نبدأ بالسؤال: هل يأتي الفرج من.. واشنطن؟. والفرج هذه المرة شخصي بالتمام والكمال، يخصّ مباشرة شخص رئيس الوزراء الاسرائيلي، أريئيل شارون، وتحديدًا على خلفية سيف تقديمه إلى المحاكمة الذي لا يزال مصلتًا، بقوة، فوق رقبته. فمع ظهور هذه الكلمة يكون شارون قد "شدّ رحاله" إلى الولايات المتحدة، التي رأى أحد المعلقين الإسرائيليين أن إدارتها البوشية قد "تشرونت" على خلفية "الحالة العراقية" فحسب، علمًا بأن هذه هي الوجهة الطاغية على سياستها قبل التطورات الأخيرة في العراق بكثير.
على هامش المشهد
مسؤول أمني سابق: الجيش تحت قيادة يعالون فقد "قيمة طهارة السلاح"
في الاساطير اليهودية، «الغولم» هو كائن خرافي يتمتع بقوة بدنية خارقة. وقد صنعه الحاخام يهودا لوئيف، وهو من براغ، من الطين ووضع في فمه ورقة باسم سري للرب، من شأنها ان تبث فيه الحياة. وقد ساعد الغولم اليهود في الدفاع عن انفسهم ضد المتمردين المعادين للسامية. وذات يوم انقلب «الغولم» على صانعه، وتسبب في انتشار موجة من الدمار، الى ان تمكن الحاخام، في اللحظة الاخيرة، من استرداد الورقة من فمه. وتحول غولم مرة اخرى الى كمية من الطين.
صباح يوم الاثنين (6/9/2004) بكّر اريئيل شارون في القدوم لحضور المناقشات في عطلة الكنيست. وقد أضجرته الخطابات التي أُلقيت هناك. فذهب الى المقصف، الى طاولته الثابتة، وطلب وجبة إفطار. وجلس الى جانبه مستشاران ووزيران: ايهود اولمرت وتسيبي ليفني. وبعد ذلك انضمّ اليهم ثلاثة صحافيين. وعلى بعد طاولتين جلس شمعون بيريس، ومعه مساعدان فقط. وبعد ذلك انضمّت اليه داليا ايتسيك. وهي وزيرة سابقة، وبالتأكيد وزيرة في المستقبل كذلك.
تهتزّ إسرائيل، كلّ بضع سنين، بالكشف عن قضية جديدة يعترف فيها مَن حُقّق معهم بأعمال لم تنفّذ. ولا تزال طرية في الذاكرة، من الأشهر الأخيرة، محاكمة ثلاثة فلسطينيين مواطني إسرائيل من كفركنا، طارق نجيدات، شريف عيد ويوسف صبيح، بتهمة اختطاف وقتل الجندي أولِج شايحط. إعترف نجيدات، في أثناء التحقيق معه في جهاز الأمن العام (الشاباك)، بأنه قتل شايحط سويّة مع عيد وصبيح، ليعدلَ بعدها عن اعترافه في أثناء التحقيق. وتمّ إطلاق سراح المتهمين الثلاثة وقد بُرّئوا من التهمة إثر تكشّف دلائل جديدة وعدول النيابة العامة عن الاتهام الموجّه ضدَّهم، وفي الأيام الأخيرة قُدّمت لائحة اتهام بتهمة القتل نفسه ضدَّ محمد عنبتاوي من كفر كنا، الذي اعترف هو الآخر بتنفيذ القتل في أثناء التحقيق معه في جهاز الأمن العام.
ثمة كلمات يجب إعادة النظر فيها, والعداء للسامية واحدة منها. في الواقع, حلت هذه الكلمة مكان العداء لليهودية لدى المسيحيين الذين كانوا ينظرون الى اليهود على أنهم معتنقو ديانة مذنبة بإدانة يسوع, اي بقتل إله, مع ان استعمال هذا التعبير عبثي في حالة هذا الإله القائم من الاموات.
الصفحة 34 من 119