المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

يسود القلق في القطاع السياحي الإسرائيلي بسبب التراجع بنسبة تقارب 19% في أعداد السياح، في الثلث الأول من العام الجاري، مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي 2014، الذي سجل هو أيضا تراجعا بنسبة 8%، عن العام الذي سبقه- 2013.

وبحسب التقارير فإن التراجع يعود لعدة عوامل، أبرزها الأزمة الاقتصادية في دول العالم المتطورة، والقلاقل في الشرق الأوسط، التي تمنع إعداد رزم سياحية متعددة الدول، إضافة إلى المنافسة السياحية في شرق حوض البحر الأبيض المتوسط.

ويقول التقرير الصادر عن مكتب الإحصاء المركزي إن السياحة تراجعت في الثلث الأول بالمجمل بنسبة 5ر18%، وهذا ناتج عن تراجع بنسبة 16% في عدد السياح الداخلين إلى إسرائيل، وتراجع بنسبة 44% في أعداد السياح ليوم واحد من دون إقامة، وهذا الجانب من السياحة الأكثر تضررا من القلاقل في الشرق الأوسط، اضافة إلى أن أكبر نسبة من هذه السياحة هي من روسيا التي تواجه أزمة اقتصادية.

ويقول مكتب الإحصاء إن شهر نيسان شهد تحسنا ما، عوّض عن التراجع الحاد الذي شهدته الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، بنسبة 28%. ويعود الارتفاع في شهر نيسان إلى أن أعياد الفصح المسيحي والعبري جاءت كلها هذا العام في منتصف الشهر.

وكانت السياحة في العام الماضي 2014، قد شهدت تراجعا بنسبة 8%، مقارنة مع أعداد السياح في العام الذي سبق 2013. وبلغ عدد السياح في العام الماضي 3ر3 مليون زائر وسائح. ويعود ذلك التراجع أساسا إلى العدوان الإسرائيلي على غزة، ولكن ساهمت أيضا بشكل محدود الأوضاع الاقتصادية في دول تعد مصدر سياحة لإسرائيل، وأبرزها روسيا، التي تواجه بوادر أزمة اقتصادية حادة.

وبلغ عدد الزوار إجمالا بما يشمل السياح 3ر3 مليون نسمة، من بينهم 9ر2 مليون سائح، وهذا لوحده سجل تراجعا بنسبة 1%، رغم أن العام الماضي كان من المفترض أن يسجل ارتفاعا حادا، كما سنرى في التفصيل اللاحق هنا. ووصل نحو 5ر2 مليون سائح وزائر عبر الجو، وهذا شكل تراجعا بنسبة 2%، بينما بلغ عدد الداخلين برا نحو 400 ألف نسمة، وهذا سجل ارتفاعا بنسبة 5%. ويشير التقرير إلى أن التراجع الحاد في عدد الزوار الإجمالي 8% نابع من تراجع حاد بنسبة 44% في عدد السياح ليوم واحد، والدولة الأبرز التي يصل منها سياح ليوم واحد هي روسيا، إما عن طريق البحر في رحلات تتنقل في عدة دول واقعة على البحر الأبيض المتوسط، وإما أنهم كانوا يصلون برا من معبر طابا المصري، حيث تكون إقامتهم الدائمة.

في المقابل، فإن سياحة حملة الجنسية الإسرائيلية إلى الخارج سجلت في الثلث الاول من العام الجاري ارتفاعا بنسبة 5ر9% مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي. وتبين أن نسبة السياح المغادرين عبر الجو ارتفعت بنسبة 5ر11%، وعبر البحر ارتفعت بنسبة 10%، وفي المقابل فإن السياحة عبر المعابر البرية، بمعنى مصر والأردن، قد تراجعت بنسبة 3ر9%. وكما يبدو فإن التراجع الأكبر كان في السياحة البرية إلى مصر، نظرا للظروف الأمنية السائدة في صحراء سيناء.

إلى ذلك، فقد قال تقرير عالمي إن إسرائيل حلت في المرتبة 72 في التدريج العالمي للمنافسة السياحية، من أصل 143 دولة شملها التدريج، ولتتراجع بذلك عشرين مرتبة إلى الخلف، عما كانت عليه في العام 2013. والعامل الأبرز الذي يضع إسرائيل في هذه المرتبة الأخرى هو كلفة السياحة العالمية، إذ حلت إسرائيل في المرتبة 136 من أصل 143. أما في مستوى الأمن والأمان فقد حلت إسرائيل في المرتبة 99 مقابل المرتبة 46 في العام 2013، كما بين التدريج ارتفاع الأسعار، وكلفة الإقامة، وغيرهما من البنود، ما يجعل إسرائيل ضعيفة في المنافسة السياحية.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات