كتاب يروي حكاية الفشل من داخل الغرف المغلقة في الحرب الثانية التي شنتها إسرائيل على لبنان، في صيف العام 2006 ويقدم سردا مفصلا للنقاشات والخلافات في المؤسستين العسكرية والسياسية الإسرائيلية، والأجواء المشحونة والمتوترة التي سادت خلف الكواليس
"أسرى في لبنان" حكاية الفشل من داخل الغرف المغلقة تأليف: عوفر شيلح ويوءاف ليمور كتاب "أسرى في لبنان- الحقيقة عن حرب لبنان الثانية" من تأليف المعلقين العسكريين الإسرائيليين عوفر شيلح (صحيفة "معاريف") ويوءاف ليمور (القناة التلفزيونية الأولى)، وذلك في ترجمة عربية أنجزها الأستاذ جواد سليمان الجعبري. ويُعدّ هذا الكتاب واحدا من أهم وأشمل المؤلفات الإسرائيلية التي عالجت الحرب الإسرائيلية على لبنان في صيف 2006. ويقدم سردا مفصلا للنقاشات والخلافات في المؤسستين العسكرية والسياسية الإسرائيلية، والأجواء المشحونة والمتوترة التي سادت خلف الكواليس. ويلقي الكتاب الضوء على أداء المؤسستين السياسية والعسكرية وطبيعة العلاقة والتفاعل بينهما، ويوضح خلفيات الارتباك القيادي وإشكاليات الجهوزية للحرب، ويتوقف عند آليات التنصل من المسؤولية وتقاذف اللوم بعد الفشل بين أقطاب القيادة في إسرائيل. يتيح الكتاب وبصورة نادرة فرصة للإطلالة على داخل غرف القيادة المعتمة، بما فيها "البئر" في مقر قيادة وزارة الدفاع في تل أبيب، وفي قيادة الجبهة الشمالية أيضا، ويوضح كيف انقلب الاستخفاف بالعدو ومن ثم بالحرب إلى مأزق حقيقي، تكشف عن مفاجآت وأزمة كبيرة توجت بفشل كبير.
كما يتوقف الكاتبان عند الحرب السياسية التي خاضها المستوى السياسي من أجل إضفاء الشرعية على الحرب وكسب وقت إضافي على الساحة الدولية، حيث يكشف الكاتبان ديناميكية التفاعل بين المستوى السياسي والمستوى العسكري مع العاملين الدولي والإقليمي في ما يتعلق بحروب إسرائيل تحديدا. ومما جاء في تقديم الكتاب الذي كتبه الكاتب أنطوان شلحت من طاقم مركز مدار: "إن التركيز في هذا الكتاب هو أساسا على أداء المؤسستين السياسية والعسكرية في إسرائيل خلال الحرب والعلاقة القائمة بينهما. وبناء على ذلك فهو حافل بالتفصيلات الدقيقة في هذا الشأن والتي قد تشكل مادة دسمة للباحثين والمحللين، وإن بدا أنها بعيدة عن إثارة اهتمام الجمهور الواسع. ومع أن المؤلفين يعتبران أن الفشل في هذه الحرب يظل يتيما إلا أنهما لا يضنّان بالوقائع التي تحمل مسؤولية الفشل إلى الثالوث الذي وقف على رأس المؤسستين السياسية والعسكرية إبان الحرب، والذي كان مؤلفًا من رئيس الحكومة إيهود أولمرت، ووزير الدفاع عمير بيرتس، ورئيس هيئة الأركان العامة دان حالوتس. وقد أخذ البعض على الكتاب أنه لم يسلط الضوء بصورة كافية وبتمحيص دقيق على المسؤولية التي هي من نصيب المسئولين الإسرائيليين السابقين، وخاصة الثالوث السابق في المناصب المذكورة الذي تألف من: أريئيل شارون وشاؤول موفاز وموشيه يعلون. لكن بالإمكان القول إن هناك تركيزا على موضوع آخر يحيل إلى هذا الثالوث وإلى من سبقه أيضا، وهو أوضاع الجيش الإسرائيلي، التي أدت من ضمن أمور أخرى إلى " أن ينسى جوهر الحرب"، وذلك بالأساس تحت وطأة ما يقوم به في المناطق الفلسطينية المحتلة منذ العام 2000".
ويشير التقديم إلى أن الخلاصة العملية الأهم، التي يتوصل المؤلفان إليها، هي أن الحكومة الإسرائيلية كافة بل ودولة إسرائيل برمتها وقعتا أسيرتين في لبنان على مدار أيام الحرب بطولها. أمّا الجيش الإسرائيلي فقد وقع أسيرًا في قبضة قادة سياسيين هم أشبه بالهواة، وقبضة قادة عسكريين تلهوا بـ "الحروب" فيما بينهم أكثر من التفكير بمجريات الحرب نفسها وأهدافها ومترتباتها.