المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • المكتبة
  • 1472

* صبيحة اليوم التالي
عهد السلام – لا اليوتوبيا

تحرير: ميرون بنبنشتي

اصدار: دار النشر كرمل ومعهد ترومن في الجامعة العبرية بالقدس

572 صفحة، تل ابيب 2002

 

 

هذا الكتاب محاولة جرئية وطليعية لتفحص "عهد السلام" في منطقتنا كواقع حقيقي لا يوتوبيا. وهو يضم مجموعة مقالات من نوع مختلف تحاول ان تقول ان القلة تعي ان صبيحة اليوم التالي على السلام ستكون بعيدة للغاية عن الحلم الوردي الذي نتطلع اليه، وان المشاكل التي ستثور قد تكون مختلفة لكنها لن تكون اسهل من تلك التي تتطلب مجارؤاتها في حالة غياب السلام او عن تلك المتصلة بالجهود الرامية لإحرازه.

والكتاب ثمرة مشروع شامل بدأ قبل فشل مؤتمر كامب ديفيد وتواصل خلال العامين الاولين على انتفاضة الاقصى (2000-2002). ضمن هذا المشروع الذي بادر اليه ورئسه ميرون بنبنشتي، اجتمع عدد من الباحثين الشبان ذوي التفكير الخلاق وحاولوا كل بطريقته تفحص صورة "صبيحة اليوم التالي". وكانت النتيجة هذه المقالات المتنوعة التي تضع مرآة امام المجتمع الاسرائيلي وتكشف عن التشوهات الكثيرة التي تصنعها اوضاع الطوارىء المتواصلة التي تمر بها المنطقة.

يستهل دانيال لفين المقال الاول في هذه المجموعة ويكتب متفحصا التحديات والفرص والمخاطر الكامنة في العلاقة بين الجيش والمجتمع الاسرائيلي في عهد السلام. من شأن "السلام البارد المتوقع" كما يقول كاتب المقال ان يخلق وضعا تضطر فيه الاطراف المختلفة في المنطقة الى الحفاظ على قدراتها العسكرية. من هنا يتوصل الكاتب الى انه ليس من المتوقع ان نشهد هبوطا في مكانة الجيش في المجتمع الاسرائيلي، وإن كان يتوقه تغييرات بنيوية وتكنولوجية في الجيش وكذلك تغييرات في شبكة العلاقات بينه وبين الوسط المدني. ويبحث ايلان صبان في مقالته في تطبيق تشريع الامن والصلاحيات الخاصة بالطوارىء في "اليوم التالي" على السلام في المنطقة. ويتوصل الكاتب الى ان حلول السلام لن يلغي صلاحيات اللجوء الى انظمة الطوارىء بل الى تغيير في طبيعة استخدامها.

اما البحث الذي اجراه هليل كوهن فيقرر ان العامل القومي في صبيحة اليوم التالي سيظل عقبة امام علاقات اليهود والعرب في اسرائيل، بل انه يبتعد الى حد القول ان هذا العامل سيكون ملموسا اكثر منه اليوم، وذلك لأن مطالبة الفلسطينيين مواطني اسرائيل بالمساواة ستكتسب دفعا قويا، في حين ستتقوى معارضة ذلك في دوائر يهودية كثيرة جراءارساء الدولة الفلسطينية، بينما ستزيد الطاقة الكامنة للمجابهة بين اسرائي ومواطنيها العرب.

ويحلل سفيان كبها عناصر التوتر والصراع المحتملة بين اسرائيل والدولة الفلسطينية القادمة. ويتركز مقاله في التطورات الداخلية المتوقعة في كل واحدة من الدولتين، وبخاصة في الاجهزة السياسية والاقتصادية والقضايا الاجتماعية والثقافية. ويتوقع كبها ان يتركز المجتمع الاسرائيلي في عهد السلام في اعادة صياغة هويته الجماعية واهدافه القومية، بينما تتوسط اجندة المجتمع الفلسطيني سيرورة مليئة بالصعاب المقرونة ببناء امّة وإعادة تأهيل المجتمع. وعلى رغم الجهود الفلسطينية للعمل من اجل تقوية الاستقلال الاقتصادي والسياسي الفلسطيني ومأسسته، يفترض كبها ان تظل العلاقات بين اسرائيل وفلسطين غير متكافئة، وان تتميز بتعلق فلسطين باسرائيل (الذي سينعكس ايضا في العدد الكبير من العمال الفلسطينيين الذين سيعملون في اسرائيل). ويقدم كبها امثلة على ما سيؤدي اليه هذا الوضع من توترات بين السلطة الفلسطينية المركزية ومجموعات معارضة دينية وقومية. لكنه يؤكد ان هذا التوتر لن يترجم الى اعمال عنف داخلي فلسطينية. وفي مقالته يفحص نيراون حشاي تأثرات اليوم التالي على الوسط التجاري والاقتصادي في اسرائيل ويقطع جازما ان السلام على المدى القريب سيكون جيدا للاقتصاد وعاملا مشجعا للنمو الاقتصادي في اسرائيل. مع ذلك يتوقع الباحث هبوطا في التعلق الفلسطيني بالاقتصاد الاسرائيلي، وهو ما يخشى المؤلف من انه قد يلحق الاضرار المادية بالشركات والمصالح الاقتصادية الاسرائيلية.

ويحاول رون فرومكين وتمار احيرون – فرومكين فحص السؤال عما اذا كان السلام في المنطقة سيجلب سلاما الى المحيط الاوسع، ويتوقعان تصعيدا في التوتر في العلاقات بين اسرائيل والمنطقة، اما ايرز صفدية فيبحث في صورة المدى الاسرائيلي في عهد السلام ويحاول استيضاح كيفية تأثره بالقوى الايديولوجية والاقتصادية الفاعلة في المنطقة.

وفي مقاله عن الشرخ الديني – العلماني في عهد السلام يشير اشر كوهن الى ان اسرائيل ستشهد تطرفا في المتغيرات القائمة منذ التسعينات ويقول ان الاغتراب بين المعسكر الارثوذكسي والمعسكر غير الارثوذكسي قد يزيد لان كل معسكر سيحاول صياغة المجتمع الاسرائيلي وفقا لمفاهيمه.

وتحلل ميري روزمارين العلاقة بين الحالة الاجتماعية للنساء في اسرائيل والصراع في المنطقة، بينما تشخص سيغال بن بورات صورة التربية في اسرائيل في صبيحة اليوم التالي.

في تقديمه للكتاب يكتب ميرون بنبنشتي ان مجموعة المقالات هذه تثبت ان اصحابها نجحوا كل بطريقته في وضع مرآة امام المجتمع الاسرائيلي حتى يجد الاجابة على السؤال الحقيقي: هل الصراع يمنع الطبيعية ام ان غياب الطبيعية يؤجل حل الصراع؟

 

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات