منذ تولى أريئيل شارون رئاسة الحكومة الإسرائيلية، عمد إلى صياغة تحركاته السياسية على أساس عرض سلم أولويات مقنع أولاً للجمهور الإسرائيلي وثانياً للإدارة الأميركية. وكان يوحي بأن تحقيق الهدف الأول يقود بالضرورة إلى الهدف التالي، وهكذا دواليك وصولاً إلى تحقيق الأمن والسلام الشاملين. وبين هذا التحرك أو ذاك كان يشير بين الحين والآخر إلى أنه لم يغيّر من مواقفه، وأنه كان دائماً وأبداً يدعو إلى تحقيق هذه الأهداف. وهكذا يشير إلى أنه كان بين أول من تحدث عن الدولة الفلسطينية ولكن في نطاق خريطته ل"المصالح القومية" التي ضمت لإسرائيل ليس فقط الكتل الاستيطانية والقدس، بل كذلك حزاماً أمنياً عريضاً شرقي الخط الأخضر وغور الأردن. ولم يخفِ آنذاك أن الدولة الفلسطينية العتيدة ستكون ليس فقط منزوعة السلاح، بل كذلك منزوعة الصلاحيات. ومع ذلك "رحب" ب"تصور بوش"حول الدولتين مؤكداً أنه سيعمل من أجل تحقيق هذا التصور.
كتب أسعد تلحمي:
كرّس "مؤتمر هرتسليا" السنوي الخامس الذي انعقد بين 13 من الشهر الجاري و16 منه, تحت عنوان "ميزان المناعة والأمن القومي", معظم أعماله لـ"فائدة الفرص الاستراتيجية النادرة" المتاحة أمام إسرائيل في أعقاب المتغيرات الدولية والاقليمية التي حفل بها العام 2004 ووجوب عدم اهدارها وتفويت انعكاساتها الايجابية على مجمل الأوضاع في الدولة العبرية.
كتب وديع عواودة:
رغم التصريحات الصادرة عن حزب العمل حول تعثر المفاوضات مع الليكود للانضمام الى الائتلاف الحكومي غير ان حكومة "الوحدة القومية" بمشاركة حزب "أغودات يسرائيل" الاصولي باتت حقيقة واقعة في واقع الامر ما يعني تغير المشهد السياسي الاسرائيلي في الايام القريبة، شكلا على الاقل. حول دلالات هذه الاصطفافات الجديدة وانعكاساتها على المسيرة السلمية التي تنتظر الاحياء وعلى مستقبل الحلبة السياسية الداخلية في اسرائيل توجهنا بالاسئلة التالية للنائب يوسي سريد من " ياحد- ميرتس".
قال ألوف بن، المعلق السياسي لصحيفة "هآرتس"، اليوم الجمعة (17/12/2004)، إن خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي، أريئيل شارون، الذي اختتم أعمال "مؤتمر هرتسليا" الخامس أمس (16/12/2004)، كان بمثابة خطاب انتخابات كلاسيكي يعج بوعود السلام والازدهار والنجاح في الرياضيات بدون تصريحات مختلف عليها. وأضاف أنه قبل ساعات من إلقائه خطابه هذا تلقى شارون نتائج استطلاعات الرأي لنهاية الأسبوع، التي أشارت إلى تحليق شعبيته نحو ذروة جديدة، على خلفية قرب انضمام "العمل" إلى حكومته و"الهجمة" الدبلوماسية الدولية على إسرائيل، المتمثلة في قائمة كبار الزوار الذين سيحطون فيها قريبًا، ورأى أنه في مثل هذه الظروف فإن أية رسالة جديدة أو غير متفق عليها، إسرائيليًا، يمكن أن تعود عليه بالمتاعب.
الصفحة 734 من 1047