المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

مصادر في قائمة "المعسكر الصهيوني" تعتقد أن نتنياهو قد يحاول ضم القائمة إلى حكومته في ظل اتفاق الإطار مع إيران! بينيت: نتنياهو يستهزئ بـ "البيت اليهودي"

استؤنفت أمس الاثنين المفاوضات الائتلافية بين حزبي "الليكود" و"البيت اليهودي"، وتمحور البحث بينهما حول المطالب المختلفة التي طرحها "البيت اليهودي" وموضوع الحقيبة الوزارية التي ستسند إلى رئيس هذا الحزب نفتالي بينيت.

ومن المتوقع أن تدخل المفاوضات الائتلافية مرحلة مكثفة بعد انتهاء عيد الفصح العبري الأسبوع المقبل.

وكان رئيس حزب "البيت اليهودي" بينيت شنّ هجوماً حاداً على رئيس الحكومة رئيس الليكود بنيامين نتنياهو على خلفية طريقة إدارته المفاوضات الائتلافية مع حزبه.

وبثت إذاعة الجيش الإسرائيلي (غالي تساهل") في نهاية الأسبوع الفائت تسجيلاً صوتياً لتصريحات أدلى بها بينيت خلال اجتماع مغلق لمجموعة من ناشطي حزبه قال فيها إن نتنياهو يستهزئ بأنصار "البيت اليهودي" ويمتنع عن إجراء مفاوضات حقيقية معه برغم الاجتماعين اللذين عقدا بينهما. وأضاف أن نتنياهو طرح عليه تولي حقيبة الخارجية أو حقيبة التربية والتعليم دون غيرهما. وتساءل هل كُتب مثلاً على رئيس حزب شاس آرييه درعي أن يكون وزيراً للداخلية وعلى رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان أن يكون وزيراً للخارجية؟.

وخلص بينيت إلى القول إنه إذا كان نتنياهو يريد حكومة وحدة وطنية مع قائمة "المعسكر الصهيوني" فليفعل ذلك لكن من دون إلقاء اللوم على حزب "البيت اليهودي".

في غضون ذلك أعربت مصادر في قائمة "المعسكر الصهيوني" عن اعتقادها بأن رئيس الحكومة نتنياهو قد يحاول ضم هذه القائمة إلى حكومته خلال الأسابيع القريبة المقبلة في ظل اتفاق الإطار بين الدول الست الكبرى وإيران وقلق نتنياهو من رد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على تشكيل حكومة يمين ضيقة في إسرائيل.
ونقلت صحيفة "هآرتس" أمس الاثنين، عن مصدر في "المعسكر الصهيوني" قوله إن القضية الإيرانية، وتوقيع اتفاق الإطار بين الدول الكبرى وإيران الذي يلقى معارضة واسعة في الساحة السياسية الإسرائيلية، قد تكون الأساس المشترك لتشكيل حكومة وحدة إسرائيلية.

وأوضح المصدر نفسه أنه "إذا أراد الجانبان (حزب الليكود و"المعسكر الصهيوني") المضي باتجاه حكومة مشتركة، فإن موضوع النضال ضد الاتفاق النووي وكذلك ترميم العلاقات مع الولايات المتحدة، من شأنهما أن يسهلا على رئيس حزب العمل والمعسكر الصهيوني إسحاق هرتسوغ أن يفسر لناخبيه الإقدام على مثل هذه الخطوة المختلف حولها بالانضمام إلى نتنياهو".

ويشار إلى أن قطبي "المعسكر الصهيوني"، هرتسوغ وتسيبي ليفني، امتنعا حتى الآن عن توجيه انتقادات للاتفاق مع إيران، الذي جرى التوصل إليه الأسبوع الماضي، ويركزان على الدعوة لترميم العلاقات مع الولايات المتحدة.

وتوقع مصدر آخر في "المعسكر الصهيوني" أن "نتنياهو متوتر، وهو قلق من رد فعل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في حال شكل حكومة يمين ضيقة، ولذلك فإنه يوجد احتمال جيد بأن نراه يتوجه إلينا في الأسابيع القريبة المقبلة".

ورغم أنه لم تجر حتى الآن اتصالات رسمية بين الحزبين على تشكيل حكومة وحدة، لكن تعالت تساؤلات في "المعسكر الصهيوني"، في أعقاب بيان أصدره رئيس الكتلة في الكنيست، إيتان كابل، وعبر فيه عن دعم لتحفظ نتنياهو من الاتفاق النووي، ورأوا فيه خطوة لتمهيد الطريق للانضمام إلى حكومة نتنياهو الجديدة، علما أن كابل نفى ذلك وادعى أنه عبر عن موقف شخصي. ورغم ذلك فإن كابل يعتبر مقربا من هرتسوغ.

على صعيد آخر دعا يوسي بيلين رئيس حزب ميرتس السابق حزب العمل إلى وضع شروط سياسية للانضمام إلى حكومة وحدة.

وقال بيلين في مقال نشره في صحيفة "يسرائيل هيوم" قبل عدة أيام: ليست هناك مفاوضات ائتلافية سهلة، فهي تتضمن تنازلات بعضها مبدئي وبعضها الآخر شخصي، وخيبات أمل و"زعل وحرد". وليس من المفاجئ أبداً أن تستمر النقاشات بشأن تشكيل حكومة نتنياهو الرابعة وقتاً أطول مما بدت عليه الأمور صباح اليوم التالي للانتخابات. وفي هذه الأيام يُطرح خيار حكومة الوحدة من أجل كبح مطالب الأحزاب الصغيرة وتهديدها بأنها إذا طالبت بالكثير فإنها ستنتهي بعدم الحصول على أي شيء وستجد نفسها خارج الحكومة. لكن لا قيمة لهذا التهديد إذا كان تهديداً فارغاً، ولا سيما في ضوء ما قاله رئيس الحكومة نتنياهو عشية الانتخابات بأن الثغرة التي تفصل بين الليكود و"المعسكر الصهيوني" كبيرة إلى درجة لا تسمح بقيام حكومة مشتركة.

وأضاف: كي يكون التهديد حقيقياً يجب أن يكون وراءه استعداد لتحقيقه، وعلى الرغم من أنه لا توجد حتى الآن اتصالات رفيعة المستوى بين أطراف في الليكود وفي حزب العمل، فإن موضوع حكومة الوحدة عاد إلى الساحة من جديد، على أن نواتها مؤلفة من الليكود والعمل وحزب كحلون "كلنا". بالنسبة إلى نتنياهو ثمة حسنات غير قليلة لحكومة من هذا النوع، إذ يمكن تعيين وزرائها انطلاقاً من مبدأ وزير عن كل أربعة مقاعد، وهكذا سيبقى مكان لأحزاب يمكن أن تنضم في ما بعد، والأهم أنه سيكون هناك طرف في الحكومة يستطيع أن يشرح سياستها للعالم، ويمنع خطوات لا ترغب إسرائيل بها. لقد كرر نتنياهو مرات كثيرة أن خطأه الأكبر سنة 1996 كان قرار عدم تشكيل حكومة مع حزب العمل آنذاك، ومن المحتمل أن رأيه في هذا الشأن لم يتغير.

وبرأي بيلين فإن الحمض النووي لحزب العمل هو حزب حاكم، وبوصفه كان منتمياً سنوات طويلة إلى المعارضين للحكومات المشتركة مع الليكود، وجد نفسه دائماً بين الأقلية عندما يصل الموضوع إلى القرار. بناء على ذلك، إذا طرح هذا الاقتراح، وإذا قرر هرتسوغ طرحه على أعضاء اللجنة المركزية، فإنه سيحظى بالأغلبية، حتى مع وجود أعضاء كنيست يعارضونه بشدة ويهددون حتى بالاستقالة.

وتابع: عندما تُستنفد محاولة تأليف حكومة يمين ضيقة، ويحصل توجه نحو حزب "العمل"، يتعين على هذا الأخير أن يتجنب إغراء الانشغال بالحقائب الوزارية (هو لا يستطيع أن يسمح لنفسه بعدم المطالبة بحقيبتي الدفاع والإسكان)، قبل الاتفاق على المبادئ على الصعيد السياسي، حيث توجد سلسلة طويلة من الموضوعات المتعلقة بتقديم تسهيلات فورية للفلسطينيين، وبضعة موضوعات تخرج عن المدى القصير. ويتعين على حزب العمل التوصل إلى اتفاق مع الليكود بشأن تقليص كبير للبناء في ما وراء الخط الأخضر، وبشأن استعداد إسرائيل للبدء فوراً في مفاوضات مع منظمة التحرير الفلسطينية بزعامة محمود عباس، وعلى تطبيق المرحلة الثانية من "خارطة الطريق" أي دولة فلسطينية ضمن حدود مؤقتة مقابل تعهد الفلسطينيين بوقف أي خطوة سياسية أحادية. ليس هذا حلم معسكر السلام في إسرائيل لكنه قد يبرر انضمام العمل إلى الحكومة. وليس هذا مستحيلاً من جانب الليكود الذي سبق أن جمّد البناء في المستوطنات جزئياً وتبنى في حينه "خارطة الطريق".

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات