يسود قلق كبير في إسرائيل من امتناع إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، عن التزامها بتعهدات إدارة الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش، لإسرائيل بخصوص الكتل الاستيطانية الكبرى. وذكرت صحيفة هآرتس، اليوم الأحد – 31.5.2009، أن التوتر بين الولايات المتحدة وإسرائيل آخذ بالتصاعد على خلفية المطالب الصارمة من جانب إدارة أوباما بتجميد مطلق لأعمال البناء في المستوطنات، وخصوصا في القدس الشرقية والكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية. وأضافت الصحيفة أن القلق في إسرائيل يتصاعد خصوصا على ضوء فشل المحادثات التي أجراها مبعوثون من قبل رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مع المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، ومستشاريه، في لندن الأسبوع الماضي.
انتقد الدبلوماسي الأميركي، مارتن إنديك، سياسة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وتذرعه بالتخوف من سقوط تحالفه الحكومي في حال استجاب لمطلب إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، باستئناف العملية السياسية وتجميد الاستيطان. وقال إنديك في مقابلة أجرتها معه صحيفة يديعوت أحرونوت ونشرتها، اليوم الخميس – 28.5.2009، إن "نتنياهو وصل في زيارته الحالية لواشنطن (الأسبوع الماضي)، إلى مدينة تختلف عن تلك التي عرفها في العام 1996 (خلال ولايته الأولى في رئاسة الحكومة)، فعندها شكل الجمهوريون الأغلبية في كلا مجلسي الكونغرس. ونتنياهو جمهوري أكثر من كونه ليكودي (نسبة لحزب الليكود الذي يتزعمه)، والجمهوريون يعتبرونه واحد منهم، والجمهوريون اليوم في وضع صعب وأوباما، كسياسي محنك،يدرك ذلك. وبيبي (أي نتنياهو) لا يمكن أن يتصرف مع واشنطن مثل الولد الذي قتل والديه وأخذ يطلب الرحمة لأنه أصبح يتيما. فهو لا يستطيع القول إنه لأن (رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" ووزير الخارجية أفيغدور) ليبرمان في ائتلافي الحكومي فإنه لا يمكني تنفيذ تنازلات".
قال ياريف أوبنهايمر، السكرتير العام لحركة "سلام الآن" الإسرائيلية المناهضة للاحتلال والاستيطان، إن وزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، يعمل على إخلاء خيام وعرش في موازاة توسيع المستوطنات بإضافة آلاف الوحدات السكنية الجديدة. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الأربعاء – 27.5.2009، عن أوبنهايمر قوله إن "باراك يواصل عملية إخلاء خيام وعرش من أجل إظهار كأنه يخلي بؤرا استيطانية، وفي مقابل ذلك يعتزم باراك السماح بتوسيع المستوطنات وإضافة آلاف الوحدات السكنية". وتأتي اقوال أوبنهايمر في أعقاب إخلاء بؤرتين استيطانيتين عشوائيتين في منطقة الخليل، قبيل فجر اليوم.
قرر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلغاء جولة لدول أوروبية تشمل دولا بينها بريطانيا وفرنسا، فيما ذكر مكتبه أن القرار ليس نابعا من تخوفات بتوجيه انتقادات لسياسته المتعلقة بالعملية السياسية مع الفلسطينيين ومواصلة الأنشطة الاستيطانية. وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الأربعاء – 27.5.2009، أن مصادر في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية رفضت تقديرات بأنه تم إرجاء الجولة على خلفية التهرب من ممارسة ضغوط سياسية أميركية وأوروبية على نتنياهو.
الصفحة 271 من 1047