اعلنت لجنة المتابعة العليا لشؤون العرب في اسرائيل عن اضراب عام في جميع المدن والقرى والتجمعات العربية، يوم الاحد 30/3، بمناسبة الذكرى الـ 27 لـ "يوم الأرض". وقررت اللجنة تنظيم عدة نشاطات بهذه المناسبة، وبضمنها مسيرة مركزية في سخنين ومهرجان شعبي مركزي في كفر قاسم.
في منتصف مسيرة الناصرة الاحتجاجية على العدوان الامريكي على العراق، هطل رذاذ خفيف. كان هناك من قال: إن الدنيا تبكي على العراق. الأرجح أنها كانت تبكي علينا، نحن العرب في إسرائيل، لأننا نخرج للتظاهر ضد كل الحروب، وننسى في خضم ذلك أننا بحاجة لمن يتظاهر من أجلنا، في وضعنا المأساوي على كل الصُعُد.
تختلف النظرة للامور، بين الشارعين، العربي واليهودي، في البلاد. فعلى الرغم من الخوف المشروع جراء التهديدات بضربة عسكرية متوقعة على اسرائيل، الا ان سلم الاولويات في الوسطين يختلف تماماً. فالجماهير العربية في اسرائيل قلقة جدًا على الشعب العراقي، ومن النتائج التي من الممكن أن تحققها الحرب العدوانية على العراق من جهة، وما قد يجري في المناطق المحتلة بعد انشغال العالم بالحرب ضد العراق. هذا الاعتبار لم يكن قائماً عام 91، لأن الخارطة السياسية اختلفت تمام الاختلاف عما هو عليه الوضع الآن. والتوتر الفلسطيني - الاسرائيلي كان قائما ولكن ليس بهذه الحدة
عرب الداخل هم في الصورة، لأنهم يعيشون في إسرائيل، وما يضيرها قد يضيرهم (تبًا لهذه المعادلة!!). ولكن الصورة الوحيدة التي لم يدخلوا فيها حتى الآن، ويبدو أنهم لن يدخلوها أبدًا، هي صورة الفرحة العارمة التي تكتسح "شعب إسرائيل" لمناسبة الهجوم القريب على العراق. عرب الداخل لا يمكنهم أن يكونوا جزءًا من هذه الصورة. فأمريكا التي تقصف العراق، هي نفسها أمريكا التي تزود إسرائيل بأسلحة القتل في الضفة والقطاع. وفي حالة العجز العربي العام، تتحول الـ 600 كيلومتر التي بين العراق والضفة، إلى ثلاثة أمتار بين شاشة التلفاز وبين المتحكم عن بعد، في صالوناتنا الرقمية!
الصفحة 31 من 44