المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • تقارير، وثائق، تغطيات خاصة
  • 1522

تشير المعطيات التي تتضمنها مخططات الحكومة الإسرائيلية إلى أن النية تتجه نحو بناء 125 ألف وحدة سكنية جديدة في مدن النقب، بحيث يتم بناء 50 ألف وحدة سكنية في بئر السبع، 30 ألف وحدة في عسقلان (أشكلون)، 20 ألف وحدة في كريات غات، 15 ألف وحدة في كريات ملآخي و10 آلاف وحدة في مدن أخرى.

ويتحدث مؤسس حركة "أور" لتشجيع الاستيطان اليهودي في النقب والجليل، روني بلمار، عن معطيات مستقبلية. ويشار إلى أن "أور" هي جمعية غير ربحية وتتلقى دعما ماليا من "كيرن كييمت ليسرائيل" (الصندوق القومي لإسرائيل) وتبرعات من المنظمات اليهودية الأميركية، وتعمل إلى جانب أذرع التخطيط الحكومية. ولهذه الحركة تأثير كبير على اتجاهات وشكل الاستيطان في النقب والجليل. ورغم أن مصادر في وزارة البناء الإسرائيلية تقول إنه لا توجد مكانة رسمية للحركة وإنها تمثل نفسها فقط، إلا أن "أور" ضالعة في تسويق أراض في بعض المناطق وتنظم في أماكن معينة نوى لإقامة بلدات جديدة بينما تعمل في أماكن أخرى كمقاول لإقامة بنى تحتية.

ويقول بلمار: "في الماضي كنا ضالعين في قرارات حكومية عديدة تم اتخاذها، ونحن نعمل مع ست وزارات ولدينا شراكة مع وزارة تطوير النقب والجليل. ونحن نشغل مركز المعلومات القطري للاستيطان في النقب، وننشط بالأساس في إحضار مجموعات استيطانية. وفيما يتعلق بحالة البلدات الخمس الجديدة في النقب فإن الحديث يدور عن قرار تافه، لأن لدينا خطة عمل شاملة للنقب والجليل، وغاية معظمها هي تقوية البلدات القائمة".

وأضاف: "عملنا حتى اليوم، وما زلنا نعمل، في سبع مدن تطوير وفي أكثر من 40% من البلدات الريفية القائمة. وقد طورنا خطة من شأنها أن تجعل منطقتي النقب والجليل في وضع يمكن أن يسكن فيهما أكثر من 40% من سكان الدولة".

وتابع أنه "في نهاية القرن الواحد والعشرين سيعيش في إسرائيل 24 مليون نسمة. وخلافا للاتجاهات في العالم، حيث يتناقص عدد السكان، تتجه إسرائيل إلى مكان آخر بسبب معدلات الولادة المرتفعة والتنوع الكبير للسكان. ولهذا، ينبغي أن يكون النقب والجليل مركزيين، وأنا أطمح إلى رؤية 6 – 7 مليون شخص يسكنون في النقب. لقد استغرق بناء (مستوطنة) موديعين 40 عاما منذ بدأوا الحديث عنها، وهذا الحساب يعني أنه حتى العام 2050 ستكون هنالك حاجة إلى وجود 70 مدينة مثل موديعين. لقد وضعنا الأساس لأكبر عدد ممكن من الإمكانيات للسكن في تجمعات سكانية قائمة. وفي هذه الخطة، بعد أن "عبأنا" بئر السبع بأكثر من مليون شخص وكرمئيل وصفد بـ 150 ألف شخص، وبعد أن حققنا في جميع هذه الأماكن أرقاما خيالية، تبقى هنالك حاجة إلى المزيد من التجمعات السكنية".

وشدد بلمار على أنه يؤمن بتقوية بلدات قائمة، لكنه يعتقد بأن لا مفر من إقامة بلدات جديدة. "بعد أن أقمنا بلدة في النقب أدركنا أن هذا ليس الأساس وأن الأمر الأهم هو تقوية البلدات القائمة. ورغم ذلك، هناك الكثير من الأفراد الذين لا يحلمون بالانتقال للسكن في النقب، وخاصة في مدينة تطوير، لأنهم يخافون السكن في مكان كهذا. ولكن، إذا تحدثنا معهم عن بلدة جديدة، فسيبدون اهتماما بالموضوع. هؤلاء هم الأشخاص الذين بإمكانهم شق الطريق أمام شريحة مشابهة لهم ستأتي خلفهم. سيفتحون مسارا لجمهور كامل وهم أكثر نجاعة من أية حملة تسويق. وعندما يقول هؤلاء الأشخاص ’نحن هنا، حالنا في النقب جيد، تعالوا أنتم أيضا، لكن بلدتنا الريفية مليئة وواصلوا الطريق إلى عراد أو أوفاكيم’، فإن هذا سيقوي سكان هذه المدن أيضا".

واعتبر بلمار أن "لكل واحدة من البلدات الجديدة المخطط إقامتها نموذجا خاصا بها. فبلدة نافيه غوريون، على سبيل المثال، تعكس نموذجا جديدا يمكن أن يكون مناسبا لأي شخص مهتم بموضوع البيئة. فهذه بلدة جماهيرية ريفية ضمن نطاق مجلس إقليمي، البناء فيها يرتفع طوابق قليلة ومن المخطط أن يسكن فيها 10 آلاف شخص. إنها ملائمة للعصر الذي لا نريد فيه أن تكون سيارتان لدى كل عائلة. لهذه البلدة مركز صغير مستقل يوفر منتجات استهلاكية وخدمات للبلدات المحيطة بها أيضا. وهناك بلدة أخرى، داية، ستقام في إحدى المناطق الأقل سكنا في إسرائيل، بين البحر الميت والنقب. فليس هنالك استيطان في هذه المنطقة ولم يجر أي تخطيط لإقامة بلدة فيها".

وقال بلمار إنه توجد خطط لإسكان بدو في بلدات جديدة ستقام في النقب. "لدى حركتنا ثلاث نوى بدوية. واحدة للمسرحين من الجيش، أخرى لبلدة بدوية من نوع جديد وبداية نواة تهدف لإقامة بلدة عربية في شمال البلاد، رغم أننا نحاول إقناعهم ببناء أحياء في بلدات قائمة. يجب أن تكون في النقب تشكيلة متنوعة من الألوان ولا يمكن تحويله إلى أبيض ـ أسود. ورغم أن موظفي وزارة المالية يرددون طوال الوقت شعارات ضد هذه البلدات، إلا أنهم لا يمتلكون برهانا على أنها تضر بالبيئة".

وادعى بلمار بأن إقامة هذه البلدات في النقب تهدف إلى مصادرة أراضي البدو والحفاظ عليها كي لا يسكنها البدو. "كيف يمكن لبلدة مقامة على 700 دونم أن تحافظ على الأرض كي لا يسيطر عليها البدو؟ ولنقل أن داية هي بلدة ستقام على 1000 دونم، ما هي أهمية ذلك مقابل القرى غير المعترف بها القائمة على عشرات آلاف الدونمات؟ أنا لا أقول إنه لا توجد أهمية للحفاظ على الأرض، لكن في هذا المستوى الحل الوحيد هو أن على الدولة تطبيق القانون"، في إشارة إلى ترحيل البدو عن قراهم وأراضيهم.

واعتبر أن إقامة بلدات جديدة لا يمس بالبلدات القائمة، وقال إنه "لو لم تكن هناك بلدة عومر لما كانت بئر السبع. وبلدات (للشرائح القوية اجتماعيا واقتصاديا) مثل عومر وليهافيم وغفاعوت بار وميتار أبقت في الجنوب جميع أولئك الذين أرادوا الهرب منه في حينه. بئر السبع اليوم لا تشبه بئر السبع قبل أربعين عاما. في ذلك الوقت قال جميع أساتذة الجامعة والأطباء ’سنمنح فرصة أخيرة للجنوب من خلال عومر’. وهذا ما أبقاهم هناك فلم يهربوا شمالا. وعندما تقام بلدة كهذه، سيرغب أولاد البروفسور من عومر في العيش بالقرب من ذويهم، وإذا كان الأمر مكلفا فإنهم سينتقلون للسكن في حي آخر في بئر السبع. ليس صحيحا القول إن أية بلدة جديدة تدمر مدينة. عدا ذلك، فمدينة عراد ليست بحاجة إلى 300 عائلة تسكن بالقرب منها، بل عليها أن تفرح لأن الأولاد من هناك سيأتون إلى دورات في المدينة ويحولونها إلى عاصمتهم".

المصطلحات المستخدمة:

تدمر, موديعين

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات