تقارير خاصة

تقارير عن قضايا راهنة ومستجدة في إسرائيل.
  • تقارير خاصة
  • 1612

أفادت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم، الخميس - 24.10.2013، بأن نتائج انتخابات السلطات المحلية في إسرائيل، التي جرت أول من أمس الثلاثاء، دلّت على أن الأحزاب الكبرى تسيطر في المدن. فقد تبين أن حزبي الليكود والعمل لا يزالان القوة الأساسية في السلطات المحلية، فيما حزب "إسرائيل بيتنا" لم يتمكن من تحقيق نجاحات، لكن أصبح للحزبين الجديدين، "يوجد مستقبل" و"البيت اليهودي"، موطئ قدم في السلطات المحلية. كذلك فإن حزب شاس حقق نجاحات في هذه الانتخابات، باستثناء الأماكن التي تدخل فيها بشكل شخصي رئيس الحزب، أرييه درعي، حيث مني الحزب بهزائم. وينطبق هذا المشهد الحزبي على السلطات المحلية اليهودية، ولا ينطبق على السلطات المحلية العربية، التي سجلت تراجعا للأحزاب العربية في هذه الانتخابات، بينما سطع نجم مرشحي الحمائل والمرشحين المستقلين.

 


وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم، إن قوة حزب الليكود ارتفعت في هذه الانتخابات، على الرغم من خسارته أهم معقل له، وهي مدينة القدس، حيث سيكون له مندوب واحد في المجلس البلدي. وحافظ حزب العمل على قوته. وأعلن هذا الحزب أنه حقق انجازات بفوز مرشحيه في رئاسة بلديات تل أبيب وبئر السبع وحولون وغيرها.

وجرت الانتخابات المحلية في 191 بلدية ومجلسا محليا، وبلغ عدد المرشحين لرئاسة البلديات وسلطات محلية صغيرة 719 مرشحا، وتنافست 1500 قائمة على عضوية المجالس البلدية. وبلغ أصحاب حق الاقتراع في هذه الانتخابات 5,469,041 ناخبا، أدلوا بأصواتهم في 8771 صندوق اقتراع منتشرة في جميع أنحاء إسرائيل.

وبلغت نسبة التصويت القطرية 50.8%، وأوصلت امرأتين فقط إلى رئاسة سلطة محلية. وستجري جولة انتخابات ثانية في أكثر من ثلاثين سلطة محلية، لم يتمكن أي من المرشحين فيها من الحصول على أكثر من 40% من أصوات الناخبين.

 

ليبرمان يفشل في السيطرة على حزب الليكود

 رأى محللون أن رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان، فشل في السيطرة على حزب الليكود الحاكم من خلال الانتخابات البلدية في إسرائيل، وخاصة في مدينة القدس. ودلت نتائج الانتخابات في القدس على فوز رئيس البلدية، نير بركات، بولاية ثانية في رئاسة البلدية وتغلبه على منافسه، موشيه ليئون، مرشح كتلة "الليكود - إسرائيل بيتنا" والذي دعمه ليبرمان ورئيس حزب شاس، أرييه درعي.

وقالت الإذاعة العامة الإسرائيلية إن "خطة ليبرمان بالسيطرة على حزب الليكود من خلال القاعدة الجماهيرية لحزب الليكود في القدس قد فشلت، خاصة وأن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، امتنع عن دعم ليئون". وذكرت صحيفة "هآرتس" في تقرير نشرته قبل الانتخابات، أن مؤيدي حزب الليكود في القدس منقسمون وأن الكثيرين منهم لن يصوتوا لمرشح الحزب ليئون وإنما لبركات.

وكان نتنياهو وليبرمان قد اتفقا قبل الانتخابات العامة الأخيرة، في نهاية العام الماضي، على خوض الانتخابات في قائمة مشتركة لحزبيهما باسم "الليكود - إسرائيل بيتنا"، لكن تعالت أصوات كثيرة في الليكود بعد هذه الانتخابات وطالبت بفض الشراكة بين الحزبين على ضوء أفكار ليبرمان التي وصفوها باليمينية المتطرفة. ويتخوف قياديون في الليكود، وأبرزهم رئيس الكنيست السابق، رؤوفين ريفلين، من أن ليبرمان يخطط للسيطرة على الليكود وأن يصبح مرشح هذا الحزب لرئاسة الحكومة في انتخابات عامة مقبلة خلفا لنتنياهو، خاصة بعد إقصاء قياديين من "اليمين الليبرالي" في الليكود عن الساحة السياسية وبينهم الوزراء السابقون بيني بيغن ودان مريدور وميخائيل إيتان.

وقالت صحيفة "معاريف"، اليوم، إن ليبرمان هو "أكثر شخص يُعاب في القدس" بعد الانتخابات، وأن الجميع يهاجمونه، وبينهم قيادة حملته الانتخابية وشركائه من حزب شاس، وكذلك بركات. وقال بركات إن "ليبرمان هو رجل غير مستقيم، وإنما متآمر أراد أن يجعلني دمية ولم ينجح".

وكشف بركات أنه "كان بإمكاني تنفيذ صفقة مع ليبرمان وتعيين فلاديمير شكلار [المقرب من ليبرمان] في منصب مدير عام الشركة لتطوير شرقي القدس، كما طلب ليبرمان نفسه، وعندها كنت سأحصل على تأييد جارف. لكنني رفضت، وخاطرت ودفعت ثمنا ليس سهلا".

ولم يهاجم بركات وحده ليبرمان، وإنما هاجم هذا الأخير أشخاص من حملته الانتخابية ومن حزب "الليكود - إسرائيل بيتنا". ونقلت "معاريف" عن هؤلاء الأشخاص قولهم إن "ليبرمان خدع الجميع، ولم ينجح في تحقيق ما تعهد به [فوز ليئون برئاسة البلدية]. وهو لم يجذب مؤيدي الليكود ولا حتى الروس الذي وعد بتجنيدهم في الانتخابات. وقد صوت جميع مؤيدي إسرائيل بيتنا لصالح نير بركات وقائمته. وكان لإسرائيل بيتنا عضوان في المجلس البلدي، والآن تم محو هذه القائمة، والتحالف بين الليكود وإسرائيل بيتنا أصبح يتجاوز نسبة الحسم بصعوبة الآن".

كذلك اتهم درعي شريكه ليبرمان بالفشل في إسقاط بركات وإنجاح ليئون. وقال درعي إن "حزب شاس فعل كل ما في استطاعته وأحضر 35 ألف ناخب إلى صناديق الاقتراع، وأصواتهم كلها ذهبت لصالح ليئون. بينما الليكود - إسرائيل بيتنا في القدس فشل بشكل مطلق".

رغم ذلك فإن جهات في شاس حملت درعي مسؤولية فشل مرشحي الحزب في القدس، موشيه ليئون، وفي مدينة إلعاد، تسوريئيل كريسبل، من الوصول إلى رئاسة البلدية. وقد خسر كريسبل رئاسة بلدية إلعاد، وهي مدينة غالبية سكانها من الحريديم الشرقيين، الذي يعتبرون جمهور حزب شاس. لكن فاز برئاسة البلدية مرشح الحريديم الأشكناز. وفي مقابل ذلك نجح درعي في إيصال مرشح شاس إلى رئاسة البلدية في مدينة بيت شيمش.

 

حزب ميرتس يفوز بأكبر كتلة في بلدية تل أبيب

 ورغم فوز رئيس بلدية تل أبيب، رون خولدائي، بولاية أخرى، إلا أن قائمة حزب ميرتس أصبحت أكبر كتلة في المجلس البلدي. وأعلن رئيس هذه الكتلة، عضو الكنيست نيتسان هوروفيتس، أنه لن يكون عضوا في المجلس البلدي وإنما سيبقى في الكنيست.

وأظهرت نتائج الانتخابات أن كتلة ميرتس ضاعفت قوتها في المجلس البلدي من ثلاثة إلى ستة أعضاء. وفي المقابل حصلت كتلة خولدائي على خمسة أعضاء في المجلس البلدي. وحصل حزب الليكود على عضوين في المجلس. وخلافا للمعارك الانتخابية السابقة، فإنه في هذه الانتخابات لم يدخل أي مندوب عربي إلى المجلس البلدي.

وفي حيفا فاز رئيس البلدية، يونا ياهف، بولاية أخرى. وكانت مفاجأة هذه الانتخابات في مدينة بئر السبع، بعد أن حصل رئيس البلدية، روبيك دانيلوفيتش، على 92% من الأصوات.

وأشارت صحيفة "هآرتس، إلى أنه في هذه الانتخابات فاز عدد كبير من المرشحين الجدد برئاسة سلطات محلية، علما أن في المعارك الانتخابية السابقة، وكذلك وفقا لأبحاث أجريت في هذا الخصوص، فإن الميل لدى الجمهور هو انتخاب رؤساء بلديات لولاية أخرى.

 

إعادة انتخاب رؤساء بلديات متهمين بقضايا فساد

 اعتبر ثلاثة رؤساء سلطات محلية، فازوا بولاية أخرى، في الانتخابات المحلية، أن الجمهور حكم ببراءتهم، بعد أن قدمت النيابة العامة لوائح اتهام ضدهم بتهم فساد وتلقي رشى، في الأشهر الأخيرة، وعلى أثر ذلك أصدرت المحكمة العليا قرارات بإقصائهم عن مناصبهم، لكنها لم تمنعهم من الترشح لهذه الانتخابات. والملفت أنه تم انتخاب رؤساء السلطات هؤلاء بأغلبية كبيرة من الأصوات.

وهؤلاء الثلاثة هم رئيس بلدية بات يام، شلومي لحياني، ورئيس بلدية رامات هشارون، إسحق روخبرغر، ورئيس بلدية نتسيرت عيليت، شمعون غابسو.

ومن المتوقع أن يواجه هؤلاء الثلاثة التماسات تم تقديمها إلى المحكمة العليا وتطالب بإعادة إقصائهم عن مناصبهم بسبب الاتهامات الموجهة ضدهم، إلى جانب خوضهم معركة قضائية تتعلق بهذه التهم.

 

الانتخابات في السلطات المحلية العربية

 تميزت انتخابات السلطات المحلية في المدن والقرى العربية، كما هي الحال في جميع المعارك الانتخابية السابقة، بارتفاع نسبة التصويت، والتي وصلت إلى أكثر من 70% وفي عدد من البلدات تجاوزت 90% أيضا.

وأبرز معركة انتخابية جرت في مدينة الناصرة، أكبر مدينة عربية. ويبدو أن نتيجة الانتخابات على رئاسة بلدية الناصرة ما زالت غير معروفة رسميا، إذ أن وزارة الداخلية الإسرائيلية لم تعلن بعد عن هوية الفائز.

وتنافس على رئاسة بلدية الناصرة كل من: رئيس بلدية الناصرة رامز جرايسي، عن قائمة الجبهة؛ المرشح المستقل علي سلام؛ عضو الكنيست حنين زعبي، عن حزب التجمع؛ ومرشحين آخرين من الحركة الإسلامية ولم يحصلا سوى على بضع مئات من الأصوات فقط. بينما حصلت زعبي على 11% من الأصوات فقط.

وكانت قائمة الجبهة قد أعلنت فجر أمس عن فوز مرشحها، جرايسي، برئاسة البلدية، لكن بعد ساعات قليلة أعلن خصمه علي سلام عن فوزه هو برئاسة البلدية. ووفقا للنتائج الرسمية فإن الفارق في الأصوات التي حصل عليها جرايسي وسلام هو 21 صوتا فقط لصالح سلام. لكن الجبهة أعلنت أنها ستستأنف على هذه النتائج، بادعاء أنه تم التلاعب فيها، فيما رفض سلام هذا الادعاء وأعلن أنه أصبح رئيس البلدية. وفيما يتعلق بعضوية المجلس البلدي، حصلت الجبهة على 9 مقاعد وسلام على 7 مقاعد والتجمع على مقعدين وقائمة "شباب التغيير" على مقعد واحد.

وعلي سلام هو رجل أعمال من الناصرة، وبرز في الساحة السياسية المحلية بعد ترشحه ضمن قائمة الجبهة في انتخابات العام 1993. وتولى مناصب رفيعة في البلدية، خلال الدورات الثلاث الماضية، كنائب رئيس البلدية بصورة جزئية، ثم كنائب لرئيس البلدية، ثم كقائم بأعمال رئيس البلدية خلال الدورة الماضية. ودبت خلافات بين قيادة الجبهة في الناصرة وسلام في السنوات الأخيرة، وتسربت هذه الخلافات إلى وسائل الإعلام العربية المحلية. وعلى ما يبدو فإن قيادة جبهة الناصرة رفضت ترشيح سلام لرئاسة البلدية، الأمر الذي دفع الأخير إلى الانشقاق عن الجبهة وخوض الانتخابات بشكل مستقل.

وفي مدينة شفاعمرو فاز برئاسة البلدية المرشح أمين عنبتاوي، الذي تغلب على المرشح الذي تدعمه الجبهة ورئيس البلدية السابق، ناهض خازم. وكان الفوز الرئيسي، الواضح والوحيد، للجبهة هو لمرشحها في قرية يافة الناصرة عمران كنانة. كذلك نجح رئيس بلدية سخنين، مازن غنايم، بالبقاء في منصبه. وفاز الشيخ خالد حمدان برئاسة بلدية أم الفحم.

    

هذا التقرير ممول من قبل الاتحاد الأوروبي

 

"مضمون هذا التقرير هو مسؤولية مركز "مدار"، و لا يعبر بالضرورة عن آراء الاتحاد الاوروبي"