العدد 9 من "قضايا إسرائيلية" بينما تتساقط عشرات الأطنان من البارود الأنجلو أميركي على بغداد ومدن العراق من الشمال إلى الجنوب، كما يصدر وسلطات الإحتلال الإسرائيلية تشدّد قبضتها الحديدية على الشعب الفلسطيني بعد عام كامل من الإجتياح/الاحتلال الجديد للضفة الغربية وقطاع غزة.
في العراق وفلسطين ضباب النار والبارود وغبار الهدم لا يترك مجالاً بوضوح الرؤية إلى الأفق القريب. والذين يطلقون النار، يعمي أنظارهم ليس فقط غبار المعركة، بل أشباح المقاومة العنيدة التي تأتيهم من كل حدب وصوب. الإسرائيليون في المسألة الفلسطينية، والأميركيون في المسألة العراقية، وما يحدث اليوم هنا وهناك سيترك أثراً كبيراً على المجتمع الإسرائيلي وبالطبع سيكون محط اهتمامنا في "قضايا إسرائيلية" لكننا سنترك للزمن أن يمنحنا فرصة النظر التاريخي كي لا نقع في مشكلة التنظير.
كل ما يحدث على الساحة الإسرائيلية الداخلية أو الإسرائيلية الفلسطينية أو الإسرائيلية العربية، يعمق أزمة هذا المجتمع وتناقضاته، ولا شك أن الانتخابات الأخيرة التي جرت في أواخر كانون الثاني (يناير) أبرزت هذه الأزمات بشكل جلي، وهذا ما حاولنا أن نتبينه من خلال ندوة شارك فيها مجموعة من الأكاديميين العرب واليهود، ثم يأتي مقال روت غابيزون، وهي من المدافعين عن أهم تناقضات هذه الدولة: صهيونية – ديمقراطية، ليقدم نموذجاً لفكرة مثلنا الشعبي "عنزة ولو طارت". وربما في ما كتبه باحثونا عن أزمة الصهيونية والإعلام والمجتمع ما يقدم الفكر الآخر أو الرد على محاولات تربيع الدائرة.
يبدو أن ربيع 2003، سيكون ساخناً جداً مثلما كان شتاؤه قارصاً جداً.