المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

قالت صحيفة هآرتس، اليوم الثلاثاء – 7.4.2009، إن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، سيقوم بزيارة خاطفة لإسرائيل ومدينة رام الله في شهر حزيران المقبل. ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي، لم تحدد هويته، قوله إنه تقرر في الأيام الأخيرة إدخال زيارة إلى الشرق الأوسط ضمن سفر أوباما إلى فرنسا حيث سيحل ضيفا على الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي. وأضافت الصحيفة أن قرار أوباما بزيارة إسرائيل بعد عدة أسابيع من زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى واشنطن في بداية أيار المقبل إنما تؤكد التزام الرئيس الأميركي بالعمل بصورة مكثفة على دفع حل إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.

في غضون ذلك، يسود تخوف كبير في مكتب نتنياهو من ممارسة الإدارة الأميركية ضغوطا كبيرة على إسرائيل في أعقاب الخطاب الذي ألقاه أوباما في البرلمان التركي، أمس، والذي أكد فيه على التزام إدارته بخطة خارطة الطريق وعملية أنابوليس ومبدأ الدولتين للشعبين. وذكر موقع يديعوت أحرونوت الالكتروني، اليوم، أنه في أعقاب خطاب أوباما، أمس، يستعد مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية لإمكانية أن يتصاعد التوتر مع واشنطن عشية زيارة المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، إلى إسرائيل وزيارة نتنياهو إلى واشنطن في بداية الشهر المقبل.

وأعلنت الحكومة الإسرائيلية الجديدة عدم التزامها بمبادئ مؤتمر أنابوليس، الذي عقد في شهر تشرين الثاني العام 2007، وانطلقت منه مفاوضات إسرائيلية – فلسطينية حول قضايا الحل الدائم. كما أن نتنياهو يرفض الاعتراف بحل الدولتين للشعبين.

وأصدر نتنياهو بيانا، أمس، عقب فيه على خطاب أوباما وحاول من خلاله التخفيف من حدة الخلافات مع الإدارة الأميركية، وقال فيه إن "إسرائيل تقدر التزام الرئيس أوباما بأمن إسرائيل ورغبته في دفع عملية السلام وحكومة إسرائيل ملتزمة بهاتين الغايتين وفي الفترة القريبة المقبلة ستبلور سياستها من أجل العمل بتعاون مع الولايات المتحدة".

لكن يديعوت أحرونوت نقلت عن مسؤولين سياسيين إسرائيليين رفيعي المستوى قولهم، الليلة الماضية، إنه "على المرء أن يكون أعمى وأخرس لكي لا يقرأ ما هو مكتوب على الجدار. فخطاب أوباما في البرلمان التركي يوضح عدم وجود سبيل للتهرب من مواجهة مع واشنطن في أعقاب تصريحات وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، حول نهاية عهد أنابوليس". وقال أحد هؤلاء المسؤولين إن نتنياهو وليبرمان يستعدان لمواجهة ضغوط أميركية كبيرة عليهما قبيل زيارة نتنياهو إلى واشنطن.

وبحسب يديعوت أحرونوت فإن شخصيات سياسية كبيرة في الحكومة الإسرائيلية تعبر عن ثقتها بأنه سيتم إيجاد الطريق للحوار مع الولايات المتحدة وخلال ذلك وضع مبادئ جديدة للعملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين، خصوصا لأنه لن يكون خيارا أمام الولايات المتحدة سوى الاعتراف بوجود حكومة جديدة في إسرائيل، تختلف توجهاتها السياسية عن توجهات الحكومة السابقة، برئاسة ايهود أولمرت. وفي المقابل شددت هذه الشخصيات على أنه لا ينبغي في المرحلة الحالية حدوث مواجهة في التصريحات بين إسرائيل والولايات المتحدة بسبب الحاجة إلى الحفاظ على العلاقات المتميزة مع الولايات المتحدة التي وصفوها "بالصديقة الأكبر".

وتشير التوقعات في إسرائيل إلى أن المواجهة مع الإدارة الأميركية قد تنشأ خلال زيارة ميتشل للمنطقة، الأسبوع المقبل، حيث سيطلب الحصول على توضيحات من الحكومة الجديدة في إسرائيل حيال استئناف الحوار مع السلطة الفلسطينية، الذي توقف في أعقاب الحرب على غزة، بناء على مبادئ أنابوليس وحل الدولتين. كذلك يتوقع أن يطلب ميتشل توضيحا حيال موقف الحكومة الجديدة من موضوع البناء في المستوطنات وتفكيك بؤر استيطانية عشوائية.

وفي غضون ذلك تلقى نتنياهو أمس اتصالا من الرئيس المصري، حسني مبارك. وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية إن مبارك هنأ نتنياهو ودعاه إلى زيارة مصر والالتقاء به في شرم الشيخ في الفترة القريبة المقبلة.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات