مازالت النكبة موضوعا حيويّا للتفكير السياسي العربي، على رغم مرور أكثر من نصف قرن عليها. ولعل التفكير بالنكبة، وإنعاش الذاكرة فيها، في كل عام، "يعوّض" عن التقصير الحاصل في تعيين أسبابها، ويحفّز على التفكير في اكتشاف سبل تجاوزها.
أقدمت إسرائيل قبل أيام على اعتقال الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين (داخل دولة إسرائيل) مع أربعة عشر شخصا آخر من قياديي الحركة ومن رؤساء المجالس المحلية في الوقت نفسه. يمثل هذا الاعتقال حدثاً خطيراً، إذ انه ليس مجرد اعتقال،
بعدما تناولت حلقة الأمس التأويلات المتضاربة للمسائل المطروحة، هنا التتمة:
يبقى السؤال الأهم هو أين وكيف ستقام هذه الدولة؟ وكيف لها ان تكون قادرة على البقاء اذا لم يتوفر لأراضيها التواصل الجغرافي؟ ان الضفة الغربية الآن مقسومة الى ثلاثة بانتوستانات ينقسم كل منها الى ما بين 60 الى 70 جيبا تفصلها عن بعضها البعض المستوطنات اليهودية والطرق الالتفافية ونقاط التفتيش. كما ان هناك جدار الفصل العنصري الذي يستمر العمل عليه الآن في شمال غرب وشرق الضفة الغربية، الذي سيعزل المزارعين الفلسطينيين عن أراضيهم ويفاقم من التطهير العرقي المتواصل للفلسطينيين والفصل ما بين المناطق. فوق كل هذا لا وجود في القانون الدولي لتعبير "الحدود الموقتة".
قتل سبعة اشخاص وجرح ما لا يقل عن عشرين اخرين بينهم اربعة في حالة الخطر، صباح الاحد 18 ايار في عملية انتحارية وقعت داخل حافلة اسرائيلية للركاب في القدس الشرقية. ووقعت العملية في التلة الفرنسية وهي حي استيطاني في شمال شرق القدس الشرقية المحتلة. ودمر الانفجار الحافلة التي تعمل على الخط رقم 6 تدميرا كاملا.وفي نفس الوقت تقريبا، وقعت عملية انتحارية ثانية في الرام وهي منطقة عربية في شمال حي التلة الفرنسية، حسب ما اعلنت الشرطة الاسرائيلية. وقال قائد شرطة القدس الاسرائيلية ميكي ليفي ان الانتحاري الثاني كان ينوي بدون شك تفجير نفسه في نفس الحي ولكن نظرا الى تعزيزات الشرطة المنتشرة في المكان فجر نفسه قبل الوقت المحدد.
الصفحة 930 من 1047