العدد 10 من قضايا اسرائيلية، لاشيء يطمئن على أن رياحاً جديدة ستهب على المنطقة، بعد أن دخل الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني مرحلة "التفسيرات المتبادلة لخارطة الطريق"، وعلى هذه التفسيرات سيرتفع ويهبط المزاج العام للإسرائيليين والفلسطينيين.
وفي هذا "الهدوء النسبي" نواصل في قضايا إسرائيلية" النظر إلى الجوانب العلنية والخفية للمجتمع الإسرائيلي، الذي يبدو لمن ينظر إليه من البعيد مرتباً ومنظماً ولكن من يسبر أعماقه يكتشف تعقيداته وعقده من السيكولوجيا وحتى الدبلوماسية. في هذا العدد نواصل فتح الملف حول طبيعة وأيديولوجية "الدولة اليهودية"، في مساهمات عربية فكرية حول الديمقراطية واليهودية كقاعدة للدولة، وإذا كان بعض المفكرين اليهود يعتقدون أن هذا أمر ممكن، فهناك مفكرون يهود والمفكرون العرب يعتقدون أن هذا أمر مستحيل، ويدعم هذا الرأي ما أفرزته سياسة حكومات الدولة الإسرائيلية من ظواهر التمييز والتفرقة العنصرية، الإثنية والدينية، و"القيم" المخترعة التي يحاولون تنشئة الأجيال عليها، في أجهزة التعليم والثقافة والإعلام.
لعّل في دراسة المفكر إيلان غورزئيف عن التربية على المنفى، ما يعكس عمق الأزمة الفكرية التي يواجهها المجتمع الإسرائيلي والتي يحللها هذا المفكر بعمق فلسفي ثاقب، ويدعم هذه الرؤيا مفكر آخر كان في السابق تعرّض للكثير من "البقرات الإسرائيلية المقدّسة"، ويشير إلى القليل منها في حوار مع "قضايا إسرائيلية". تغيب عن هذا العدد زاوية "المكتبة" التي يعدّها زميلنا الشاعر محمد حمزة غنايم، فقد أقعده المرض أياماً طويلة في المستشفى، وإذ نتمنى له الشفاء العاجل، فإننا نرجو أن يعود إلينا نشيطاً، غزير الإنتاج كما عهدناه.