شارون بحاجة الى "ضحية كلاسيكية" يطوي فيها "ملف الفساد في حزبه، وسط مخاوف من دهورته في الاستطلاعات الى الحضيض.. ونعومي بلومنتال "كبش فداء مثالي" في ذلك..
عاد ملف الكراسي في حزب "الليكود" يلقي بظلال ثقيلة على فرصه الانتخابية، ويتواصل انشغال الرأي العام ووسائل الاعلام به بصورة مكثفة هذه الايام في اعقاب استدعاء الشرطة لنائبة وزير البنى التحتية نعومي بلومنتال للتحقيق معها في شبهة دفعها فاتورة اقامة اعضاء من مركز حزبها في فندق ضخم في مدينة رمات غان، مقابل الحصول على اصواتهم خلال الانتخابات الداخلية لقائمة الحزب، التي جرت في الثامن من ديسمبر.
وبلومنتال اكبر شخصية سياسية تستدعى للتحقيق في ملف الرشاوى الذي يهز "الليكود" منذ ثلاثة اسابيع. واحتل التسريب من مكتب زعيم الحزب ومرشحه لرئاسة الحكومة ارئيل شارون حول نيته ابعاد بلومنتال عن صفوف "الليكود" اذا ما واصلت التزام الصمت وعدم التجاوب مع محققي الشرطة، صدارة عناوين وسائل الاعلام، وتتفق تعليقات ابرز الصحافيين في الشؤون الحزبية على ان شارون يحاول البحث عن "كبش فداء" يظهر به امام الاسرائيليين زعيما "نظيفا" وحريصا على القانون والاخلاق، ولكي يحول دون مزيد من الاضرار لفرصه الانتخابية في حال تكشف المزيد من تحقيقات الشرطة مع نائبة الوزير.
ويتساءل المعلقون الصحفيون عن ازدواجية معايير شارون الذي لم يحرك ساكنا عندما رفض نجله عومري شارون التعاون مع الشرطة في شبهات منسوبة اليه حول اقامة جمعيات وهمية، عشية الانتخابات السابقة لرئاسة الحكومة، لدعم ترشيح والده في المنافسة على رئاسة الحكومة، بينما سارع الى التلويح باقالة بلومنتال واقصائها عن الحزب.
وشككت الصحافية سيمه كدمون في "يديعوت احرونوت" بقيام شارون بخطوة ماثلة لو كان الحديث يدور مثلا عن ليمور لفنات او سلفان شالوم او عوزي لنداو.. وقال ان بلومنتال تبدو "فريسة سهلة" لكي يفي شارون بالتزامه بتنظيف "الليكود" من المتورطين في الفساد. "على جلد بلومنتال – تقول كدمون – اثبت شارون انه يعني ما يقول وانه مصمم على تطهير الليكود من التلوث. لكن يتضح ان هذا التكتيك الشاروني ينطوي على مخاطر جمة لو طوّق نفسه: فربما يتم استدعاء احد المقربين منه، وقد يصمت هذا او يتفادى الافصاح عن اشياء لا يرغب في قولها او ان تكون هناك امور لا يجدر الكشف عنها. فلا احد يقدر على التكهن بما سيحدث خلال التحقيق"ز ولدى بن كسبيت في "معريف" يبدو ان بلومنتال "جاءت في الوقت المناسب لشارون.. فمنذ اسبوعين، حين تفجرت ازمة الفساد في الليكود ومقربو شارون يبحثون عن هدف مريح يثبت قدراته القيادية، بشكل فظ ومجلجل، ولكي يوضح للجمهور جدية شارون في الحرب العادلة التي اعلنها من اجل الحفاظ على القانون والنظام. شارون سيكون الرابح في قضية بلومنتال فاذا ما واصلت هذه الصمت فسيبعدها عن لائحة الليكود ويحقق شعبية هائلة واذا تحدثت فسيحسب ذلك انجازا له. في كل الاحوال تلعب بلومنتال دور الضحية الكلاسيكية والمريحة، تماما كالقطيع الذي يساق الى الذبح".
* عناصر لحد تدعم شارون ضد نتنياهو!
في السياق ذاته تكشف صحيفة "يديعوت احرونوت" في صدر صفحتها الاولى (30 ديسمبر) عن فضيحة جديدة يشتبه بضلوع عومري شارون فيها. فقد كان هذا الاخير سوية مع ناشط اخر في "الليكود" يدعى يوسي مزراحي من طبرية وراء انتساب 800 من عناصر جيش لبنان الجنوبي العميل والمنحل المقيمين في اسرائيل منذ انسحابها من الجنوب اللبناني الى حزب "الليكود". وجاءت هذه الخطوة لدعم شارون في منافسته امام بنيامين نتنياهو على زعامة الحزب "مقابل وعد من عومري شارون بالاهتمام بقضاياهم لدى السلطات المختصة".
ويعترف مزراحي بضم مائة من هذه العناصر المقيمة في طبرية الى "الليكود" وبأنها صوتت لصالح شارون "الذي اقام جيش لبنان الجنوبي ويعتبره افراده أباً لهم"!
ويشير التقرير الى ان انتساب هؤلاء الى "الليكود" يتعارض مع دستور الحزب كونهم "سكانا مؤقتين" لا يحق لهم التصويت والمشاركة في الانتخابات الاسرائيلية. ويضيف ان كلا من المنتسبين اللبنانيين دفع رسوم تسجيل بمبلغ 75 شيكلا اعطيت له بموجبها بطاقة عضوية رسمية في "الليكود" جعلته صاحب حق في التصويت، مثله مثل شارون نفسه!