ما زال رد الفعل الإسرائيلي حيال التعامل الدولي، وخاصة الأميركي، مع موضوع نزع السلاح الكيميائي من سورية ومسألة الحوار المتوقع مع إيران حول برنامجها النووي، متشككا ومتحسبا من انهيار كل الحملة الإعلامية، التي قادها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ضد سورية وإيران طوال فترة ولايته.
ودعت إسرائيل الغرب إلى عدم إزالة الخيار العسكري في الحالتين، وشدّدت على ضرورة اختبار نوايا القيادتين السورية والإيرانية بالأفعال وليس بالأقوال.
وفيما يتعلق بالاتفاق بين وزيري الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، والأميركي، جون كيري، حول نزع السلاح الكيميائي من سورية، قبل عشرة أيام، فإن الموقف الإسرائيلي كان متلعثما.
فقد ألغى نتنياهو، قبل الاتفاق، لقاء مع كيري، في روما، تحسبا من شن هجوم عسكري أميركي ضد سورية، واحتمال الرد عليه بهجمات صاروخية ضد إسرائيل. كذلك فإن وسائل الإعلام الإسرائيلية ومحلليها بدوا كما لو أنهم يشجعون هذه "الضربة الأميركية"، وأن نتنياهو يحث الغرب على ضرب سورية، وأن السفير الإسرائيلي في واشنطن، مايكل أورن، سعى إلى إقناع أعضاء في الكونغرس الأميركي، سوية مع قادة اللوبي الإسرائيلي في أميركا، بتأييد ضرب سورية. وراحت جوقة الخبراء الإسرائيليين تفسر "حتمية" الهجوم كرد على ادعاءات غير مثبتة باستخدام النظام السوري السلاح الكيميائي ضد المدنيين، وتوضيح الفرق بين مقتل مئة ألف سوري بسلاح تقليدي ومقتل حوالي 1500 سوري بسلاح غير تقليدي. كذلك فإن الإسرائيليين وصفوا الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بأنه "جبان" و"ضعيف" بعد أن أعلن عن قراره بالحصول على موافقة الكونغرس على مهاجمة سورية. واعتبرت إسرائيل أن موقف أوباما يضعف مكانة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وخاصة فيما يتعلق بمعالجة الملف النووي الإيراني.
بالمقابل، تسربت إلى صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية بعد الاتفاق معلومات تقول إن نتنياهو شجع الإدارة الأميركية على الموافقة على الاقتراح الروسي بفرض رقابة على السلاح الكيميائي تمهيدا لإخراجه من سورية. وصرح نتنياهو بعد الاتفاق بأن اختبار موافقة سورية على نزع سلاحها الكيميائي، يجب أن يكون وفقا لما ينفذه النظام السوري على الواقع وليس وفقا لتصريحات الرئيس بشار الأسد. وأعلن وزير خارجية إسرائيل السابق ورئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، أفيغدور ليبرمان، أن الاتفاق الروسي - الأميركي وإخراج السلاح الكيميائي من سورية "جيد لإسرائيل".
وعلى ما يبدو فإن هناك عدم توافق بين الموقفين الأميركي والإسرائيلي فيما يتعلق بسورية وإيران. لكن هذا لا يعني الكثير بالنسبة للعلاقات بين الجانبين. فقد اهتم أوباما بإبلاغ نتنياهو بشكل شخصي حول قراره بطلب مصادقة الكونغرس على مهاجمة سورية، وأوفد كيري إلى إسرائيل، الأسبوع الماضي، كي يطلع نتنياهو على تفاصيل اتفاقه مع لافروف. ويرجح أن يكون كيري قد أطلع نتنياهو على الاتصالات مع إيران أيضا. كما تطرق لقاء كيري ونتنياهو إلى المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين.
وفي سياق الموضوع الإيراني، وبعد الإعلان عن اتصالات بين الولايات المتحدة وإيران، وعن مراسلات بين أوباما والرئيس الإيراني حسن روحاني، دعا نتنياهو إلى وضع أربعة شروط أمام إيران، وأنه بعد أن تنفذها هذه الأخيرة سيكون بإمكان الغرب رفع الضغوط التي يفرضها على إيران. وأكد نتنياهو أنه سيلتقي أوباما خلال زيارته للولايات المتحدة، في نهاية الشهر الحالي، للمشاركة في افتتاح أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وسيركز نتنياهو خلال خطابه أمام الجمعية على البرنامج النووي الإيراني، مثلما فعل العام الماضي.
وقال نتنياهو لدى افتتاح اجتماع حكومته الأسبوعي، يوم الاثنين الماضي، إن وقف البرنامج النووي يستوجب تنفيذ إيران أربع خطوات وهي "أولا، وقف تخصيب اليورانيوم؛ ثانيا، إخراج كل اليورانيوم المخصب [من إيران]؛ ثالثا، إغلاق [المفاعل النووي في مدينة] قم؛ رابعا، وقف تخصيب البلوتونيوم".
وتابع أن "الدمج بين هذه الخطوات الأربع فقط يشكل وقفا حقيقيا للبرنامج النووي، وإلى حين تنفيذ هذه الخطوات الأربع يجب تشديد الضغوط على إيران وعدم تخفيفها، وبالتأكيد عدم تسهيلها".
وتطرق نتنياهو إلى الاتفاق الروسي - الأميركي بشأن التخلص من السلاح الكيميائي السوري، فقال "إنني مؤمن بأن أحداث الأسابيع الأخيرة أكدت الفرضيات التي نعمل بموجبها، وهي أن دولة مستبدة تطور أو تحصل على سلاح دمار شامل قد تستخدمه بكل تأكيد، وبالإمكان القول إنها ستستخدمه. والفرضية الثانية هي أنه فقط بواسطة تهديد ذي صدقية يمكن للخطوات الدبلوماسية وقف هذا التسلح. والفرضية الثالثة هي أن على إسرائيل تحسين قوتها كي تستطيع أن تكون دائما جاهزة للدفاع عن نفسها بقواها الذاتية أمام أي تهديد".
وفي غضون ذلك سعت الإدارة الأميركية إلى طمأنة إسرائيل بأنه سيتم اختبار روحاني بموجب أفعاله وليس بموجب تصريحاته المعتدلة قياسا بتصريحات الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد.
أربعة أطراف منتصرة في أعقاب الاتفاق الروسي - الأميركي
رجح رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق ورئيس "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، عاموس يادلين، في مقال نشره يوم الثلاثاء الماضي، أن الإدارة الأميركية كانت حازمة خلال المحادثات مع روسيا وأصرت على شمل الاتفاق معايير صارمة، على النحو التالي:
أولا: هدف الاتفاق هو التخلص بشكل مطلق من القدرات الكيميائية السورية بكافة مركباتها، بدءا من المواد المستخدمة لصنع هذا السلاح، والرؤوس الحربية، ومنشآت صنع وتخزين هذه الأسلحة، وحتى الوحدات التي تفعّل السلاح الكيميائي.
ثانيا: تم وضع جدول زمني قصير وصارم من أجل تنفيذ الاتفاق. فقد تم تخصيص مدة أسبوع لكي تزود سورية تقريرا حول منشآتها الكيميائية، ومدة شهر ونصف الشهر لحضور المراقبين الدوليين إلى هذه المنشآت، ومدة تسعة شهور لإنهاء عملية التخلص من السلاح الكيميائي.
ثالثا: يتعين أن يحصل الاتفاق على دعم على شكل قرار يصدر عن مجلس الأمن الدولي، ويستند إلى البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الذي يسمح بفرض عقوبات وحتى تفعيل قوة عسكرية من أجل تطبيق القرار.
رابعا: عدم قدرة سورية على الاعتراض على الخطة الروسية – الأميركية، وعدم قدرتها على وضع شروط لتنفيذ الخطة.
ورأى يادلين أنه في حال تنفيذ الاتفاق فإن "الأطراف الأربعة ستخرج منتصرة". فروسيا، التي طرحت الاتفاق، عادت عمليا إلى مكانة متساوية مع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط؛ والولايات المتحدة برئاسة إدارة أوباما لم تكن راغبة في خطوة عسكرية، ومنحها الاتفاق مخرجا سياسيا - دبلوماسيا مع إنجاز إستراتيجي هام؛ والنظام السوري نجح في منع ضربة عسكرية أميركية مؤلمة، وحصل عمليا على ’مصادقة’ لمواصلة صراعه ضد المتمردين وقتل المواطنين بأية وسيلة يختارها، باستثناء السلاح الكيميائي؛ وتم إسقاط التهديد بالسلاح الكيميائي ضد إسرائيل المتواصل منذ سنوات، وهكذا سيكون بإمكانها التحرر من عبء الميزانية المتعلق بتزويد كمامات الغاز لمواطنيها.
إيران عند حدود إسرائيل في سورية
وشكك يادلين في إمكانية تنفيذ الاتفاق الروسي - الأميركي بشأن سورية. فيما أشار رئيس جهاز الموساد الأسبق، إفرايم هليفي، في مقاله الأسبوعي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الاثنين – 23.9.2013، إلى تصريح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأن سورية طورت سلاحا كيميائيا كرد على الترسانة النووية الإسرائيلية.
ورأى هليفي أن بوتين يعبر عن شكوكه حيال نجاح عملية نزع السلاح الكيميائي كلها، وذلك لأسباب عديدة. ولفت إلى أن "اقتراح بوتين الأصلي كان يهدف إلى منع هجوم أميركي ضد سورية فقط، وليس إلى تنفيذ الاقتراح. وروسيا لا تريد نزع السلاح الكيميائي من سورية، وستهتم بتنفيذ ذلك". وأشار إلى أقوال الأسد بأن تكلفة التخلص من هذا السلاح ستبلغ مليار دولار، بينما المجتمع الدولي جمع حتى الآن مليوني دولار فقط، تبرعت بها حكومة ألمانيا. وتساءل: "من سيتبرع ببقية المبلغ؟".
وفي هذه الأثناء، طرحت إيران اقتراحا لحل مشكلة مستقبل سورية. وأشار هليفي إلى أن الإيرانيين ينشطون في سورية بشكل "قانوني"، وبموجب طلب من الحكومة السورية الرسمية. وكتب أنه "باتت تتعالى أصوات في واشنطن تنظر إلى هذا التطوع الإيراني بضوء إيجابي". وحذر هليفي من أنه "في حال نجاح المبادرة الإيرانية، فإن حل الأزمة السورية سيشمل تواجدا إيرانيا دائما في الأراضي السورية، وبإقرار دولي، وبضمن ذلك عند الحدود الشمالية لإسرائيل".
وأضاف هليفي أنه "هكذا نجحت روسيا في تسخير قضية السلاح الكيميائي السوري لصالح عملية متكاملة روسية - إيرانية - سورية. وقد نجح بوتين بخطوات سريعة، بطريق الدبلوماسية والمكر وصرف الأنظار والتضليل، في قيادة المجتمع الدولي إلى المكان الذي ستتم فيه دراسة الاستجابة لمطالب روسيا وإيران، من أجل حل القضية السورية من دون تدخل عسكري".
مصالح مشتركة بين أميركا وإيران
في مسار متواز مع الأزمة السورية، يجري البحث في القضية النووية الإيرانية وسبل وقف تطوير البرنامج النووي، الذي تدعي إسرائيل أنه برنامج عسكري.
وتتوجس إسرائيل من تسخين العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، عشية بدء حوار بين الجانبين حول القضية النووية، وفي أعقاب إعلان أوباما عن تبادل رسائل بينه وبين روحاني، واحتمال عقد لقاء بينهما على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأسبوع الحالي. وتأتي هذه التطورات على ضوء نظرة الغرب إلى الرئيس الإيراني الجديد بأنه معتدل.
وسعى الباحث الإسرائيلي في "معهد إليانس للدراسات الإيرانية" في جامعة تل أبيب، البروفسور دافيد منشاري، في مقال في "يديعوت أحرونوت" (23/9)، إلى تحليل التغيرات في إيران.
وكتب أن "أسباب التغيير في إيران متنوعة. فهناك إحباط لدى الجيل الجديد، الذي لم تستجب الثورة [بصعود روحاني إلى الحكم] لتوقعاته بالعدالة الاجتماعية والسياسية وللخبز والحرية... كما أن ’الربيع العربي’ أرسل مؤشرات مهددة باتجاه النظام. وحليفة إيران الوحيدة، سورية، أصبحت عبئا، وتضررت مكانة حزب الله وتراجعت العلاقات مع الدول الإسلامية المجاورة لإيران. وأهم من كل ذلك، أن العقوبات الدولية ألحقت أضرارا اقتصادية بإيران وأصبحت تشعر بأنها منبوذة".
وأضاف منشاري أنه "خلافا لصورتها فإن إيران هي دولة تستجيب للضغوط. وطالما هناك صدام بين الأيديولوجيا الثورية والمصلحة القومية، أو مصلحة النظام، فإن المصلحة تتغلب. وإيران تواجه اليوم ضغوطا وبحاجة إلى التغيير".
ووفقا لمنشاري فإن روحاني بث مؤشرات على إصراره على السير بطريق جديدة ومختلفة عن سلفه، وأنه تم التعبير عن ذلك من خلال تشكيلة حكومته وسلسلة تصريحات، وتأكيده أنه حصل على تفويض من المرشد العام للجمهورية الإسلامية، علي خامينئي، لتنفيذ خطه السياسي. وقوبل ذلك بالترحاب في الولايات المتحدة. وأضاف أن "الدور الذي لعبته روسيا، بدعم إيراني، في حل الأزمة السورية منح أوباما حبل إنقاذ، رغم أنه كان جرعة مرّة. وهكذا نشأ واقع بات فيه كلا الجانبين [الأميركي والإيراني] ضعيفين، وروحاني وأوباما يحتاج الواحد منهما للآخر".
وفيما يتعلق بإسرائيل في ظل هذا الوضع، رأى منشاري أن "أفضل شيء يمكن أن يحصل لإسرائيل هو أن تبقى هامشية في الحراك الدبلوماسي في الأيام القريبة المقبلة. وتحسن العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران لا يتعارض بالضرورة مع المصلحة الإسرائيلية، على فرض أن الولايات المتحدة ستبقى ملتزمة بمبادئها وتعهداتها [بعدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي]. بل ربما أن إسرائيل ستستفيد من ذلك".
وتابع منشاري أنه "يتعين على إسرائيل أن تتأكد من أن أي تنازلات [أميركية] لصالح إيران لا تُدفع بعملة إسرائيلية وأن يتم كبح التقدم نحو النووي. وعلى الدبلوماسية الإسرائيلية أن تعمل جاهدة من أجل منع حدوث ثغرات في الحلف بين جانبي المحيط الأطلسي، الذي أدى إلى فرض العقوبات الناجعة على إيران، والتيقن من عدم رفع الضغوط طالما لم يتم إغلاق الموضوع النووي. والتحرك في الموضوع الفلسطيني، وتوثيق التنسيق مع الدول العربية التي تخشى من إيران والحوار مع موسكو سيساعد في تحقيق ذلك".
وفي السياق نفسه، حذر محلل الشؤون الأميركية في صحيفة "هآرتس"، حيمي شاليف، نتنياهو من أنه سيسافر إلى الولايات المتحدة، في الأيام المقبلة، ولكنه سيجدها مختلفة عما كانت عليه. وكتب أن "نتنياهو سيصل إلى بوتقة انصهاره من أجل لقاء أوباما وإلقاء خطاب في الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث احتل العناوين في العام الماضي مع الرسم الصبياني للقنبلة الإيرانية الموقوتة. ورغم أنه سيبدو له أن شيئا لم يتغير، فإن الحديث يدور عمليا عن كوكب آخر".
وأضاف أن سبب التغيير هو "أولا، لأنه حتى يهبط نتنياهو في المدينة، التي يعرفها مثلما يعرف راحة يده، نيويورك، سيكون كافيا لكي تُسحر من رئيس إيران، حسن روحاني، الأكثر شهرة في الحلبة الدولية". ورغم أن البيت الأبيض لم يعلن بعد عن لقاء محتمل بين أوباما وروحاني، إلا أنه يتوقع أن يستغل الرئيس الإيراني تواجده في نيويورك لمدة أسبوع من أجل "تعميق ضربة التليين [بمواقفه] والمغازلة [للغرب وأميركا] الجارفة التي بدأها في الأيام الأخيرة، وتمكنت من تغيير نبرة التعامل مع إيران، في الإعلام بداية ومن ثم لدى الرأي العام"، وفي أعقابه الكونغرس.
وأشار شاليف إلى أن اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة دفع مؤخرا بموقف ضد إيران، لكن هذا "موقف لا يتمتع بتأييد شعبي، وفي نهاية المطاف لم يحقق نجاحا. ومعركة تخوضها إسرائيل والمنظمات اليهودية، ويتم خلالها استخدام الادعاءات المعروفة من أجل محاولة إحباط مغازلة روحاني، من شأنها أن تصم إسرائيل كمن لديها هوس إثارة الحرب ودفع أميركا إلى خوض حروب من أجلها".
ورأى شاليف أن "أميركا تدخل الآن في معارك سياسية - اجتماعية منهكة، وتريد التخلص من دور شرطي العالم. ولذا فإنها مستعدة لإقصاء الشك والتعاون أيضا مع شخصيات مشكوك فيها من ناحيتها مثل بوتين وروحاني. وهي تشعر كما تقول الأغنية: ’إذا استمعت إليك وقتا كافيا، فإنني سأجد سببا لأصدق أن كل شيء صحيح".
هذا التقرير ممول من قبل الاتحاد الأوروبي
"مضمون هذا التقرير هو مسؤولية مركز "مدار"، و لا يعبر بالضرورة عن آراء الاتحاد الاوروبي"
المصطلحات المستخدمة:
الموساد, يديعوت أحرونوت, هآرتس, لجنة الخارجية والأمن, باراك, رئيس الحكومة, بنيامين نتنياهو, أفيغدور ليبرمان