تشير معطيات العملية الإسرائيلية في قطاع غزة إلى أن الأهداف المحددة لها لا تزيد عن الانتقام. وقد يندفع البعض للقول بأن الانتقام يحمل في أحد جوانبه أملاً باسترداد قدرة الردع التي فقدها الجيش الإسرائيلي أساساً في تصاعد المقاومة الفلسطينية ضده. ومع ذلك فإن قادة إسرائيل العسكريين والسياسيين، على حد سواء، لا يخفون حقيقة أن العملية لم تحقق أياً من أهدافها.
فيما يواصل رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود أولمرت حملته الترويجية لخطة ترسيم الحدود بقرار أحادي الجانب يشمل ضم الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية ومحيط القدس المقامة عليها الكتل الاستيطانية الكبرى الى تخوم إسرائيل (خطة التجميع/ الانطواء)، تتزايد الإشارات الى أن الحملة لا تحقق نجاحاً دولياً او محلياً على السواء.
صدر في رام الله عشية الانتخابات الإسرائيلية العدد 21 من مجلة "قضايا إسرائيلية" وذلك عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار). ويضم العدد مجموعة من الدراسات التحليلية النقدية حول المجتمع الإسرائيلي، إذ يتصدر العدد مقال للكاتب سلمان ناطور، مدير التحرير، بعنوان "غياب وحضور شارون في الانتخابات الإسرائيلية" وهو مراقبة للمشهد الإسرائيلي عشية الانتخابات وموقع شارون فيها بعد إصابته في غيبوبة أخرجته تماما من حلبة الصراع وهو الذي صنع أهم المنعطفات في السياسة الداخلية الإسرائيلية (سبقه فيها معلمه ديفيد بن غوريون حين انسحب عام 1965 من حزب المباي وأنشأ حزب رافي)، فقد انشق شارون عن حزب الليكود الذي كان أحد أهم مؤسسيه وقادته لسنوات طويلة، وأقام حزب المركز "كديما" ووضع برنامج الانسحاب من الضفة الغربية وإزالة عدد كبير من المستوطنات من حوالي خمسين بالمئة من أراضي الضفة الغربية، وهو البرنامج الذي يحظى بإجماع صهيوني دفع شارون ليقدم على خطوته وليبقيه حاضرا في معركة الانتخابات رغم غيبوبته.
توجهت جمعيّة حقوق المواطن للمستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، ميني مزوز، وطالبته بتطبيق القانون الدولي بخصوص أملاك الغائبين في غور الأردن التي خصصتها وتخصصها الدولة بشكل غير قانوني لبناء المستوطنات.
الصفحة 563 من 1047