ولد آفي غباي الرئيس الجديد لحزب "العمل" الإسرائيلي لعائلة يهودية من أصول مغربية يوم 22 شباط 1967، في حي البقعة في القدس، وهو السابع بين ثمانية أشقاء.
وتسرح من الجيش الإسرائيلي برتبة رائد من وحدة التصنت 8200.
في العام 1991 حصل على شهادة البكالوريوس في موضوع الاقتصاد من الجامعة العبرية في القدس، وبعد ذلك حصل على الماجستير في موضوع إدارة الأعمال.
عمل كمركز الطاقم الإعلامي في شعبة الميزانيات في وزارة المالية الإسرائيلية.
في العام 1998 انتقل للعمل في شركة الاتصالات العملاقة "بيزك"، كمساعد لمدير عام الشركة، ثم تم تعيينه نائبا لمدير عام "بيزك" لشؤون الموارد البشرية، وبعد ذلك مديرا عاما لـ"بيزك الدولية"، وفي العام 2007 جرى تعيينه مديرا عاما للشركة، وبقي في هذا المنصب حتى العام 2013.
في العام 2014 ترأس لجنة تقصي حقائق حكومية حول انهيار خدمات مستشفى "هداسا" في القدس.
وفي العام نفسه انضم إلى حزب "كولانو" (كلنا)، الذي أسسه وتزعمه وزير المالية الحالي، موشيه كحلون، لكن غباي لم يحصل على مكان في قائمة مرشحي الحزب لانتخابات الكنيست.
بعد انتخابات العام 2015 تم تعيين غباي وزيرا لحماية البيئة.
استقال من حكومة نتنياهو في منتصف العام 2016 على خلفية معارضته لخطة الغاز وتعيين أفيغدور ليبرمان وزيرا للدفاع مكان موشيه يعلون.
بعد ذلك انضم غباي إلى حزب العمل، وفي الجولة الثانية للانتخابات الداخلية في هذا الحزب، في 10 تموز الحالي، تغلب على عضو الكنيست عمير بيرتس وفاز برئاسة حزب العمل.
وأشارت تقارير متطابقة إلى وجود علاقة وثيقة بينه وبين رئيس الحزب السابق إيهود باراك الذي تولى في الماضي منصبي رئيس الحكومة ووزير الدفاع.
خلال محادثة هاتفية بادر إليها الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، لتهنئة غباي بالفوز برئاسة "العمل"، قال الأخير، بحسب بيان صادر عن حزبه، إن على الرئيس الفلسطيني لقاء نتنياهو وجها لوجه، والبحث في الشؤون اليومية المشتركة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في سبيل بناء ثقة متبادلة.
وكرر غباي خلال المحادثة الادعاء الإسرائيلي الممجوج بقوله إن أحد المواضيع التي بالإمكان بحثها هو "إخراج كتب التدريس التي تحتوي على مضامين تحريضية من جهاز التربية والتعليم الفلسطيني ومواضيع أخرى، والتقدم مع مرور الوقت إلى محادثات حول قضايا الحل الدائم"، معتبرا أن "السلام لا يُصنع بلقاءات دولية أو بمؤتمرات إقليمية، وإنما يبدأ بخلق ثقة وتقارب شخصي بين الجانبين".
وبرغم ذلك، يؤكد محللون سياسيون إسرائيليون أن مواقف غباي السياسية غير معروفة للجمهور العريض، لأنه لم يعبر عنها بشكل واضح، خاصة وأنه لم ينتخب للكنيست وتولى منصب وزير لمدة عام واحد فقط.
لكن غباي صرح، خلال مناظرة بينه وبين بيرتس عشية الانتخابات الداخلية في "العمل"، أنه "لن يدخل إلى حكومة نتنياهو بأي حال من الأحوال. وحزب العمل برئاستي سيكون البديل". وتابع "تذكروا أنني غادرت حكومة نتنياهو. وأنا أعرف من هو نتنياهو. وأعرف ما الذي يوجهه وإلى أين يقود الأمور".
وخلال المناظرة، قال غباي حول حل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، إن "الحل الإقليمي الأساسي واضح لمعظم الإسرائيليين: دولتان لشعبين، من خلال الاحتفاظ بالقدس والكتل الاستيطانية الكبرى تحت السيادة الإسرائيلية، وتبادل أراض، وإنشاء دولة فلسطينية منزوعة السلاح في مناطقهم في الضفة الغربية وغزة".
وأضاف فيما يتعلق بالمستوطنات، أنه يجب "سد كافة قنوات التمويل غير الشفافة من أجل تمرير ميزانيات إلى يهودا والسامرة" (الضفة الغربية).
وحول إمكانية التعاون مع القائمة المشتركة، قال غباي "سيسرني جدا أن نصل إلى وضع يكون فيه المجتمع العربي جزءا من الحكم في إسرائيل. لكن مع القائمة المشتركة كما هي ومع مركباتها الإسلامية وحزب التجمع الوطني الديمقراطي، لا يمكن تشكيل حكومة".
ورفض غباي إمكانية التفاوض مع حماس، وقال إنها "حركة تريد القضاء علينا. وبالإمكان إجراء مفاوضات معها على أمر واحد، هو تبادل أسرى".
الهوية الشرقية لغباي
شدّد عالم الاجتماع الإسرائيلي، ليف غرينبرغ، في مقال نشره في موقع "اللسعة" الإلكتروني، على أن المنافسة بين غباي وبيرتس لم تكن بين "الجدد" والمؤسسة الحزبية القديمة، وإنما "بين مجموعتين شرقيتين مختلفتين" داخل "العمل"، مشيرا إلى أن الاثنين هما من أصول مغربية.
وأضاف غرينبرغ أن هاتين المجموعتين الشرقيتين "مختلفتان طبقيا ومن حيث مسار تقدمهما. والخلفية المختلفة تنتج مفاهيم ومواقف والتزامات مختلفة، يتم التعبير عنها بمواقف ’اشتراكية ديمقراطية’ أكثر ليونة من جانب غباي قياسا ببيرتس".
وتابع غرينبرغ أنه لا يُتوقع حدوث انشقاق في حزب "العمل" بسبب فوز مرشح من أصول مغربية برئاسة الحزب، "مثلما حدث بعد فوز بيرتس على (شمعون) بيريس في العام 2005. لكن الاستعداد للسير خلف رئيس مغربي ليس كافيا... وإذا بدأ هذان القياديان (غباي وبيرتس) بالتعاون من أجل إحداث انقلاب في حزب العمل والدولة، فإن هذا سيكون التجديد الحاصل، لأن التمييز، حتى الآن، ضد الشرقيين من خلال التهديد بنهوض ’المارد الطائفي’ جرى التعبير عنه من خلال نفي أية إمكانية لأن يعمل شرقيان معا. وإذا تعاونا معا ضد نتنياهو، فإن مهاجمة هويتهما الشرقية قد تكون مضاعفة، لكنها ستُحدث، بحد ذاتها، ديناميكية لمناقشة الموضوع".
المصطلحات المستخدمة:
انقلاب, بيزك, باراك, هداسا, الكنيست, رئيس الحكومة, موشيه يعلون, عمير بيرتس, أفيغدور ليبرمان