المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن أجهزة الاستخبارات تواصل التحقيق فيما إذا كان السياح الإسرائيليون فعلا هدف الاعتداء الذي وقع في اسطنبول يوم السبت الفائت.

وجاءت أقوال نتنياهو هذه في مستهل الاجتماع الذي عقدته كتلة الليكود في الكنيست أمس (الاثنين)، تعقيبًا على أنباء تناقلتها بعض وسائل الإعلام التركية وورد فيها أن مرتكب الاعتداء تعقب المجموعة السياحية الإسرائيلية منذ خروجها من الفندق وحتى قيامه بتفجير نفسه بالقرب منها.

وأفيد أن ذلك يستند إلى صور التقطتها كاميرات المراقبة في منطقة الاعتداء.

وذكرت تحليلات إسرائيلية أمس، أن السؤال الأساسي الذي يشغل بال المؤسسة الأمنية الإسرائيلية منذ إعلان الهجوم في قلب اسطنبول هو: هل كان الانتحاري يقصد هدفاً إسرائيلياً، أم أن مجموعة السياح الإسرائيليين كانت هدفاً عشوائياً؟.

وأضافت هذه التحليلات أنه في ضوء ذلك، يمكن افتراض أنه فور وقوع الهجوم انطلقت إلى اسطنبول جهات لها علاقة بالتحقيق، ستحاول فحص ما القصد من وراء الهجوم، وهل توجد نوايا للقيام بهجمات أخرى ضد إسرائيليين، وذلك بالتعاون مع أجهزة الاستخبارات التركية ودول أخرى، وبصورة مستقلة أيضاً.
ورأى بعض المحللين أنه قبل أن يدخل التحقيق مرحلة متقدمة، هناك حقيقة أساسية هي وجود أطراف لديها مصلحة في مهاجمة مجموعة السياح الإسرائيليين.

وبموجب ما قالوه، فإن المشتبه المباشر هو حزب الله، الذي نفذ في الماضي هجمات انتحارية ضد سياح إسرائيليين، على سبيل المثال في بورغاس في بلغاريا. وأشير إلى أن للحزب حسابات مفتوحة مع إسرائيل من وجهة نظره، تشمل الوعد بالانتقام لاغتيال سمير القنطار في نهاية 2015، والذي في أعقابه قام الحزب بهجوم على الحدود لم يوقع إصابات داخل الجيش الإسرائيلي.

وجاء أيضا أن ثمة مصلحة لتنظيم داعش في مهاجمة هدف إسرائيلي. فقد نُشر على الإنترنت خلال الأشهر الأخيرة عدد غير قليل من الأشرطة هدد فيها داعش بمهاجمة إسرائيل، وكي يحافظ التنظيم على صدقيته يحرص أعضاؤه قدر استطاعتهم على الوفاء بوعودهم. وفي ضوء ذلك ليس من المستبعد أن يكون ما جرى هجوم أراد تنظيم داعش من خلاله أن يحقق هدفاً مزدوجاً: مهاجمة إسرائيليين وتوجيه ضربة مؤلمة جديدة إلى السياحة التركية وإلى هيبة الرئيس رجب طيب أردوغان.

وثمة احتمالات أخرى، منها أن مرتكب الهجوم لم يكن على علم مسبق بوجود سياح إسرائيليين، لكنه اختار تفجير نفسه بالقرب منهم بعد أن سمعهم يتحدثون بالعبرية فيما بينهم.

من ناحية أخرى رأى رئيس الدولة الإسرائيلية رؤوفين ريفلين أن إعادة تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل مرهونة حاليا بالجانب التركي نظرًا إلى أن أنقرة لم تستجب بعد للمطلب الإسرائيلي بمنع حركة حماس من العمل على أراضيها.

وأضاف ريفلين خلال جولة قام بها في شمال إسرائيل أمس، أنه تم التوصل إلى تفاهمات فيما يتعلق بالمطالب التركية من إسرائيل.

وكان نائب رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي اللواء يائير غولان قال إن تركيا عامل إقليمي إشكالي للغاية، وأكد أنه ما دام يحكم تركيا حزب لديه توجهات إسلامية متشدّدة (حزب العدالة والتنمية) ورئيس استفزازي مثل أردوغان، ستظل العلاقات بينها وبين إسرائيل تواجه الكثير من المشكلات والتحديات.

وأكد غولان في سياق محاضرة ألقاها خلال مؤتمر بعنوان "التحديات الراهنة للجيش الإسرائيلي" عقده "مركز بيغن - السادات للدراسات الاستراتيجية" في جامعة بار إيلان في نهاية الأسبوع الفائت، أنه لا يرى أي مصالح أو أيديولوجيا مشتركة بين البلدين، لكنه أكد أن على إسرائيل الامتناع عن أي تصعيد متعمد للعلاقات المتوترة مع تركيا نظراً إلى كونها دولة كبيرة وقوية.

وأشار محلل الشؤون الأمنية في موقع "إنرجي" الإلكتروني عمير ربابورت أمس، إلى أنه توجد الآن مصلحة مشتركة للجانبين الإسرائيلي والتركي في التوصل إلى توضيح ملابسات الهجوم في أسرع وقت ممكن. وقال إنه في المقابل تتواصل الاتصالات الحارة بين وزارتي الخارجية في إسرائيل وتركيا بشأن مسألة التعاون في موضوع الطاقة. وسوف تستغل إسرائيل الهجوم من أجل تعزيز هذه القناة في العلاقة بين الدولتين، ولهذه الغاية قصد أنقرة مدير عام وزارة الخارجية دوري غولد.

ولفت المحلّل إلى أنه في المدة الأخيرة بدأت عودة السياح الإسرائيليين إلى تركيا، لكن من دون شك ستشدد "هيئة محاربة الإرهاب" في ديوان رئيس الحكومة بعد الهجوم في اسطنبول تحذيراتها من السفر إلى هذه الدولة، وسيتعامل الجمهور مع هذا التحذير بجدية أكبر.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات