رئيس حكومة اليمين الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يتورّع عن استخدام الهولوكوست والجرائم النازية ضد اليهود الأوروبيين في منتصف القرن العشرين، لغرض تحقيق المكاسب السياسية النفعية الآنية. على سبيل المثال، في كانون الأول الماضي اعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية أمام منتدى "سابان" في الولايات المتحدة أن "كلا النظامين في ألمانيا النازية وإيران لديهما أمر مشترك هو الالتزام بقتل اليهود من دون رحمة وفرض حالة من الطغيان والإرهاب". ليواصل بعد ذلك غزوته وهو يتعلّق فرِحاً بتصريح لولي العهد السعودي محمد بن سلمان هاجم فيه إيران واعتبر زعيمها علي خامنئي "هتلر الشرق الأوسط". فنقاط الالتقاء بين الرجلين، الإسرائيلي والسعودي، تتزايد وتتراكم يومياً.
يستدل من تقرير منظمة التعاون بين الدول المتطورة OECD، وفق تحليل مديرية التخطيط في وزارة الصحة الإسرائيلية، أن 58% من خريجي الطب في إسرائيل في السنوات الأخيرة، درسوا في الخارج، بتمويل كامل وباهظ جدا من عائلات الطلاب. وترتفع النسبة إلى 82% بين أطباء الأسنان. والأعداد والنسب الأكبر هي بين الطلاب العرب الذين يدرسون في جامعات الأردن وجامعة جنين وجامعات أوروبا، إذ أن اختيار العرب للطب بات أكبر على وقع زيادة فرص العمل، في الوقت الذي بات يتجه اليهود إلى مواضيع عصرية أكثر.
أصدرت جمعية "سيكوي لدعم المساواة في إسرائيل" بحثا جديداً حول الفشل بتعليم اللغة العربية في المدارس اليهودية، هو السادس ضمن سلسلة "من العوائق إلى الفرص"، ويتضمن استعراضا للعوائق التي أدت إلى هذا الفشل من جهة، ويستعرض من جهة أخرى توصيات سياسية قد تشكل فرصة لتجاوز الوضعية القائمة اليوم. وبحسب البحث، فإن 6ر1% من المواطنين اليهود البالغين في إسرائيل فقط يتحدثون اللغة العربية، بفضل دراستها في مدارسهم.
"إقامة دولة فلسطينية هي مصلحة أمنية إسرائيلية"، بمنظور عسكري ـ سياسي بديل عن "نهج الوضع القائم المتقادم والخطير الذي يقوده اليمين الإسرائيلي، من خلال حكومة نتنياهو، والذي سيعود بآثار مدمرة على أمن إسرائيل في المدى البعيد" ـ هذه هي الخلاصة المركزية التي يتوصل إليها عومر تسنعاني في كتابه الجديد، الصادر مؤخرا، بعنوان "من إدارة الصراع إلى إدارة التسوية" ـ مفهوم الأمن الإسرائيلي والدولة الفلسطينية"، وهو إصدار مشترك لـ "مركز مولاد لتجديد الديمقراطية في إسرائيل" و"مركز تامي شطاينيتس لدراسات السلام" في جامعة تل أبيب.
الصفحة 388 من 859