تناولت الصحف الإسرائيلية (العبرية) اليومية في تغطيتها، التي امتدت على مدار أسبوعين أو أكثر، للذكرى الأربعينية لحرب حزيران 1967، محاور عديدة ومتنوعة، منها ما عاد بالقارئ إلى الوراء، إلى التاريخ، حيث استحضرت العديد من التقارير التي نشرت مُسهَبَة في الصحف الرئيسة الثلاث (يديعوت أحرونوت، هآرتس، معاريف) الرواية الإسرائيلية (الأرشيفية) الرسمية حول أسباب الحرب ودواعيها ومجرياتها ونتائجها. وإن كانت التوصيفات والعبارات الماضوية المألوفة عن الحرب وما حققته إسرائيل فيها من "نصر باهر.. كاسح.. وحاسم.. الخ" قد أتت في هذه المرة على استحياء وخجل نوعاً ما (ربما بسبب شبح هزيمة حرب الصيف الماضي التي ما انفكت تداعياتها وأجواؤها تخيم ثقيلة على إسرائيل بقضها وقضيضها)؛ ومنها ما ذهب إلى إجراء مقارنات تقارب بين الماضي والحاضر وغالباً من الزاوية الإسرائيلية في بُعدها الأحادي، لا سيما من الوجهة العسكرية، وركزت ناحية أخرى في هذه التغطية، والتي أفردت الصحف الثلاث في نطاقها مساحات واسعة لمقالات الرأي، على الأبعاد والانعكاسات الأخلاقية لحرب حزيران على إسرائيل دولةً ونظاماً، جيشاً ومجتمعاً ومؤسسات.
هذا ما يقوله لـ"المشهد" الباحث والمحاضر الجامعي د. هيلل كوهين، ويضيف: *لا توجد مشكلة لدى إسرائيل بشأن "الوضع القائم" * هناك مداولات بمشاركة أكاديميين وأعضاء كنيست لتسليم الفلسطينيين الأحياء الواقعة في جنوب القدس وفي شمالها في حال تم التوصل لاتفاق، وهي مجرّد مداولات وليس موافقة
كل مكان من فلسطين التاريخية يمكن أن يكون منطلقنا للحديث عن الأرض. يمكن الانطلاق من أرض إسرائيل ضمن حدود الهدنة العام 1949، ويمكن الانطلاق من الأرض المحتلة العام 1967 بما فيها بالطبع القدس.
في السنة العاشرة لتأسيسه يصدر مركز عدالة "الدستور الديمقراطي" كاقتراح لدستور لدولة إسرائيل على أساس دولة ديمقراطية ثنائية اللغة ومتعددة الثقافات. اعتمد هذا الدستور المقترح على المبادئ الكونية والمواثيق الدولية بخصوص حقوق الإنسان وتجربة الشعوب ودساتير دول ديمقراطية مختلفة.
الصفحة 29 من 98