ما بعد الشرخ اشعلت تفاعلات انتفاضة الاقصى بين المواطنين العرب في اسرائيل، وسقوط 31 شهيداً بينهم، ضوءاً أحمر لدى أكثر من جهة في اسرائيل، كان من ضمنها اكاديميون وباحثون وكتّاب مشتغلون في قضايا العرب والفلسطينيين، في مراكز البحث والدراسات في الجامعات الاسرائيلية. وقد شهدت التسعينيات بروز جيل جديد من الباحثين اليهود والعرب الشباب، ممن درسوا علم الاجتماع أو العلوم السياسية، وغيرها من مجالات الدراسة الاكاديمية المتصلة بالعرب بشكل عام، والفلسطينين بوجه الخصوص.

ونجحت هذه الفئة من الباحثين في تقديم عشرات الأبحاث والدراسات والتوصيات المهمة، المتعلقة بقضايا الصراع في المنطقة، وبضمنها قضية المليون فلسطيني في اسرائيل، من خلال منظور علمي غير استهلاكي، بل يؤسس على تراكمات معلوماتية وأبحاث ميدانية تطبيقية في هذا الحقل. ما بعد الشرخ يشكل ملمحاً بارزاً من ملامح نشاط هذه الفئة المختلطة من الباحثين في اسرائيل، التي تطمح لأن تتجاوز نطاق البحث الاكاديمي وتصل إلى دوائر صنع القرار والتأثير فيها. إنه الواقع المشروخ، ما يصنع هذه التحولات التي تصنع هذه الانجازات البحثية، الموضوعية إلى حد كبير، في قضايا الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني، الجديدة والقديمة على السواء. ومن هنا تبرز أهمية هذا التقرير.