دعم استطلاع جديد للرأي (نشر الخميس 7/8) موقف رئيس الوزراء الاسرائيلي المتشدد ارييل شارون ازاء العملية السياسية حيث اظهر انه لا يزال يتمتع بتاييد غالبية الاسرائيليين رغم الانتقادات الاميركية والفلسطينية التي وجهت له مؤخرا.
واظهر الاستطلاع الذي اجرته اذاعة اسرائيل العامة ان 57% قالوا انهم راضون عن اداء زعيم حزب الليكود اليميني مقابل 43 في المائة قالوا انهم غير راضين.
وشارك في الاستطلاع 500 اسرائيلي. وتمكن شارون الذي تسلم السلطة في شباط/فبراير 2001 من الاحتفاظ بشعبية عالية بين الاسرائيليين رغم عدم احرازه تقدما كبيرا باتجاه حل النزاع مع الفلسطينيين. ويبدو ان شارون تمكن كذلك من تجنب غضب الناخبين بسبب الحالة الاقتصادية في البلاد والتي اجبرت الحكومة على فرض تخفيضات غير مسبوقة في الميزانية.
وواجهت خارطة الطريق للسلام سلسلة من العقبات منذ انطلاقها في القمة التي عقدت في الاردن في الرابع من حزيران/يونيو الماضي وحضرها الرئيس الاميركي جورج بوش وشارون ونظيره الفلسطيني محمود عباس.
وكانت اسرائيل تأمل في ان يعتبر افراجها عن عشرات الفلسطينيين (الاربعاء 6/8) على انه بادرة حسن نوايا تهدف الى اعطاء الزخم للعملية السلمية. الا ان عدد الذين افرج عنهم كان اقل كثيرا من العدد الذي طالب به الفلسطينيون الذين نادوا باطلاق سراح كافة المعتقلين المقدر عددهم بحوالي ستة الاف. ويبدو ان الافراج عن المعتقلين ادى الى توتر العلاقات بين الجانبين بدلا من تحسينها نظرا لان محكومية معظم الفلسطينيين الذين اطلق سراحهم تنتهي خلال اشهر.
وقال الوزير الفلسطيني المكلف شؤون الامن محمد دحلان ان الحكومة الاسرائيلية "حاولت التذاكي في موضوع الافراج عن الاسرى فاطلقت سراح اعداد من المعتقلين من بينهم عدد كبير يفترض ان تنتهي فترة اعتقالهم في غضون شهر او شهرين او مع انتهاء هذا العام".
واكد ان الحكومة الاسرائيلية "غير جادة على الاطلاق في دفع عملية السلام الى الامام وتتصرف وكانها تقدم معروفا للفلسطينيين".
وواجهت الحكومة الاسرائيلية كذلك انتقادات متزايدة من حليفتها الرئيسية واشنطن حيث انتقد الرئيس الاميركي جورج بوش مرة اخرى بناء الجدار الامني الذي يمر بالضفة الغربية.
وقال بوش في تصريحات ادلى بها في كروفورد (تكساس) حيث يمضي اجازته "اننا نتحدث مع الاسرائيليين بشان جميع اوجه السياج. اعتقد انني سبق ان قلت ان السياج يعتبر مشكلة". واضاف: "ساواصل العمل على هذه المسالة وكذلك على مسائل اخرى. اعتقد اننا نحرز تقدما. ان المفتاح لارساء السلام هو ان يفي الطرفان بالتزاماتهما الضرورية ومسؤولياتهما".
وعندما زار رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس البيت الابيض اواخر الشهر الماضي وصف بوش الجدار الامني بانه "مشكلة" الا انه تخلى عن تلك الكلمة بعد اربعة ايام اثناء زيارة شارون لواشنطن.
واوضح مسؤولو ادارة بوش انهم يرغبون في تغيير مسار الجدار وانه يفكرون في فرض عقوبات مالية على اسرائيل لبنائها الجدار. واكد شارون على ان بناء الجدار سيستمر. وتقول اسرائيل ان الجدار مهم لوقف عمليات تسلل المسلحين من الضفة الغربية الى داخل اسرائيل بنية تنفيذ هجمات.
الا ان الفلسطينيين يعتبرون الجدار محاولة لفرض حدود لدولتهم المنشودة في اية تسوية مستقبلية. وانخفض عدد الهجمات بشكل كبير منذ اعلنت الحركات الفلسطينية المتشددة مثل حركتي حماس والجهاد الاسلامي وقف اطلاق النار لمدة ثلاثة اشهر في 29 حزيران/يونيو رغم مخاوف المسؤولين الاسرائيليين من ان تلك الجماعات تستخدم الهدنة لبناء ترساناتها.
وقالت مصادر الجيش الاسرائيلي (الخميس 7/8) انها اعتقلت ثمانية فلسطينيين في الضفة الغربية بمن فيهم ثلاثة من الزعماء المحليين لحركة الجهاد الاسلامي واثنين من حركة حماس.
وصرحت المصادر كذلك لاذاعة اسرائيل العامة ان القوات الاسرائيلية اعتقلت 18 من افراد الامن الفلسطينيين في مدينة اريحا بالضفة الغربية للاشتباه في عدادهم هجمات معادية لاسرائيل.
(أ ف ب)