المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • وثائق وتقارير
  • 1389

الإشادة بـ "القبة الحديدية" والاعتراف بمحدوديتها

 رغم أن إسرائيل اعترفت بشكل صريح بأنها بادرت إلى جولة التصعيد الأخيرة في قطاع غزة، قبل 12 يوما، إلا أنها وجهت إصبع اتهام إلى إيران بأنها تحث فصائل فلسطينية مسلحة في القطاع على إطلاق الصواريخ باتجاهها.

 

وقال مسؤول أمني إسرائيلي رفيع المستوى إن خبراء عسكريين إيرانيين يعملون في قطاع غزة على المساعدة في إقامة خلايا مسلحة في سيناء لشن هجمات ضد إسرائيل، وأن إيران تحث حركة الجهاد الإسلامي ولجان المقاومة الشعبية على الاستمرار في شن هجمات ضد أهداف إسرائيلية.

ونقلت جميع الصحف الإسرائيلية الصادرة أمس، الاثنين، عن هذا المسؤول الأمني قوله إنه "بالإمكان رؤية مؤشرات على بناء بنية تحتية إرهابية من جانب إيران في أنحاء سيناء". وأضاف أن هؤلاء الخبراء العسكريين توجهوا من إيران إلى السودان وانتقلوا إلى مصر ومنها وصلوا إلى سيناء.

وقدّر المسؤول الأمني الإسرائيلي أن إيران تمارس ضغوطا كبيرة على الجهاد الإسلامي ولجان المقاومة الشعبية في القطاع من أجل أن تواصلا العمل ضد إسرائيل في المجال العسكري، وأن "جزءا من الصواريخ في غزة تم صنعه تحت إشراف إيران، والجهاد الإسلامي هو الذي استمر في إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل حتى بعد أن دخل وقف إطلاق النار إلى حيز التنفيذ الأسبوع الماضي". وأضاف أنه "على الرغم من أن إسرائيل وافقت على جميع الطلبات المصرية لزيادة عدد قوات الجيش المصري في سيناء إلا أنه منذ بداية الثورة المصرية لم تُنفذ عملية عسكرية واحدة هامة في سيناء".

ووصف المسؤول الإسرائيلي مجموعات الخلايا المسلحة في سيناء قائلا إن المجموعة الأولى تضم جهات محلية من بدو سيناء، الذين تبنوا أيديولوجية منظمات الجهاد العالمية. والمجموعة الثانية تضم جهات مدعومة من إيران وتحاول تجنيد وبناء بنية تحتية ليس في سيناء فقط وإنما في جميع أنحاء مصر أيضا. والمجموعة الثالثة تضم جماعات فلسطينية مسلحة. وقال إن "المنظمات الفلسطينية تستخدم سيناء اليوم كمنطقة مريحة لممارسة نشاطها" وإنه منذ سقوط نظام معمر القذافي، تحولت ليبيا إلى مخزون الأسلحة التي يتم نقلها إلى مصر ومنها إلى غزة. وأضاف أن جهات أجنبية أخرى جاءت من دول إسلامية وتسللت إلى سيناء، وأن هؤلاء هم نشطاء في تنظيمات مرتبطة بحركات الجهاد العالمي، ومن بين الدول التي جاءت منها العراق وأفغانستان واليمن والسعودية.

ووفقا للمسؤول الإسرائيلي فإن سورية لم تعد ذات صلة بالواقع بالنسبة لحماس وأن زيارة رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة، إسماعيل هنية، لطهران من أجل تحسين العلاقات بينهما لم تساعد على حل الأزمة بعد أن توقفت إيران عن تحويل الأموال إلى حماس.

 

تصعيد متعمد

 

واعترفت إسرائيل بأن جولة التصعيد الأخيرة كانت متعمدة.

وجاء الاعتراف في البداية من جانب المحللين الإسرائيليين، يوم الأحد من الأسبوع الماضي. وكانت جولة التصعيد قد بدأت بعدما اغتال الجيش الإسرائيلي أمين عام لجان المقاومة الشعبية في القطاع، زهير القيسي، يوم الجمعة قبل أسبوعين. وعلى أثر ذلك تم إطلاق صواريخ من القطاع باتجاه جنوب إسرائيل فيما شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات في القطاع. وأسفرت جولة التصعيد الأخيرة عن مقتل 27 فلسطينيا وإصابة عشرات آخرين بجروح، فيما أصيب 8 إسرائيليين بجروح جراء سقوط الصواريخ الفلسطينية، جراح واحد منهم خطيرة.

وكتب المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان، أن "هذه لم تكن قصة تصعيد معلن آخر، وإنما هو تصعيد تم التخطيط له. والجيش الإسرائيلي أعد ’كمينا’. وقيادة الجبهة الجنوبية للجيش الإسرائيلي استعدت بصورة دقيقة، قبل ذلك بعدة أيام، لهذا التصعيد. وسلاح الجو نشر مسبقا ثلاث بطاريات ’القبة الحديدية’ وغطى سماء القطاع بمنظومة سميكة من الطائرات المتنوعة".

وتابع فيشمان أن "جميع الصواريخ التي كان يمكن أن تسقط في مناطق مأهولة تم اعتراضها، وهذا التوازن، المثير للإعجاب، يسمح للقيادة السياسية اليوم بليونة وقدرة على اتخاذ قرارات متحررة من ضغط داخلي ودولي".

وحول أسباب هذا التصعيد كتب فيشمان، ومحللون آخرون في صحيفتي "هآرتس" و"معاريف"، أنها "نابعة مباشرة من العبر التي استخلصها الجيش من الأخطاء التي ارتكبت في آب العام 2011" في إشارة إلى هجمات إيلات. ووفقا للصحف الإسرائيلية فإن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (شاباك) أوصى في حينه بتنفيذ عمليات اغتيال مخططين لهجمات إيلات في قطاع غزة في محاولة لكبح الهجمات، وذلك على الرغم من أن المعلومات الاستخباراتية حول الخلية التي نفذت الهجمات كانت جزئية. وأضافت الصحف أن شاباك قاد هذه المرة عملية اغتيال القيسي، الذي تنسب له إسرائيل ضلوعه في هجمات إيلات وتخطيطه لهجمات جديدة كان مقررا إخراجها إلى حيز التنفيذ قريبا.

واعتبر فيشمان أنه لولا نجاح منظومة "القبة الحديدية" في اعتراض صواريخ تم إطلاقها من القطاع باتجاه مدن كبيرة في جنوب إسرائيل، مثل بئر السبع وأسدود وعسقلان، لكان الجيش الإسرائيلي قد نفذ عملية برية واسعة في القطاع مع عشرات القتلى والجرحى من الجانبين.

من جانبه، اعترف رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، بأن إسرائيل هي التي بادرت إلى جولة التصعيد، واعتبر أن اغتيال القيسي كان غايته "تشويش هجوم إستراتيجي". وقال غانتس للإذاعة العامة الإسرائيلية، يوم الثلاثاء الماضي، إنه "بقتل قائد لجان المقاومة، القيسي، عمل الجيش الإسرائيلي على تشويش هجوم كان من الممكن أن تكون له انعكاسات إستراتيجية". لكنه أضاف أن "التحذيرات من هذا الهجوم ما زالت سارية المفعول".

وبدأ الحديث يوم الثلاثاء الماضي عن التوصل إلى وقف إطلاق نار وتهدئة.

وقال غانتس في هذا السياق "إننا نتابع ما يحدث في قطاع غزة. الهدوء من جانب المنظمات الإرهابية سيقابل بالهدوء من جانبنا، وفي المقابل فإن النيران ستقابل بالنيران". ووصف نتائج القتال بأنها "جيدة جدا". وقال إن "الجيش الإسرائيلي قتل وأصاب مخربين كثيرين" وزعم أنه "لم يُصب مواطنون تقريبا" علما أن التقارير الواردة من القطاع أفادت بأن بين القتلى مدنيون وأطفال.

وتطرق وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، إلى التهدئة خلال جولة عند الشريط الحدودي بين إسرائيل والقطاع، يوم الثلاثاء الماضي، وقال إنه "ما زال من الممكن أن تتطور الأمور لكن سيكون لدى إسرائيل كامل الحرية للعمل ضد كل من يستعد ويعتزم تنفيذ هجمات ضد مواطني الدولة وجنود الجيش الإسرائيلي". ويشار إلى أن سقوط صواريخ معدودة تواصل حتى ذلك اليوم، لكن تقارير إسرائيلية قالت إن "حكومة إسرائيل قررت عدم الرد على كل صاروخ يطلق".

وتطرق رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى جولة التصعيد في القطاع خلال خطاب ألقاه في الكنيست، يوم الأربعاء الماضي. وقال إن "غزة هي إيران. من أين تأتي الصواريخ؟ من إيران. والمال؟ من إيران. من يدرب الإرهابيين؟ إيران. من يصدر الأوامر؟ إيران".

وتابع "تخيلوا أنه تقف وراء المنظمات الإرهابية دولة تدعو إلى القضاء علينا وأنها مسلحة بقنبلة نووية. هل توافقون على هذا؟ أنا لا أوافق عليه وأي زعيم يتحلى بمسؤولية يدرك أنه يحظر أن يسمح بحدوث هذا".

واعتبر نتنياهو أن من يعتقد أن اتفاق سلام مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) سيؤدي إلى وقف أجهزة الطرد المركزية لتخصيب اليورانيوم في إيران واهم. ومضى قائلا إن "إيران دخلت إلى كل مكان انسحبنا منه. انسحبنا من لبنان، وإيران دخلت. انسحبنا من غزة، وإيران دخلت. وهناك من يقترحون اليوم أن ننسحب من يهودا والسامرة (أي الضفة الغربية) وإيران ستدخل إلى هناك. وأنا لست مقتنعا بأن الحال في الضفة ستكون مختلفة". وقال نتنياهو موجها حديثه إلى أعضاء الكنيست من حزب كاديما المعارض، إنه "على الرغم من معارضتكم ومطالبكم فإنني مقتنع بأنه يحظر تكرار هذا الخطأ مرة ثالثة... أنتم أدخلتم إيران إلى غزة ونحن سنخرجها من هناك".

وردت رئيسة حزب كاديما والمعارضة الإسرائيلية تسيبي ليفني في خطابها في الكنيست على نتنياهو قائلة "إنني فخورة بـ ’الرصاص المصبوب’ (أي الحرب على غزة في نهاية العام 2008) التي أعادت قدرة الردع إلى دولة إسرائيل".

واعتبرت ليفني أن حكومة إيهود أولمرت السابقة تمكنت من شن الحرب على غزة "لأننا أجرينا عملية سياسية. واليوم يتحدث نتنياهو عن إيران في غزة بينما من توصل إلى اتفاق معهم هو أنت (نتنياهو)، ونحن حاربناهم. والآن أنتم تخلطون بين المنظمات الإرهابية والفلسطينيين (أي السلطة الفلسطينية)". وقالت ليفني إن "نتنياهو نجح في إزالة السلام عن الأجندة ونجح في محو أمل مواطني إسرائيل". وأضافت ساخرة "إنه انتصار سياسي هائل. وانتصار آخر كهذا وسنضيع. ويكفي دب الرعب في شعب إسرائيل".

 

إشادة بـ "القبة الحديدية"

 

أشاد نتنياهو بمنظومة "القبة الحديدية" لاعتراض الصواريخ القصيرة المدى. وقال خلال جولة في جنوب إسرائيل إن "منظومة القبة الحديدية تثبت نفسها وسنهتم بتوسيعها. والقوة الكبرى التي لدينا هي قدرة المواطنين على الصمود، ونحن نتخذ وسائل دفاعية ولكن نستخدم القوة الهجومية أيضا وسنتغلب على التهديدات من حولنا". كذلك أشاد باراك بقوات الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) وبمنظومة "القبة الحديدية".

ودعا وزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان إلى القضاء على حكم حماس في القطاع. وقال إن "الخطوط العريضة لهذه الحكومة، التي هي جزء من الاتفاقيات الائتلافية، تتضمن القرار بإسقاط حكم حماس. ولا جدوى من البدء في عملية عسكرية من دون تحديد غاية واضحة تكون إسقاط حكم حماس والقضاء على الإرهاب وقادة الإرهاب في غزة". واعتبر ليبرمان أن المنظمات الفلسطينية في القطاع "تريد تعويدنا على تقطير النيران المتمثلة بصواريخ القسام وقذائف الهاون، وهذا أمر غير معقول ولا يقبله العقل، ونحن لن نستسلم لذلك".

وقال الناطق العسكري الإسرائيلي، العميد يوءاف مردخاي، للإذاعة العامة الإسرائيلية، يوم الثلاثاء الماضي، إن "حماس ليست ضالعة في إطلاق الصواريخ وتغض الطرف، لكنها السيد وهي المسؤولة بالنسبة لنا عن كل ما يجري في قطاع غزة".

وكتب المحلل العسكري، عاموس هارئيل، ومحلل الشؤون الفلسطينية، أفي سخاروف، في "هآرتس"، مطلع الأسبوع الماضي، أن حركة حماس تواجه في الشهور الأخيرة معارضة متصاعدة تتمثل بحركة الجهاد الإسلامي، التي كانت في الماضي حليفة لحماس ضد السلطة الفلسطينية وأصبحت الآن التحدي الأكبر لقدرة حماس لبسط هيمنتها على القطاع.

وأضاف المحللان أن "التعامل مع إيران تحول إلى بؤرة احتكاك بين الحركتين، وفيما حماس وقادتها ابتعدوا عن إيران وسورية فإن رمضان شلح، أمين عام الجهاد، وزملاءه في قيادة الحركة، بقوا تحت رعاية (الرئيس السوري) بشار الأسد و(المرشد العام للجمهورية الإسلامية الإيرانية) علي خامنئي".

ورأى المحللان أن حماس ليست معنية بالتصعيد الحالي وأن هذا كان السبب وراء طلب حماس من القيادة المصرية التدخل لوقف التصعيد. وأشارا إلى أنه "مثلما حدث في آب الماضي فإن الأداء الإسرائيلي تجاه القطاع يتم من خلال توخي الحذر الكبير في كل ما يتعلق بمصر. فمنذ سقوط نظام حسني مبارك في القاهرة وانهيار ما تبقى من السيطرة المصرية في سيناء، تحولت شبه الجزيرة إلى الساحة الخلفية للمنظمات الإرهابية الغزاوية". وأضافا أن "إدخال مصر في المعادلة يقيد جدا حرية المناورة الإسرائيلية ولم يعد بإمكان الجيش الإسرائيلي تنفيذ عمليات اغتيال داخل الأراضي المصرية".

لكن المحلل العسكري في "معاريف" واللواء في الاحتياط يسرائيل زيف، اعتبر أن التعامل مع مصر من خلال التصعيد الحالي مختلف عما يصفه المحللان هارئيل وسخاروف. واعتبر زيف أن "القصة الحقيقية من وراء تبادل الضربات في نهاية الأسبوع الماضي ليست اغتيال هذا المسؤول أو ذاك وإنما قدرة إسرائيل على العمل في غزة بهدف الردع والمس بالمنظمات الإرهابية منذ سقوط حسني مبارك".

وأضاف زيف "بما أن عملية عسكرية إسرائيلية داخل سيناء ليست واردة في الحسبان فإن على إسرائيل بلورة طريقة عمل جديدة ترمي إلى زيادة الضغوط على قادة المنظمات في القطاع والهدف هو خلق معادلة جديدة ومؤلمة لحماس وأمثالها وخلال ذلك إرسال رسالة واضحة جدا للإخوان المسلمين" في مصر. ورأى أن الرسالة الإسرائيلية تقضي "بمطالبة القيادة في مصر بتبني خط براغماتي وأقل أيديولوجية من أجل ألا تفقد السيطرة في حدودها وعدم تحويلها إلى قاعدة إرهابية إقليمية. وإذا لم تفعل ذلك فإنها قد تشكل خطرا على اتفاقية السلام مع إسرائيل واستقرار مصر الاقتصادي المرتبط بذلك".

لكن المحللين هارئيل وسخاروف تساءلا في مقال نشراه في "هآرتس" يوم الأربعاء الماضي، وغداة الإعلان عن التهدئة، حول ما إذا حققت الجهاد الإسلامي ولجان المقاومة الشعبية في القطاع ردعا ضد إسرائيل رغم الخسائر الفلسطينية.

وكتبا أنه "عندما يتم التدقيق بمصطلح غير ملموس مثل حال الردع الإسرائيلي، فإنه يبدو أن الإجابة أقل وضوحا مما خُيل في البداية، رغم أنه بالإمكان الاعتبار أن الفصائل الأصغر (من حماس) دفعت ثمنا ليس بسيطا بعدد القتلى في الأيام الأخيرة، وسوف تدرس جيدا الأمور قبل أن تبادل إلى عملية هجومية".

وأردف المحللان "لكن الجولة الأخيرة بدأت بعملية اغتيال نفذها الجيش الإسرائيلي وكانت غايتها إحباط هجوم فلسطيني عبر سيناء. هل الحكومة الإسرائيلية ستصادق بسهولة على عملية (اغتيال) مشابهة، في المرة المقبلة بعدما تتلقى إنذارا استخباراتيا، ومن خلال العلم بأن الثمن سيكون مئات الصواريخ باتجاه الجبهة الداخلية (الإسرائيلية) وشل حياة ما يقارب المليون من مواطني الجنوب الذين سيضطرون إلى المكوث في الملاجئ لفترة طويلة؟".

وأشارا إلى أن أداء منظومة "القبة الحديدية" الإسرائيلية لاعتراض الصواريخ الفلسطينية برز بشكل إيجابي وكان أفضل من المتوقع "لكن يصعب معرفة إلى متى تأجلت جولة العنف المقبلة في القطاع".

وأضافا أنه "إلى جانب عدم سقوط قتلى بين الإسرائيليين في جولة التصعيد الأخيرة، فإنه لم ينشأ ضغط شعبي على الحكومة لشن عملية عسكرية برية في القطاع، التي كان من الممكن أن تكلف ورطة طويلة الأمد وكثيرة الخسائر".

ورأى المحللان أن "الرد الذي تمنحه القبة (الحديدية) كاف لمواجهة تحد محدود نسبيا من جهة غزة". وحذرا من أنه "عندما ندخل إلى معادلة مستقبلية فإن حزب الله أيضا سيواجه بصواريخه الخمسين ألفا، وسندرك أن أربع بطاريات القبة الحديدية هي رد جزئي على خطورة التهديد. إذ أنه من الناحية الفعلية قفزت قدرة حزب الله على إطلاق الصواريخ عدة درجات، منذ حرب لبنان الثانية، والرد الذي يتعين على الجيش الإسرائيلي توفيره ضد هذا التهديد، إذا تحقق، سيبقى بمعظمه في المجال الهجومي".

وأضاف المحللان أن "الجهاد الإسلامي يعلم أنه لم ينجح في إسقاط قتلى في الجانب الإسرائيلي لكنه يشيد بقدرته على تشويش الحياة اليومية في جنوب البلاد وإطلاق مئات الصواريخ من دون مساعدة حماس". ولفتا إلى أنه "لأول مرة نجحت الحركة (الجهاد) في أن تقود بنفسها معركة عسكرية بهذا الحجم ضد إسرائيل، وقيادتها التي لم يصب أحد منها في الهجمات الإسرائيلية خلال الجولة الحالية خرجت من القتال محاطة بالإعجاب، وليس أقل أهمية من ذلك أنها نجحت في مس صورة حماس".

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات