هو عبارة عن نظام دفاعي - تحصيني اقامته اسرائيل على طول قناة السويس من الجهة الشرقية للحيلولة دون تمكن القوات المصرية من عبور القناة من الجهة الغربية نحو الشرقية. ولقد شرعت اسرائيل في اقامة هذا الخط الدفاعي، وهو على اسم رئيس الاركان حاييم بارليف، العام 1969، وحرب الاستنزاف دائرة بين الجيشين المصري والاسرائيلي.
مر الخط التحصيني هذا في سلسلة من الاضافات، من أبرزها جعله خطا متكاملاً مع قناة السويس ليشكل في نهاية الأمر عائقاً أمام القوات المصرية، وبهذا اعتقدت القيادة العسكرية الاسرائيلية أنها حصنت مواقعها أمام الجيش المصري الذي لن يكون باستطاعته الوصول إلى سيناء.
يمتد الخط من جنوب بور سعيد بعشرة كيلومترات حتى لسان بور توفيق جنوبي قناة السويس، واستغل الاسرائيليون وجود كتل ترابية يبلغ ارتفاع الواحدة منها حوالي عشرة امتار لتدخل ضمن تشكيلة الخط، ولم يكتفِ الاسرائيليون بهذا، إنما اضافوا ارتفاعات على الخط بلغت حوالي 25 متراً في بعض المواقع. وتمت عمليات حفر لمواقع تحت الارض مع فتحات للمراقبة والرماية.
أما الخط ذاته فقد وضعت خططه تحت اشراف القواد ابراهام ادان قائد وحدات المدرعات والقائد يشعياهو غفيش قائد لواء الجنوب في الجيش الاسرائيلي، أما الاشراف الأعلى فكان لحاييم بارليف.
وتجدر الاشارة إلى أن القيادة الاسرائيلية انفقت حوالي 238 مليون دولار على انشاء هذا الخط.
ويتكون خط بارليف من 22 موقعاً حصيناً، ويضم 31 نقطة داخل الارض مع تشكيلة هندسية تربطها مع أعلى الارض. وكل نقطة مكونة من الاسمنت المسلح، وتفصل بين الواحدة والاخرى طبقة اسمنتية يبلغ سمكها متران. واقيمت مواقع لاقامة الجنود، بالاضافة إلى قاعات للترفيه والتسلية ولتخزين المؤن والذخائر التي يحتاجها الجنود في عمليات الدفاع عن الخط.
أما الملاجىء التي اقيمت فكانت محصنة من الاسلحة الكيماوية والغازات ومزودة بكافة وسائل التهوية والإضاءة وغيرها. وزود كل موقع بطبيب واسعافات أولية ومطابخ وقاعات للحفلات ولعروض الافلام السينمائية.
أما المواقع والنقاط التي اقيمت على طول الخط فتتصل بعضها ببعض بخنادق عميقة محصنة، ويتم الاتصال بينها بواسطة الاجهزة اللاسلكية.
ولقد أُحيط الخط بشبكة محكمة من الألغام والاسلاك الشائكة بعرض يصل إلى حوالي 200 متر.
أما على الصعيد الإعلامي فنجحت اسرائيل في تسويق الخط على أنه أضخم خط دفاعي في العالم وعبر التاريخ من حيث مناعته وتحصيناته، إلاّ ان الخط انهار بسرعة فائقة في الأيام الأولى لحرب اوكتوبر 1973 عندما نجحت القوات المصرية في عبور القناة وتدمير القدرة الدفاعية الاسرائيلية في الخط والسيطرة على معظم المواقع الاستحكامية فيه. واعتبر العرب أن سقوط الخط هو سقوط للأسطورة الاسرائيلية حول تحصينه ومناعته وحول قدرة الجيش الاسرائيلي عموماً. أما داخل اسرائيل فوجهت انتقادات شديدة ولاذعة إلى بارليف والحكومة الاسرائيلية، ومنهم من قال إن هذا الخط هو مشابه لخط ماجينو الذي اقامته الحكومة الفرنسية عشية الحرب العالمية الثانية للدفاع عن أراضيها أمام امكانية قيام القوات الالمانية بالزحف نحو فرنسا، والاشارة هنا في التشبيه إلى جمود التفكير العسكري الاسرائيلي كما حدث مع فرنسا في خط ماجينو.