عدد جديد من "قضايا إسرائيلية" عن النكبة كهاجس إسرائيلي
رام الله: صدر عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار" حديثا، العدد 72 من فصلية "قضايا إسرائيلية"، وتركّز على النكبة كهاجس إسرائيلي، عبر النبش في أشكال التعامل مع النكبة في الرواية الإسرائيلية، وتقنيات إخفائها وظروف عودة ظهورها رغم منظمة الإنساء الصارمة التي أحاطت بها.
في العدد مراجعة وترجمة لما كتبه بن غوريون نفسه بُعيد أحداث العام 1948، إلى جانب ترجمة لمقدمة كتاب حول منطق التقسيم، سيصدر قريبا من جامعة ستانفورد، للمؤرخين أرييه دُبنوف ولورا روبسون اري، ويحاول فهم حل التقسيم باعتباره جزءا من منظومة فكرية كولونيالية وظفها الإنكليز في مستعمرات عدة.
ويحوي العدد دراسة موسعة لأوري رام حول السياسات المختلفة المتبعة في إسرائيل كي ينسى المجتمع النكبة ودور إسرائيل فيها ومسؤوليتها عنها، حيث يتصدى لسؤال: كيف "لم يعرف" عدد كبير من الإسرائيليّين شيئًا عن تهجير الفلسطينيّين في عام 1948 وفي الأعوام التي تلت ذلك، أو "لم يعوا" هذا التهجير؟ ويبحث الكاتب بشكل شموليّ أكثر كيف أن المجتمعات تنسى فترات غير مريحة من ماضيها. ويتبنّى توجّه الباحثة في الأنثروبولوجيا البريطانيّة ماري دُغلاس، التي تدّعي أن النسيان هو ليس تغييب الذاكرة، وإنّما هو ذاكرة انتقائيّة أو مشوّهة.
يبدأ مقال باستعراض آليّات الإنساء في إسرائيل، ويناقش التوجّهات المختلفة التي تؤدّي إلى الحفاظ على آثار المنسيّ في الثقافة المهيمنة، حتّى لو كان ذلك بشكلٍ خافت وتابع، أو تظهر بها تلك الآثار كتساؤلات، كما يتطرق الكاتب إلى مسعى تشكّل لاحقًا بهدف تحدّي نظام الإنساء وتآكله.
ويحوي العدد كذلك استعراضا شاملا، أنجزه عمر الغباري لدور منظمة ذاكرات (زوخروت) التي تحاول جهدها أن تبقي ملف النكبة مفتوحا من خلال نشاطات وفعاليات تحيي ذاكرة النكبة، وهي جمعية تنشط بالأساس داخل المجتمع اليهودي الإسرائيلي.
أما وديع عواودة فيكتب مراجعة لكتاب جديد ومثير عن مجزرة كفر قاسم يوضح فيه الأهداف التي وقفت وراء المجزرة إضافة للمحكمة الصورية التي تلتها، ما يدل أن منطق التهجير لم ينته عام ١٩٤٨ أبدا، وأن مجزرة كفر قاسم هي جزء من منطق التهجير الذي ساد عام النكبة.
ويحوي العدد مقالا حول المجتمع الإسرائيلي والصراع على هوية الدولة والمجتمع كتبه عبد الغني سلامة يركز فيه على علاقة الدين والدولة، ومقالا للباحثة هيلا دايان تحلل فيه طبيعة الصهيونية اليوم ومميزاتها وتحولاتها الأخيرة وطرقها في الهيمنة في عالم نيوليبرالي جديد، إضافة إلى مقال حول العنف بين فلسطينيي الداخل كتبه أنس حسونة، إضافة للزوايا الثابتة حول الكتب والأرشيف كتبها محمود فطافطة ووئام بلعوم.