدماء جديدة، من خلال تغيير طريقة الانتخابات الداخلية (البرايمرز) بصورة أساسية (بالإضافة إلى تغيير مفتاح التعيينات في داخل الحزب وخطه الأيديولوجي أيضاً)، يصرّ إيلان غيلئون على إبقاء الوضع على حاله، محذراً من أن تغيير طريقة البرايمرز وفتح بوابات الحزب قد يُفقده مميزاته وطريقه. وفي الوسط، يتذمر أعضاء في ميرتس من أن هذا الصراع بين المعسكرين، والذي يتخذ اشكالاً وتعبيرات حادة جداً، "يضرّ بالحزب نفسه وبمعسكر اليسار كله وسيكلفهما ثمناً باهظاً، سينعكس في نتائج الانتخابات المقبلة بالتأكيد". وقد عقب بعض ناشطي ميرتس على ذلك بالقول إن "آفي غباي يخلي لنا ساحة اليسار في إسرائيل، بينما نحن مشغولون بحروبنا وصراعاتنا الداخلية"!

*****

تأسس حزب ميرتس في العام 1992 باتحاد ثلاثة أحزاب هي: "راتس" برئاسة شولاميت ألوني، و"مبام" برئاسة يائير تسبان، و"شينوي" برئاسة أمنون روبنشطاين. لكنّ الوحدة بين هذه الأحزاب الثلاثة لم تلغِ ولم تغيّب الخلافات الأيديولوجية بينها ـ بين الليبراليين من "راتس" و"شينوي" من جهة أولى، وبين الاشتراكيين من "مبام" من جهة ثانية. وقد حافظ الحزب الجديد على مبدأ المحاصصة في مختلف هيئاته ومؤسساته، إذ جرت العادة على انتخاب تلك الهيئات والمؤسسات وفق مفتاح حزبي، على أساس القوة النسبية لكل واحد من الأحزاب الثلاثة المشاركة. غير أن مبدأ المحاصصة هذا شهد تراجعاً تدريجياً ومتواصلاً خلال الأعوام الأخيرة حتى تلاشيه واختفائه نهائياً، لتحلّ محله صراعات معسكراتية تجاوزت التقسيمات والخلافات الأيديولوجية وغيّبتها. وكان من أبرز علامات هذا التحوّل وانعكاساته فشل أي محاولة للدخول إلى قائمة ميرتس الانتخابية والفوز بموقع فيها (ولو حتى في مواقع غير مضمونة) في انتخابات الكنيست المتتالية خلال الأعوام الأخيرة، إذا لم تكن (المحاولة) جزءاً من صفقة بين المعسكرات المتصارعة. 

ورأى رئيس ميرتس السابق وعضو الكنيست والوزير السابق عنها، حاييم أورون، أن "مصيبة ميرتس الآن أن كل شيء فيها شخصي. كلها خلافات شخصية وصراعات قوة، بعيداً عن أي خلافات أيديولوجية". وأكد أن "الخلافات الشخصية تتغلغل إلى جميع مفاصل الحياة والنشاط والقرارات في الحزب وتسيطر عليها". 

وقال إيلان غيلئون، العضو في حزب "مبام" سابقاً، إن جلّ ما يهمّه ويشكل "مرجعيته الفكرية الاشتراكية" هو "الفوارق الطبقية، وتوزيع الموارد، وخفض مستوى القلق الوجودي الذي يساور المواطنين في إسرائيل". ثم أوضح قائلاً: "إذا كان هناك من يتحدث عن احتلال، فثمة في نظري احتلال متنوّر واحد هو: ضرورة (إعادة) احتلال دولة إسرائيل وإرجاعها إلى أصحابها الشرعيين ـ المواطنين". وفي سياق حديث له مع طلاب خلال زيارة قاموا بها إلى الكنيست، قال غيلئون إن "مُكيّف الهواء في المنزل والطعام في الثلاجة أكثر أهمية، بكثير، من خطر القنبلة النووية الإيرانية". وهو المعنى ذاته الذي كان عبر عنه في نقده لرئيسة ميرتس، غالئون، حين وصف توجهها بأنه "غزة تورز"، أي أنها "تفضّل الفلسطينيين واللقاءات مع الرئيس الفلسطيني (محمود عباس) على شؤون بلدتها وناسها"! أما زهافا غالئون، فسخرت من التوجهات "الطبقية، الاشتراكية" التي يحاول غيلئون شدّ ميرتس نحوها قائلةً: "ميرتس لن تكون مبام. مصوتو مبام ماتوا واختفوا، ولا يمكن العثور عليهم إلا في المقابر. ثمة هنا صراع على توجهين. هم يريدون ميرتس أكثر اشتراكية وأكثر انغلاقاً، بينما أنا أريد ميرتس التي تتحدث عن إنهاء الاحتلال، وعن مكانة العلمانيين، وحقوق الإنسان. فالنضال من أجل مجتمع عادل لا ينتهي بالنضال الاجتماعي ـ الاقتصادي فقط. يجب إنهاء الاحتلال وضمان مكانة العلمانيين وحقوق الإنسان".

*****

في خضم كل هذه الصراعات والنقاشات الشخصية المذكورة، كانت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية قد تناقلت، في أواخر شهر تشرين الأول 2017، نبأ نشره مراسل صحيفة "مكور ريشون" اليمينية، يشاي فريدمان، لكنه لم يحظ باهتمام كبير وواسع ولم يثر ما كان متوقعاً من الأصداء والتفاعلات. فقد نشرت الصحيفة المذكورة أن "حزب ميرتس أسقط كلمة صهيوني من برنامجه، وفق ما أكدته مصادر رسمية في الحزب"!

ونقل مراسل الصحيفة عن الناطقة بلسان ميرتس، ماي أوسي، قولها إن "في ميرتس أعضاء صهيونيين وغير صهيونيين، ولذلك فهو لا يستطيع تعريف نفسه بأنه حزب صهيوني". 

ورداً على هذا النشر، أصدرت رئيسة ميرتس، زهافا غالئون، بياناً خاصاً رفضت فيه "باشمئزاز الادعاء بأن ميرتس أسقط الصهيونية من برنامجه". وأكدت: "إن ميرتس حزب صهيوني، حزب إسرائيلي فيه أعضاء يهود وعرب، ولن يتخلى عن ذلك أبداً". وأوضحت غالئون أن "ميرتس يؤكد في برنامجه على الدوام أنه يعمل بروح القيم الصهيونية. لم يرد في برنامج ميرتس، من قبل، أنه حزب صهيوني، لأننا ـ ببساطة ـ لم نر أي حاجة لكتابة وتأكيد المفهوم ضمناً. إن ميرتس أحد الأحزاب القليلة جداً التي تنشر برنامجها الانتخابي قبل كل انتخابات، ولم يكن ثمة أي خلاف من قبل حول هويتنا الصهيونية". وأضافت غالئون: "نحن نؤمن بأن دولة إسرائيل هي دولة الشعب اليهودي وجميع مواطنيها. فقد ورد في ’وثيقة الاستقلال’ أن ’دولة إسرائيل تضمن المساواة الاجتماعية والسياسية لجميع مواطنيها، بغض النظر عن الدين، العرق أو الجنس’، وهي الجملة التي تجسّد مفهوم الصهيونية، كما نراه في ميرتس ـ التطلع إلى بناء مجتمع راق يحمي حقوق الإنسان ويدعم حق تقرير المصير للشعب اليهودي، كما حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني في دولة خاصة به أيضاً".

وقالت غالئون: "نحن لا نخضع لاختبارات الإخلاص التي تضعها صحيفة مكور ريشون والذين يقفون خلفها. نحن صهيونيون وطنيون ليس أقل من أي شخص آخر. إنها محاولة للطعن في شرعية اليسار". 

والفكرة ذاتها، أيضاً، عبر عنها عضو الكنيست موسي راز (الذي حلّ مكان غالئون بعد استقالتها من الكنيست)، فقال إن "ميرتس لم يعرّف نفسه بنص مكتوب في برنامجه، من قبل، بأنه حركة صهيونية". وأضاف: "أنا شخصيا صهيوني واليهود أعضاء ميرتس صهيونيون، لكن هناك في ميرتس أعضاء عرب أيضاً لا يمكن أن يكونوا صهيونيين ولا يمكن أن يعرّفوا أنفسهم كذلك". 

بيد أنّ مراسل الصحيفة عاد وحاول تفنيد ادعاءات غالئون وراز فاستذكر أن "برامج ميرتس في الماضي غير البعيد أكدت، صراحة، الرؤية الصهيونية وحقيقة أن ’ميرتس تمثل الصهيونية الإنسانوية’، كما هو بيّن في برنامجها حتى العام 2009". 

من جهته، عبر عضو الكنيست إيلان غيلئون عن "غضبٍ عارمٍ" على تصريحات زملائه في قيادة ميرتس، مؤكداً أنه "لا علم لديّ بأي تغييرات في برنامج ميرتس ولا أذكر أن أحداً قد ناقش الأمر أو طرحه للنقاش". وأضاف غيلئون: "يمكن لهؤلاء أن يصرّوا على أن ميرتس هو حزب غير صهيوني، لكن الأمر أشبه بالقول إن حزب ’البيت اليهودي’ هو حزب علماني، لمجرد أن فيه أعضاء علمانيين غير متدينين"! 

وقال غيلئون إن ميرتس تأسس من اتحاد ثلاثة أحزاب (هي كما ذكرنا: مبام وشينوي وراتس) "تقوم كلها على أساس العقيدة الصهيونية وتتبناها" وإن هذا الاتحاد، بالتالي، "هو اتحاد صهيوني اشتراكي، فيه أيضاً أعضاء عرب ويهود غير صهيونيين". وختم: "كان شعارنا ولا يزال: للصهيونية، للاشتراكية ولأخوة الشعوب"! 

وعبر أفشالوم فيلان، أحد قادة ميرتس وعضو كنيست سابق عن الحزب، عن موقف مماثل فرفض "أي حديث عن أن ميرتس لم يعد حزباً صهيونياً". وقال: "نحن أحد تيارات الحركة الصهيونية، نشطنا وننشط في مجال الاستيطان، وفي مؤسسات الحركة الصهيونية، ونحن جزء لا يتجزأ من المنظومة الصهيونية". وأكد فيلان أن "أي محاولة لصوغ برنامج حزب ميرتس من دون هويته الصهيونية ستبوء بالفشل".  

تجدر الإشارة إلى أنه في الانتخابات التي جرت لاختيار رئيس لميرتس في آذار 2018، فازت تمار زاندبرغ، والتي كُشف النقاب عن أنها استعانت في حملتها الانتخابية بأحد أبرز المستشارين الإعلاميين لدى اليمين (الذي وقف وراء حملات تتهم "اليسار" بالخيانة). كما أكدت زاندبرغ أن ميرتس هو "الحزب الصهيوني" (بأل التعريف) في إسرائيل، في معرض ردّها على الاتهام بأنه أسقط كلمة صهيوني من برنامجه! 

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات