أصدرت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل بيانا هنأت فيه القائمة المشتركة وجمهور المصوتين، على الإنجاز الكبير الذي حققته القائمة، ودعت الجماهير العربية إلى رفع جاهزيتها أكثر، لمواجهة التحديات والأخطار المقبلة عليها، كجماهير عربية، وعلى شعبها الفلسطيني ككل.
وقال البيان الموقع باسم رئيس اللجنة محمد بركة، إنه مع انتهاء الانتخابات البرلمانية للكنيست وصدور النتائج النهائية وحصول القائمة المشتركة على إنجاز كبير ومبهر أتقدم بالتهنئة والتقدير للنواب المنتخبين الـ 15 جميعا ولأحزابهم الأربعة، التي يشكّل كل منها مركبا أساسيا وهاما في لجنة المتابعة العليا. والتهنئة والاعتزاز لجمهور الناخبين الكبير الذي منح ثقته العظيمة للقائمة المشتركة، هذه الثقة التي تشكل مصدراً للاعتزاز ومعها يكبر حجم المسؤولية وتتعزز الثقة بأن نواب شعبنا سيكونون أمينين لها وعليها.
وأضاف البيان أن هذا الإنجاز البرلماني الكبير يتكامل مع الأجندة الوطنية والديمقراطية والشعبية لكون العمل البرلماني يشكل رافدا هاما من روافد العمل الوطني العام لصيانة الهوية والتمسك بالثوابت وخدمة مصالح الناس. كما أن الازدياد الملحوظ في أعداد المصوتين اليهود للقائمة المشتركة يشكل أساسا جيدا لنضالات مشتركة من اجل حقوق شعبنا ومن اجل العدالة والديمقراطية.
وقال البيان إنه من جهة أخرى حملت النتائج العامة في طياتها أخطارا كبيرة على الجماهير العربية الفلسطينية وضد ما تبقى من هامش للعمل الديمقراطي بسبب أن حوالي 100 نائب في الكنيست من أصل 120 قد دعا بهذا المستوى او ذاك إلى اقصاء الجماهير العربية خارج الشرعية السياسية والتمثيلية. وتصريحات نتنياهو في الايام الأخيرة وشطبه الوقح والفاشي للتمثيل العربي، تنذر بمخاطر شديدة وتنطوي على انفلات شرس من قبل المؤسسة مباشرة او من قطعان الفاشية التي تنتشر كالسرطان في بلادنا ضد جماهيرنا العربية الفلسطينية او ضد أي قرار قد لا يكون في صالح نتنياهو واليمين.
وأشار البيان إلى أن أزمة الحكم في إسرائيل قبل الانتخابات وبعدها من شأنها إنتاج فاشية معلنة تتخذ من قانون القومية ومن صفقة القرن أساسا لحراك المؤسسة الإسرائيلية مع كل ما يمكن أن يترتب على ذلك من محاولة الإجهاز على حقوق شعبنا الفلسطيني عموما وعلى جماهيرنا العربية بما في ذلك تصعيد دعوات الترانسفير وتصعيد الملاحقات السياسية القائمة أصلا وشطب ما تبقى من الهامش الديمقراطي. ونحن ندرك تماما ان العنصرية وعقلية الاقتلاع متأصلتان في الفكر الصهيوني وهي ليست خللا في النظام انما تقع في جوهره وعلى هذه الحقيقة ان تكون ماثلة امامنا إلى جانب السعي لتحقيق إنجازات موضعية لجماهيرنا ضمن منظومة ثوابت حقوقنا القومية والمدنية.
وتابع البيان: لقد حقق شعبنا مآثر كفاحية مجيدة عبر مسيرة طويلة حسمت الأمر الأساس وهو بقاؤنا وانتماؤنا وتطورنا في وطننا الذي لا وطن لنا سواه، كما حققنا إنجازات هائلة سياسية واجتماعية وكل ذلك بفضل صمودنا ونضالنا وبفضل تكامل دوائر عملنا التي يقع العمل الشعبي في مركزها، ولم تكن انجازاتنا في وطننا منذ النكبة وحتى اليوم بفضل كرم المؤسسة الصهيونية. وأمامنا جميعا مهمات جسيمة علينا ان نضطلع بها، من مواجهة مصادرة الأراضي وهدم البيوت وتضييق الحيز العام في قرانا ومدننا والخطر بانفجار سكاني بسبب محاصرة قرانا ومدننا حتى تكاد تكون غير قادرة على استيعاب حاجات السكن والبنى التحتية الأساسية إلى جانب نشر العنف والجريمة والسوق السوداء والتمييز الصارخ في الميزانيات وغياب مناطق صناعية ومناهج تعليم هجينة واستهداف اللغة العربية والهجوم على روايتنا لنشر العدمية والانتماءات المجوّفة وعدم استيعاب الكفاءات العربية في مجالات تأهيلهم المهني والعلمي وكل ذلك إلى جانب الاخطار التي تتهدد شعبنا الفلسطيني عموما. وكل ذلك يتطلب تضافر الكفاح الشعبي والنضال الوحدوي لكل أبناء مجتمعنا دون استثناء وهذا يتطلب تعزيز هيئاتنا الوحدوية: لجنة المتابعة العليا والأحزاب السياسية واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية والقائمة المشتركة والتنظيمات الشبابية والنسائية ومنظمات المجتمع المدني. وهذا يلزمنا باستكمال عمل اللجنة الدستورية المنبثقة عن لجنة المتابعة وانهاء صياغة التعديلات على النظام الداخلي للجنة المتابعة للارتقاء بعملها إلى مرحلة أكثر تقدما بوصفها الهيئة الوحدوية لكافة مكونات شعبنا.
وأكد البيان أن أهم مقدمات العمل الوحدوي يكمن في احترام التعددية الفكرية والسياسية والعقائدية في مجتمعنا العربي ويجب التوقف والتخلص من مظاهر الاسفاف التي ظهرت مؤخرا في بعض زوايا حياتنا فمن يشارك في الانتخابات البرلمانية من أبناء شعبنا لا يمكن ان يكون جزءاً من الهيكلية الصهيونية ومن يقاطع الانتخابات من أبناء شعبنا لا يمكن ان يكون جزءاً من منظومة خدمة اليمين، لذلك لا مكان للتسفيه والتخوين والقذف والتكفير وهناك متسع لإدارة نقاش حضاري يقوى المناعة المجتمعية ولا يشظِّيها.
وختم: بعد انتهاء الانتخابات نعود إلى الميدان وإلى شعبنا لمواجهة صفقة القرن وقانون القومية والعمل على حماية القدس وثوابت حقوقنا وحقوق شعبنا. وفي نهاية الشهر الحالي تحلّ علينا الذكرى الـ 44 ليوم الأرض المجيد الذي أشهرت فيه جماهيرنا انتماءها رغم القمع والإرهاب وأعلنت اضرابا شاملا تاريخيا قوّض أحلام التدجين الصهيونية. وفي يوم الأرض القادم نلتقي جميعا، شعبا موحدا ومكافحا في فعل سياسي مشترك يشمل جميع أبناء الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده لنقول بالصوت الجهوري للحالمين بالترانسفير الجسدي او السياسي نحن لا نعيش في وطننا وحسب انما وطننا يعيش فينا ولنؤكد ان العنصرية مهزومة حتما ونحن باقون في وطننا على العهد وأن مواجهة العنصرية أقلّ كلفة من الخضوع لها.