رام الله: صدر حديثا عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار" في رام الله، العدد 71 من فصلية "قضايا إسرائيلية"، يتركز حول سؤال الديمغرافيا في إسرائيل، ويتضمن معالجات حول ما يسمى إسرائيليا بالمعضلة الديمغرافية، وآليات التعامل مع هذه "المعضلة" من ناحية المفاهيم والقوانين والمشاريع السياسية إلى جانب العمل الممأسس والصامت، وما أفضى عنه كل ذلك من اقتلاع وتهجير وإقصاء وتطوير نموذج هجين من الابارتهايد في سبيل تحقيق أغلبية يهودية.
ففي مقالة تحت عنوان "الارتباط المصيري ما بين إسرائيل والمعضلة الديمغرافية"، يكتب إيان س. لوستيك "الغلبة الديمغرافية في فلسطين، أصبحت الأمر الملح بشكل قاطع بالنسبة للصهيونية، حيث التناقض ما بين هذا الهدف والأهداف الصهيونية الأخرى الكثير عن تاريخ الحركة الصهيونية وإسرائيل. كما ويفسر أيضا عدم خوف إسرائيل من استخدام العنف ضد آلاف الرجال والنساء والأطفال، ويبيّن لماذا أدى عدم قدرة إسرائيل على الحفاظ على أغلبية يهودية إلى التسريع في تبني أنماط من الفصل العنصري التي تزداد صعوبة إنكارها. "
ويضيف أن الصراع الأمرُّ والأطول وغير المحسوم داخل الصهيونية هو مسألة الأرض، إذ يتناقض التوسع المناطقي مع ترجيح الكفة اليهودية الديمغرافية.
وتحت عنوان "الآلية الخافتة لشرعنة طرد الفلسطينيين في 1948" تكشف عنات لايبلر أنّه في نطاق "دولة" إسرائيل التي لم تتّخذ شكلاً بعد، كان تطوير الإحصائيّات الرسميّة مترسّخًا إلى حدٍّ كبير في ممارسات بناء الدولة حيث شكّلت المنظومة المركزيّة لمنح المواطنة وحقوق الإقامة، كما هو موضّح في حالة التعداد الأوّل للدّولة في عام 1948، حيث كانت للتعداد أبعادًا سياسيّةً بعيدة المدى على مجموعات الأقليّات في إسرائيل.
وفي العدد معالجة معمقة يقدمها مهند مصطفى تحت عنوان ("أم الفحم أولا": اقتراحات التبادل الجغرافي/السكاني للفلسطينيين في وادي عارة/المثلث)، يتتبع فيها تاريخ الفكرة وما بيئتها وما طرأ عليها من تحويرات.
ويكتب مصطفى: شهد العقد الأخير بروز برامج سياسية سبقتها تصريحات سياسية مكثفة حول فكرة التبادل السكاني، أو الضم، بين مناطق فلسطينية في إسرائيل وبين كتل استيطانية في الضفة الغربية كجزء من التسوية النهائية، انطلقت الفكرة من مدرسة "مباي التاريخية" وانتهت في مدرسة اليمين الشعبوي الجديد في إسرائيل، ولكنها لا تزال تلقى معارضة من اليمين الديني الاستيطاني واليمين القومي التاريخي.
ويضيف: يدور الحديث في الغالب عن ضم مناطق من منطقة المثلث إلى الدولة الفلسطينية. وذلك للتخلص من أعداد كبيرة من العرب في إطار "الخطر الديمغرافي" الذي أصبح هاجسا سياسيا في إسرائيل. وقد تحولت هذه التصريحات إلى برامج سياسية لأحزاب إسرائيلية كثيرة.
وفي العدد مقالة بعنوان "التحوُّل من الخلاف الديمغرافي إلى الاستدامة" لألون طال ترتكز إلى مقولة أن عصر الصراع الديمغرافي ولى إلى غير رجعة، وأنه "كُلّما سارعت جميع الأطراف إلى بلوغ هذا الاستنتاج نفسه - الذي يرى أن النتيجة المؤكدة الوحيدة التي تفضي إليها معدلات الخصوبة المرتفعة هي كارثة إيكولوجية واجتماعية تطال الجميع - فمن المرجَّح أن تملك هذه الأطراف القدرة على توقُّع مستقبل مستدام معًا. "
وفي متابعة للقضايا الراهنة يقرأ برهوم جرايسي ويحلل تقلبات صيغة قانون القومية ما تكشفه من تنَمُّر وتمدد لليمين الاستيطاني، ويوضح كيف أن فحصا عميقا لموقف الأحزاب الصهيونية، يكشف عدم وجود خلاف حول الجوهر الأساس المتعلق بالشعب الفلسطيني، بمعنى اعتبار فلسطين التاريخية، "أرض إسرائيل، وموطن الشعب اليهودي التاريخي".
وفي العدد دراسة لمحمود الفطافطة تناقش علاقة إسرائيل المتنامية مع دول آسيا الوسطى من المنظورين الاستراتيجي والاقتصادي، في ضوء توسع إسرائيل في علاقاتها الخارجية بعد نهاية الحرب الباردة، كما أنها تسلط الضوء على التطور التاريخي لعلاقة إسرائيل مع هذه الجمهوريات.
ويتضمن العدد دراسة بعنوان "الإثنية تقف على الحاجز: عن سؤال الهويّة الإثنيّة في المستوطنات" لريبي غيليس، تعالج تعمية السؤال الإثني في دراسة المستوطنات وتتعمق في أسباب ذلك وخلفياته.
وفي العدد أيضا قراءة "في الهويّة، الأسطورة، والذات في الرّواية الاستعمارية"
لأنس حسونة، ومادة أرشيفية بعنوان "هكذا كشف أشرف مروان لإسرائيل عن ساعة الصفر لحرب أكتوبر"(إعداد وترجمة وئام بلعوم)، وقراءة في كتاب "نصف قرن من الاحتلال" لغيرشون شافير لهنيدة غانم.