تتويج أرييل شارون سياسياً أو نعيه يبدو أمراً سابقاً لأوانه قبل ان ينجز الاستفتاء الذي سيُجرى، في الثاني من أيار المقبل، بين أعضاء "الليكود" لتحديد اتجاه خطة "فك الارتباط" سواء نحو تطبيقها او التخلي عنها. لكن آخر نتائج استطلاعات الرأي التي نُشرت اليوم الجمعة وأمس، الخميس، تعيد خلط الاوراق، لاسيما انها اظهرت وجود فارق ضئيل بين مؤيدي الخطة ومعارضيها. وادخل هذا الأمر القلق إلى قلوب المقربين من شارون بعدما ساد انطباع مفاده أن النتيجة باتت محسومة لصالح الخطة في أعقاب النجاح الذي حققه رئيس الوزراء الاسرائيلي خلال زيارته إلى واشنطن في تجنيد الموقف الأميركي لمصلحته، وبعد اغتيال الدكتور عبد العزيز الرنتيسي وما اعقب ذلك من تأييد عدد من كبار وزراء "الليكود" المعارضين لخطته، فضلاً عن التأييد شبه المضمون لها في الكنيست.
أظهر إستطلاع للرأي نشرته اليوم الأربعاء صحيفة "هآرتس" أن حوالي نصف الاسرائيليين (47 بالمئة) يعتقدون بأنه لا ينبغي الإفراج عن "جاسوس الذرة" الاسرائيلي، مردخاي فعنونو، الذي أفرج عنه اليوم الأربعاء،بعد أن أمضى مدة محكوميته، فيما قال 27 بالمئة إنه ينبغي الإفراج عنه بشروط تؤدي إلى تقييده وفقط 17 بالمئة أيدوا الإفراج عنه بدون شروط كهذه بينما بلغت نسبة الذين لا يتبنون رأيًا محدّدا من الموضوع 9 بالمئة.
سرعان ما هدأ الضجيج الذي أثارته التصريحات التي أدلى بها المحامي دوف فايسغلاس، مدير مكتب شارون، إلى صحيفة هآرتس (نشرت يوم 8/10)، والتي كشف فيها حقيقة خطة شارون المتعلقة بالانسحاب الأحادي من قطاع غزة، وأهدافها القريبة والبعيدة؛ وضمنها التملص من "خريطة الطريق"، وتقويض عملية التسوية برمتها، وفرض الاستيطان والاحتلال كأمر واقع.
كتب:علاء حليحل
قد تكون كلمات الصلاة الخاصة التي كتبها حنان بورات، عضو كنيست سابق ومن قياديي "ييشاع"، هي خير دليل على الوضع السيء الذي أخذ يُحيق بمعارضي خطة الفصل التي يبادر لها رئيس الحكومة، أريئيل شارون. فأمام معارضي الخطة، وهم من المستوطنين بالأساس، لم يبقَ غير الصلاة على ما يبدو. هكذا يتوجهون إلى الله: "أبانا الذي في السماء، حصن إسرائيل ومنقذه / بارك أبناءك محبيك القائمين في كل أرجاء بلادك المقدسة / صائني ترابها، من النقب وحتى الجولان ومن الأردن وحتى البحر / ومنهم أبناؤك الأعزاء المتمسكون بإخلاص وثبات- / بأراضي يهودا والسامرة وقطاع غزة."
الصفحة 844 من 1047