المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

قال وزير التربية والتعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت، رئيس حزب "البيت اليهودي"، أمس (الاثنين)، إنه قرر الوقوف إلى جانب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وعدم تنفيذ تهديده بالانسحاب من الحكومة والتسبب بانتخابات عامة مبكرة.

ووجّه بينيت انتقادات شديدة إلى الحكومة بسبب سياساتها الأمنية، لكنه في الوقت نفسه أكد أنه سيدعم نتنياهو في منصبه الجديد كوزير للدفاع، في محاولة لتحسين أزمة الأمن العميقة التي تعاني منها إسرائيل.

وقال بينيت إنه منذ عدة أعوام وسفينة الأمن الإسرائيلية مبحرة في الاتجاه الخاطئ. وأضاف أن إسرائيل توقفت عن الانتصار منذ حرب لبنان الثانية في عام 2006، وأصبحت تعتقد أنه لا يوجد هناك حل للإرهاب، وللصواريخ ولقذائف الهاون. لكن هناك حل، وبإمكان إسرائيل العودة إلى الانتصار.

وجاء إعلان بينيت بعد أن حض نتنياهو شركاءه في الائتلاف مساء أمس الأحد على البقاء في الحكومة لأن إسرائيل في واحدة من أكثر الفترات تعقيدا من حيث الأمن.

وقال نتنياهو: "كما قلت في الأمس، ما زلنا في خضم معركة عسكرية. وخلال هذه الوقت الأمني الحساس، سيكون إسقاط الحكومة عمل غير مسؤول. وحتى لو حاول أشخاص ذلك، سنواصل العمل من أجل أمن إسرائيل".

وبدأت هذه الأزمة السياسية يوم الأربعاء الماضي مع إعلان وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان استقالته من منصبه احتجاجا على تعامل الحكومة مع العنف من غزة. وقلص انسحاب ليبرمان وحزبه "إسرائيل بيتنا" بمقاعده الخمسة الأغلبية التي تتمتع بها الحكومة في الكنيست إلى أغلبية ضئيلة مع 61 مقعداً فقط.

وفور استقالة ليبرمان طالب بينيت بحقيبة الدفاع لنفسه، محذرا أنه من دون الحصول عليها سيقوم بسحب حزبه بمقاعده الثمانية من الائتلاف ليفرض بذلك انهيار الائتلاف والتوجه إلى انتخابات جديدة.

ولم يتأثر الناطقون بلسان "البيت اليهودي" بخطاب نتنياهو أمس.

وقال الحزب في بيان رد فيه على تصريحات نتنياهو "هذه حكومة تصف نفسها بأنها من اليمين ولكنها تتصرف كاليسار. إذا لم يتم إعطاء بينيت المنصب لإعادة تأهيل أمن إسرائيل، علينا التوجه إلى انتخابات على الفور. لقد سئم الجمهور من التصويت لليمين والحصول على اليسار".

كما دعا قادة المعارضة إلى إجراء انتخابات مبكرة.
وقال رئيس حزب العمل وتحالف "المعسكر الصهيوني"، آفي غباي، في تعليق على تصريحات نتنياهو، إن أمن إسرائيل هو بالفعل الشيء الأهم. وبالتحديد لهذا السبب يجب على إسرائيل التوجه لانتخابات على الفور. ويمكن استبدال هذه الحكومة بحكومة تهتم حقا بالأمن، وتؤمن حقا بأن التغيير ممكن.

واتهمت رئيسة حزب ميرتس عضو الكنيست تمار زاندبرغ نتنياهو باستخدام وزارة الدفاع كورقة سياسية.

وجاء خطاب نتنياهو أمس بعد إجرائه محادثات مع وزير المالية موشيه كحلون، رئيس حزب "كلنا".

وقال متحدث باسم كحلون في بيان إن الاجتماع بين وزير المالية ورئيس الحكومة انتهى من دون نتائج، وأضاف أن الاثنين اتفقا على اللقاء في وقت لاحق من الأسبوع.

وذكرت تقارير أمس أن نتنياهو سيقوم بتعيين وزير للخارجية في الأيام القريبة.

وقالت وسائل إعلام عبرية إن نتنياهو سيقوم على الأرجح بتعيين عضو من حزب الليكود في المنصب الذي يتولاه هو حاليا.

وذكرت أخبار القناة 10 أن وزير التعاون الإقليمي تساحي هنغبي ووزير الطاقة يوفال شتاينتس مرشحان للمنصب.

وبعد وقت قصير من نشر التقارير، أصدر حزب الليكود بيانا قال فيه إن رئيس الحكومة سيقوم بتعيين وزراء في الأيام القادمة، من دون الخوض في التفاصيل.

وفي الوقت الحالي يتولى نتنياهو وزارات الخارجية والدفاع والصحة واستيعاب الهجرة.

من ناحية أخرى أظهر آخر استطلاع للرأي العام أجرته صحيفة "معاريف" بواسطة معهد "بانيلز بوليتيكس" المتخصص في شؤون الاستطلاعات يوم الجمعة الماضي، أن 70% من الإسرائيليين غير راضين عن كيفية إدارة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو جولة الحرب الأخيرة مع حركة "حماس" في قطاع غزة، وقال 19% من الإسرائيليين فقط إنهم راضون من كيفية إدارته لها.

وقال 50% من المشتركين في الاستطلاع إن "حماس" هي التي انتصرت في جولة الحرب الأخيرة، في حين قال 19% منهم فقط إن إسرائيل هي التي انتصرت، وقال 31% منهم إنهم لا يعرفون من الذي انتصر. وأعرب 43% من المشتركين في الاستطلاع عن تأييدهم لدعوة وزير الدفاع المستقيل أفيغدور ليبرمان إلى إجراء انتخابات عامة في أسرع وقت ممكن، في حين أعرب 34% منهم عن معارضتها، وقال 23% إنهم لا يعرفون.

وأظهر الاستطلاع أنه في حال إجراء الانتخابات الإسرائيلية العامة الآن سيحصل حزب الليكود برئاسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على 30 مقعداً، وهو نفس عدد مقاعده في الكنيست الحالي، بينما سيزيد حزب "البيت اليهودي" برئاسة وزير التربية والتعليم نفتالي بينيت تمثيله من 8 مقاعد إلى 12 مقعداً، وسيزيد حزب "إسرائيل بيتنا" برئاسة وزير الدفاع المستقيل أفيغدور ليبرمان تمثيله من 6 مقاعد إلى 7 مقاعد.

وأشار الاستطلاع إلى أن تحالف "المعسكر الصهيوني" برئاسة رئيس حزب العمل آفي غباي سيتراجع من 24 إلى 11 مقعداً، وسيزيد حزب "يوجد مستقبل" برئاسة عضو الكنيست يائير لبيد تمثيله من 12 إلى 17 مقعداً. وستحصل القائمة المشتركة [تحالف الأحزاب العربية] على 11 مقعداً وحزب ميرتس على 6 مقاعد، وتحصل يهدوت هتوراة على 8 مقاعد، وشاس على 5 مقاعد، وقائمة عضو الكنيست أورلي ليفي - أبكسيس التي انشقت عن "إسرائيل بيتنا" على 6 مقاعد.

وشمل الاستطلاع عينة نموذجية مؤلفة من 586 شخصاً، يمثلون جميع فئات السكان البالغين في إسرائيل.

 

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات