المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • مقابلات
  • 4419

أسفر الاعتداء الإرهابي في اسطنبول، يوم السبت الماضي، عن مقتل الانتحاري منفذ الاعتداء وأربعة آخرين، بينهم ثلاثة إسرائيليين، وكان بين الجرحى عشرة إسرائيليين.

وأرسلت إسرائيل فرقا طبية إلى اسطنبول من أجل نقل القتلى والجرحى. وقال الدكتور يورام كلاين، وهو أحد أعضاء البعثة الطبية إلى اسطنبول، لإذاعة الجيش الإسرائيلي، أمس الاثنين، إن "الأتراك بذلوا كل ما في وسعهم من أجل منح عناية طبية للجرحى الإسرائيليين وإنقاذ حياتهم، كما أن رغبتهم في التعاون معنا كانت واضحة جدا، وليست لدينا أية انتقادات حيال العلاج الذي قُدم للإسرائيليين".

وبعث الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، رسالة تعزية إلى الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، عبر فيها عن حزنه الشديد لسقوط ثلاثة قتلى إسرائيليين وعدد من الجرحى في اعتداء اسطنبول، وأكد أن هذا الاعتداء "يثبت مرة أخرى أن على المجتمع الدولي أن يتوحد ضد الإرهاب".

وفي موازاة ذلك، توجه مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية، دوري غولد، إلى أنقرة في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها منذ اعتراض البحرية الإسرائيلية لأسطول الحرية لكسر الحصار عن غزة، ومقتل 10 نشطاء وإصابة نحو خمسين آخرين بنيران الكوماندوز البحري لدى مهاجمة السفينة "مرمرة"، الأمر الذي أدى إلى تدهور كبير في العلاقات بين الدولتين. والتقى غولد مع مسؤولين أتراك.

وأصدر "طاقم مكافحة الإرهاب" التابع لمكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بيانا أول من أمس الأحد، حذر فيه الإسرائيليين من السفر إلى تركيا.

وأجرى "المشهد الإسرائيلي" مقابلة خاصة حول هذه التطورات مع المدير العام الأسبق لوزارة الخارجية الإسرائيلية والسفير السابق في تركيا، الدكتور ألون ليئيل.

(*) "المشهد الإسرائيلي": كيف تنظر إلى الاعتداءات التي وقعت في أنقرة واسطنبول، في مطلع ونهاية الأسبوع الماضي؟


ليئيل: "لا شك في أن تركيا تواجه موجة إرهابية من نوع جديد وينفذها انتحاريون. وفي الماضي شهدت تركيا إرهابا ولكن ليس بهذا الحجم ولا من هذا النوع. وفي الشهور الأخيرة وقعت في تركيا عدة اعتداءات أوقعت عشرات القتلى، وخاصة في أنقرة واسطنبول، ومن شأنها أن تدخل تركيا في حقبة جديدة. وفيما يتعلق بالجهات المهاجمة، فإنه أصبح أمام تركيا ثلاث جبهات، أو بالإمكان القول إنه فُتحت أمامها ثلاث حروب. الأولى مع الأكراد الأتراك، أي حزب العمال الكردستاني، وهذه حرب تدور بالأساس عند الحدود العراقية – التركية وكذلك داخل العراق من خلال غارات الطيران التركي؛ هناك حرب مع الأكراد السوريين، الذين أعلنوا مؤخرا عن حكم ذاتي في شمال سورية، ويثيرون قلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يرى بهم منظمة إرهابية ويحاربهم أيضا؛ وهناك حرب معقدة مع داعش. وتركيا، عمليا، هي جزء من القوى الغربية والعربية التي تحارب داعش، وتمنح قاعدتها الجوية في إنجرليك للغرب من أجل شن غارات ضد داعش. والإرهاب داخل تركيا يمكن أن يأتي من جهة هذا المثلث".

(*) هل اعتداء اسطنبول يوم السبت الماضي، الذي قُتل وأصيب فيه عدد من الإسرائيليين، سيسرع المصالحة بين إسرائيل وتركيا، خاصة بعد رسائل التعزية التي بعث بها أردوغان ورئيس الحكومة التركية، أحمد داوود أوغلو، إلى المسؤولين في إسرائيل؟

ليئيل: "حدث في هذا السياق أمران لا يمكن تجاهلهما، الأول هو تعاون تركي رائع مع قوات الإنقاذ الإسرائيلية التي أرسلت إلى اسطنبول، وهذه الأمور لم تجر بهذا الشكل في الماضي. وهناك أيضا رسالة التعزية التي بعث بها أردوغان إلى ريفلين، والتي أشار فيها إلى نية تركيا تسهيل عمل الجهات الإسرائيلية في تركيا. والأمر الآخر، الذي قد يؤثر بشكل سلبي، هو صدور تحذير حكومي إسرائيلي للمواطنين من السفر إلى تركيا، علما أنه توجد بين الدولتين علاقات تجارية متشعبة وعلاقات ثقافية ورياضية وسياحية، ولا أعرف كيف سيؤثر التحذير من السفر على هذه العلاقات. وعدا هذين الأمرين اللذين يبدو أنهما يعملان بشكل متناقض، هناك الموضوع السياسي. وفي هذا السياق اعترفت تركيا، بشكل شبه علني في الشهور الأخيرة، بأنها معنية بالتقدم نحو تسوية مع إسرائيل. لكن إسرائيل لا تسارع في هذا الاتجاه، إذ تطالب بإغلاق مكتب حماس في اسطنبول. لكنني أرى أنه إضافة إلى ذلك، هناك ضغوط تمارسها مصر واليونان وروسيا على حكومة إسرائيل لأنها ليست متحمسة لتحسين العلاقات بين إسرائيل وتركيا".

(*) صرح نتنياهو مؤخرا بأن هناك عدة مواضيع لم يتم الاتفاق حولها في إطار المصالحة الإسرائيلية – التركية، فما هي هذه المواضيع؟

ليئيل: "برأيي أن المقصود هو ما يتحدث عنه جميع السؤولين الرسميين الإسرائيليين وهو المطلب الإسرائيلي بإغلاق مكتب حماس في اسطنبول".

(*) إلى أي مدى تهم إسرائيل مسألة المصالحة مع تركيا؟

ليئيل: "أنا أعمل في مجال العلاقات بين إسرائيل وتركيا منذ عشرات السنين. واعتبرت تركيا دائما كدولة بالغة الأهمية بالنسبة لإسرائيل، وفي غالب الأحيان كانت أنقرة تقرر مستوى العلاقات، إذا كانت جيدة أم لا. لكن في الأشهر الأخيرة طرأ تغير، وأعتقد أنه في إسرائيل لا يرون على الأقل الآن، أن تركيا دولة هامة. ويعود ذلك إلى وجود علاقات هامة للغاية لإسرائيل مع مصر، ونشوء نوع من التحالف بين إسرائيل وبين اليونان وقبرص، ووجود علاقات وثيقة جدا مع روسيا، التي تؤدي دورا بالغ الأهمية الآن في سورية، على الرغم من الإعلان عن إخراج قسم كبير من قواتها من هناك. وهكذا، فقد دخلت جهات أخرى إلى هذا الفراغ، الناتج عن تدهور العلاقات بين إسرائيل وتركيا. ويوجد تأثير لهذه الجهات على المصالحة بين إسرائيل وتركيا".

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات