* العرب في إسرائيل:
ألَنا أم لأعدائنا؟
تأليف: رفائيل يسرئيلي
إصدار: مركز ارئيل
279 صفحة، القدس 2002
يتوجه هذا الكتاب الى قارئه العبري بنظرة مسبقة حول العرب في إسرائيل، تطرح موقفا سلبيا منهم ابتداء من إثارة السؤال بالصيغة التي جاء عليها، وهي صيغة تحمل لدي المؤلف إجابة واحدة – أنهم "مع أعدائنا". وتأتي "خطورة" مثل هذه الابحاث من حقيقة صدورها في فترة تشهد فيها علاقات العرب في اسرائيل بالسلطة الرسمية شرخا عميقا، يتشبث به المؤلف لتقديم ألاسباب التي صنعت هذا الشرخ، وتبريره بها، وكذلك الحلول الأفضل لإسرائيل لتجاوزه.
يستعرض الكتاب تسلسل نشوء الأقلية القومية العربية في "الدولة اليهودية"، وتطورها "من مجموعة إثنية – لغوية – دينية كانت تبحث عن قنوات للوصول الى قلب الدولة لكي تندمج فيها، الى تجمع صارخ متمرد يتنكر لمجرد وجود الكيان اليهودي – الصهيوني"، كما يقول المؤلف في التقديم.
منذ الفصل الاول وحتى الفصل العاشر والاخير من الكتاب يبدو العرب في اسرائيل "خطرا وجوديا" لم تقف الدولة على ابعاده الحقيقية، لخطأ في التقدير او لاعتبارات اخرى، وهو "خطر بات يتهدد الكيان اليهودي اليوم من الداخل"، كما تقول الادبيات السياسية الشائعة.
يصف الكتاب وضعا لم يكن وليد السياسة الحكومية على اجيالها المتعاقبة فحسب، تلك "التي لم تعرف كيف تفهم القضية العربية ولم تجرؤ على مجاراتها قبل فوات الاوان" كما يكتب المؤلف، بل صنعه مجمل الآلية الاسرائيلية – العربية المتشكلة، التي اثرت بالتأكيد على ردود فعل وانماط سلوك العرب في اسرائيل. يخوض الكتاب في بحث "الهويات المتعددة" للعرب في اسرائيل، وبضمنها: الاسرائيلية، الفلسطينية، العربية والاسلامية (وكذلك المسيحية والدرزية).
يقول المؤلف في حسم سؤال الهوية لدى العرب في اسرائيل: "بينما شهدت الهوية الاسرائيلية للعرب في اسرائيل – في سنوات النعمة القليلة التي شهدتها علاقات الدولة مع بقية العرب والفلسطينيين – ميلا للتعزيز، وسط "تمزقهم بين بلدهم وشعبهم"، فعند تصعيد المعارك وخروج العداء عن ضفافه، كما في ايام الانتفاضة او في اوقات الحرب، اختاروا بوضوح شعبهم على بلدهم، من هنا الاحساس بالشرخ من الجانبين". المؤلف، البروفيسور رفائيل يسرئيلي باحث في معهد ترومن في الجامعة العبرية واستاذ العلوم السياسية في نفس الجامعة، وهو خبير بشؤوون الاسلام. وضع 15 كتابا وعشرات المقالات في هذه المواضيع، وهو باحث مشارك في مركز ارئيل الاستيطاني في مستوطنة ارئيل.
