لا يوجد تعريف أوفى لرفض الوزراء بنيامين نتنياهو وليمور لفنات وسيلفان شالوم الفظ، العملَ من أجل خطة "فك الارتباط" التي بادر لها أريئيل شارون، أكثر من تعريفه على أنه صفعة لرئيس الحكومة. شارون بحاجة إليهم وهم يقولون له- لا. دوافعهم شفافة للغاية: فبينهم وبين أنفسهم يقدّرون، أو قسم منهم على الأقل، أن شارون سيُمنى بهزيمة في الاستفتاء، وهم لا يرغبون في أن يكون اسمهم مسجلاُ على هذا الفشل الذريع. وبعد أن اتضح لهم من الاستطلاعات أن بيانات دعمهم، المترددة والمتذمرة، لم تُسهم إلا في ايذاء فرص الخطة بالفوز بأغلبية أصوات منتسبي "الليكود"، فإنهم لا يرغبون الآن في اختبار قواهم ووضعها على المحك. فأيّ إحراج سيكون في حالة ولم تتغير المعطيات في الاستطلاعات، على الرغم من "تجندهم". "هؤلاء وزراء التسوية"، نعتهم في الأمس أحد زملائهم في الحكومة. لقد رتبوا لأنفسهم تسوية، يقول الوزير ساخرًا، فمن جهة يدعمون، ومن جهة أخرى يعارضون.
رأى زئيف شيف، المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس"، اليوم الأحد، أن تهديدات رئيس الوزراء الاسرائيلي، أريئيل شارون، بالقتل ضد الرئيس الفلسطيني، التي أطلقها مساء الجمعة الماضية في لقاء مع القناة التلفزيونية الاسرائيلية الثانية، تستهدف "تعزيز مكانته في صفوف المصوتين، من منتسبي "الليكود"، في الاستفتاء على خطة فك الارتباط". إلى ذلك إدعى شيف "ان استمرار سلطة عرفات ووجوده في المناطق يخدمان مخططات شارون. فطالما أن عرفات في السلطة بامكان شارون مواصلة الادعاء بان لا شريك فلسطينيا للمفاوضات. وان الامريكان يؤيدون هذا الامر، حتى ان هناك موافقة صامتة على ذلك لدى العديد من الزعماء الاوروبيين. وهذا الامر يمنح شرعية ما لموقف شارون الرافض للمفاوضات والمؤيد لخطوات احادية الجانب. بكلمات اخرى، فان تصريح شارون بخصوص عرفات هو مجرد كلمات لا تعبر عن استراتيجيته الحقيقية، غير ان الكلمات تثير انطباعا سلبيا هو ان شارون ينوي خرق تعهداته لبوش"، على حد ما يعتقد هذا المعلق.
أحدث تبادل البيانات ثم المؤتمر الصحافي المشترك بين الرئيس جورج بوش ورئيس وزراء اسرائيل اريئيل شارون في 14 نيسان (أبريل) هزة كبرى للقضية الفلسطينية لا مثيل لها منذ وعد بلفور في 1917. اذ رفع الاعلان المكتوب الذي قدمه بوش - واجوبته الفورية عن أسئلة الصحافيين - عن اسرائيل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية تجاه شعب فلسطين والقانون الدولي. ولا شك ان الموقف الجديد سيكون حاسم التأثير في سياسة الولايات المتحدة تجاه الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، وكذلك في القانون الدولي، والتحالف الاستراتيجي الأميركي - الاسرائيلي، واستقرار هذه المنطقة المتفجرة من العالم.
بعد ان أنهى أوري يوغاف عمله في وزارة المالية الاسرائيلية، حيث أشغل في السنتين الماضيتين منصب المسؤول عن "دائرة الميزانيات" في الوزارة، قرر أن "يفتح فمه" حول العلاقة الوطيدة بين السلطة والمال في اسرائيل، وذلك من خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة "معاريف" في عدد نهاية الاسبوع الاخير. وبالإمكان النظر الى هذه المقابلة على انها استمرار للمقابلة التي أجرتها قبل ذلك بأسبوع صحيفة "يديعوت أحرونوت" مع وزير البنى التحتية الاسرائيلي، يوسف بريتسكي، والتي تحدث خلالها عن فساد رجالات السلطة الاسرائيليين، من وزراء واعضاء كنيست، وعن تحكم أصحاب رؤوس الاموال في عملية إتخاذ القرار السياسي في إسرائيل،اولا ودائمًا
الصفحة 842 من 1047