"اعتماد إسرائيل الكليّ على الحلول العسكرية والتكنولوجية في مواجهة التحديات الماثلة أمامها يعمي أبصارها ويحول دون بلورة سياسة أمن قومي شاملة وإطلاق مبادرة سياسية، وخصوصاً في مسألة الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني" ـ هذا هو أحد التبصرات المركزية التي خلص إليها المشاركون في "طاولة مستديرة" نظمها "مركز مولاد لتجديد الديمقراطية في إسرائيل" مؤخراً لتلخيص العقد المنصرم والتبصّر في التحديات الماثلة أمام إسرائيل على مدى العقد الجديد. وكان عدد من كبار المسؤولين
مع توقيع الإمارات على اتفاق السلام أو التطبيع، والبحرين على إعلان السلام مع إسرائيل ستترتب -غالبا- على هاتين الخطوتين وما قد تليهما من خطوات متوقعة مشابهة من قبل دول عربية وإسلامية، وقائع على الأرض ووقائع سياسية سيكون من الصعب، وربما من شبه المستحيل، الرجوع بها إلى الوراء أو التراجع عنها، وتثير هذه الوقائع تحديات أمام المقاربة الفلسطينية للصراع مع الاحتلال وتحالفاته. يمكن وضع هذه الوقائع في أربعة سياقات: أميركي، وإسرائيلي، وعربي- إسلامي، وفلسطيني، لكن جوهرها قد يكون تثبيت خطة ترامب للسلام أو "صفقة القرن" سقفا لأية مفاوضات سلام بين إسرائيل ومنظمة التحرير.
الزوبعة التي ثارت حول حزب "يوجد مستقبل" قبل نحو أسبوعين، حينما أعلن الشخص الثاني في الحزب النائب عوفر شيلح عزمه التنافس على رئاسة الحزب مقابل مؤسسه يائير لبيد، سرعان مع هدأت؛ إلا أن الأخير أعلن أن انتخابات داخلية في الحزب ليست واردة حاليا، ما يؤكد أنه "المالك وصاحب القرار في حزبه"؛ لكن القضية تبقى أبعد من هذا المشهد، فهذا الحزب لا يطرح البديل المقنع لقيادة بنيامين نتنياهو في الشارع الإسرائيلي، لا بل إنه يتساوق مع سياسات نتنياهو اليمينية الاستيطانية المتطرفة.
يشير المشهد الحزبي في إسرائيل، خلال الفترة الأخيرة، إلى أن الانتخابات العامة المقبلة لا تزال مسألة وقت، حيث يشفّ الحراك الطاغي عليه عن استعداد متواتر لجولة انتخابية مرتقبة قد لا يطول موعدها عن عام واحد، في الحدّ الأقصى. وليس مبالغة القول إن جُلّ الأحزاب الإسرائيلية، كي لا نقول كلها، تتصرّف على هذا الأساس.
الصفحة 260 من 859