العدد 11+12 من قضايا اسرائيلية، من الألقاب الشائعة في إسرائيل لشخص رئيس الحكومة أريئيل شارون، لقب "البلدوزر"، ليس فقط لما يوحي به شكله الجسدي، بل لأعماله منذ كان ضابطاً صغيراً في العام 1948 وحينما كان قائداً للمنطقة الجنوبية في أواخر الستينيات ولِما نفذه في قطاع غزة من جرائم وهدم بيوت ومخيمات وبالطبع حينما كان وزيرا للأمن في حرب لبنان إذ تجلت "بلدوزريته" في الطريق إلى بيروت ومحاصرتها وتنفيذ مجزرة صبرا وشاتيلا.
لم يردع هذا البلدوزر احتياجات عالمية ومحلية ولا تقرير لجنة تحقيق رسمية أوصت بعدم تسليم منصب وزير "دفاع" فاندفع بعنفوان أشرس ليصبح رئيساً للحكومة. (أما كيف يسمح مجتمع يدعى أنه ديمقراطي بمثل هذه الظاهرة، فهذا سؤال آخر)، إنه ماضٍ في تنفيذ سياسة فرض الأمر الواقع، داخلياً وعلى حلبة الصراع مع الشعب الفلسطيني وعلى جبهات أخرى يحاول تأجيجها: السورية والإيرانية.
للسنة الثالثة على التوالي يحكم إسرائيل هذا البلدوزر، ما هو ظاهر وباطن المجتمع الإسرائيلي؟
دون أن يكون هذا السؤال محور هذا العدد المزدوج من "قضايا إسرائيلية" إلا أن ما ننشره من دراسات ومقالات وشهادات متنوعة يكشف حقيقة ما يدور في مجتمع التناقضات بعد ثلاث سنوات من النزيف الذي لا يتوقف وعشر سنوات من الحلم الذي توقف وخمسة وخمسين عاماً من الصراع الذي يحدد الإسرائيليون رتابته بين حركتي الدبابة والبلدوزر.