المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • مقابلات
  • 1804

الرد على هجوم القنيطرة قد يكون بعد سنوات

لا يزال التوتر الأمني مسيطرا في شمال إسرائيل عند منطقة حدودها مع لبنان وفي مرتفعات الجولان السوري المحتل، في أعقاب تخوف من رد حزب الله على الغارة التي شنتها طائرات حربية إسرائيلية على قافلة سيارات في منطقة مدينة القنيطرة في الأراضي السورية، والتي أدت إلى مقتل ستة من مقاتلي حزب الله وجنرال إيراني. وأغلقت قوات الأمن الإسرائيلية، أول من أمس الأحد، عددا من الشوارع القريبة من الحدود مع لبنان وفي الجولان، كما امتنع الجيش الإسرائيلي عن تسيير دوريات على طول الشريط الحدودي تحسبا من استهدافها.

 وفي ظل هذا التوتر، أطلق وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعلون، ورئيس أركان الجيش، بيني غانتس، تهديدات ضد إيران وحزب الله وحكومة لبنان تحذر من شن هجمات ضد إسرائيل. وفي موازاة ذلك نقل الجيش قوات كبيرة ومدرعات إلى منطقة الشمال ونصب بطاريات "القبة الحديدية" لاعتراض الصواريخ القصيرة المدى.

من جهة أخرى، تنظر إسرائيل بقلق إلى تحسن العلاقات بين حركة حماس وبين إيران وحزب الله الحاصل في الأسابيع الأخيرة. وبرز في أعقاب الغارة في القنيطرة تصريح قائد كتائب القسام، محمد ضيف، الذي دعا حزب الله إلى توحيد القوى ضد إسرائيل. كذلك أثار انضمام فلسطين إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي غضبا بالغا في إسرائيل، كونه ينطوي على إجراء تحقيق دولي باتهامات لإسرائيل بارتكابها جرائم حرب خلال العدوان على غزة في الصيف الماضي.

حول هذه المواضيع، أجرى "المشهد الإسرائيلي" المقابلة التالية مع مدير برنامج الأبحاث "جيش واستراتيجيا" وبرنامج "أمن السايبر" في "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، الدكتور غابي سيبوني.

 (*) "المشهد الإسرائيلي": ما هي التوقعات في إسرائيل حيال رد محتمل من جانب حزب الله أو إيران على الهجوم في القنيطرة؟

سيبوني: "أعتقد أنه ينبغي النظر إلى هذا الأمر في سياق أوسع، إذ يوجد حساب مفتوح بين حزب الله وإسرائيل منذ تصفية (القيادي العسكري في حزب الله) عماد مغنية. وأعتقد أن هناك إرادة لدى حزب الله لتنفيذ ما يصفه بـ’الانتقام’ أو الرد، وليس بالضرورة أن العامل الزمني هو الذي يلعب دورا هنا، أي أن الرد قد لا يكون قريبا وإنما بعد سنوات".

(*) يتحدثون دائما في إسرائيل عن رد من جانب حزب الله، لكن هل هناك تقديرات بشأن رد من جانب إيران؟

سيبوني: "إيران تمارس نشاطا في هذه المنطقة. ورأينا الأسبوع الماضي أنه نفذت عمليات في الأرجنتين ضد أهداف لها علاقة بإسرائيل. وأفترض أن إيران يمكن أن تكون شريكة في هجوم ينفذه حزب الله، وعلى الأقل سيكون هجوما كهذا منسقا مع الإيرانيين".

(*) هل ترى أنه توجد علاقة بين الهجوم في القنيطرة والمحادثات بين الدول الكبرى وإيران حول البرنامج النووي؟

سيبوني: "لا أعرف. ولا أعلم من نفذ الهجوم، وتحدثت سابقا من خلال رؤيتي لما يفكر فيه أعداؤنا. ولا يوجد في إسرائيل جهة مسؤولة أعلنت المسؤولية عن الهجوم. لذلك فإن ربط الأمور بهذا الشكل يأتي في إطار التكهنات وليس لدي إجابة عليها".

(*) محللون كثيرون في إسرائيل ربطوا بين الهجوم والانتخابات العامة التي ستجري قريبا في إسرائيل. هل ترى أنه توجد علاقة بين الأمرين؟

سيبوني: "لا أعلم ما الذي يحدث في هذا السياق من ناحية عينية. لكن هذه الربط موجود في عقول الناس دائما. وقيلت مثل هذه الأقوال عندما قرر (رئيس حكومة إسرائيل الأسبق) مناحيم بيغن مهاجمة المفاعل النووي في العراق قبل الانتخابات (في العام 1981). ومثل هذه الأمور تبقى تحليلات أكثر مما هي أقوال دقيقة، لأن الأجهزة في إسرائيل منضبطة جدا ولا تعمل بصورة عشوائية. لا أعرف ماذا جرى في هذا الحدث تحديدا، لكن الأجهزة الأمنية في إسرائيل تعمل بصورة عقلانية ومن خلال ترجيح الرأي. ويصعب علي أن أوافق على وجود علاقة بين أحداث أمنية وحملة انتخابية".

(*) هذا الهجوم تم تنفيذه في الأراضي السورية. هل تتدخل إسرائيل في الحرب الدائرة في سورية أم أنها تبتعد عن دخول "الوحل السوري"؟

سيبوني: "السوريون يقولون إن إسرائيل تتدخل في القتال. لكن النظام منشغل في حمام الدم الحاصل هناك ولا أعتقد أنه يريد مواجهة مع إسرائيل، ويصعب رؤية سورية تبدأ بتسخين الجبهة مع إسرائيل. وبالنسبة لإسرائيل فإنها تريد الابتعاد عن أي ’وحل’ وليس مهما مكان هذا ’الوحل’ ومحاولة العيش بهدوء. وبشكل عام فإن إسرائيل ترد على أحداث، مثل إحباط عمليات إرهابية، ولا تبادر إلى مواجهات".

(*) إسرائيل تهاجم وتهدد وتنقل قوات إلى الجبهة الشمالية. ألا يعتبر هذا استفزازا، ما هو المنطق الذي يوجه الإسرائيليين؟

سيبوني: "لا أعتقد أن هذه كانت تهديدات، وإنما هي تصريحات بأننا سنرد على أي عدوان ضدنا وأنه لا يجدر بأن يكون هناك رد على أي حدث. وأعتقد أن تصريحات يعلون وغانتس جاءت لتهدئة الوضع وليس لصنع استفزاز عند الحدود الشمالية. وأعتقد أن أداء إسرائيل كان يهدف إلى القول إننا مستعدون وجاهزون لمواجهة أي تطور ولتهدئة الوضع".

(*) كيف ينظرون في إسرائيل إلى تحسين العلاقات بين حركة حماس وبين إيران وحزب الله؟

سيبوني: "لقد كنا في مشهد مشابه قبل الإطاحة بحكم الإخوان المسلمين في مصر. وها نحن نشهد هذه الجولة من تحسين العلاقات مرة أخرى الآن. رغم ذلك فإن تحسين العلاقة هو سبب للقلق لأن هذا يعني أن الأخطبوط الإيراني يمد ذراعا داعمة باتجاه حزب الله وذراعا أخرى نحو حماس، ويحاول نقل أسلحة وتكنولوجيا ومعلومات وخبرات إلى حماس، وهذا لن يسهم في استقرار المنطقة بدون شك".

(*) هل يوجد قلق في صفوف الجيش الإسرائيلي، في أعقاب التوجه الفلسطيني إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وإمكانية اتهام ضباط بارتكاب جرائم حرب؟

سيبوني: "أعتقد أنه يوجد في إسرائيل جهاز قضائي قوي جدا ويعرف كيف يحاكم أي ضابط عمل بصورة غير قانونية. ولذلك فإنني لا أعتقد أنه ينبغي على إسرائيل أن تقلق من هذا الأمر. وأعتقد أنه يجب طرح أسئلة على الجانب الآخر، الفلسطيني، حول الجهاز القضائي لديه وما إذا كان قادرا على التعامل مع مرتكبي جرائم حرب لديه. فحماس على سبيل المثال، تمارس أسلوبا حربيا لا يتماشى مع القانون الدولي، فهي تطلق صواريخ من أماكن مأهولة بالسكان باتجاه أماكن مأهولة بالسكان. وبالإمكان طرح سؤال على حكومة الوحدة الفلسطينية حول مدى رضاها من هذا الأداء من جانب حماس. لذلك أعتقد أنه لا ينبغي على إسرائيل أن تنظر بقلق كبير إلى هذا الموضوع".

 

المصطلحات المستخدمة:

دورا, موشيه يعلون

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات