الكتاب نص سردي يشبه سيرة ذاتية، يخرج فيها المؤلف من إطار "المؤرخ العسكري"، ليضع الأحداث والحروب في سياق التاريخ الشخصي، متعمقا في تفاصيلها والدوافع المتوارية خلفها
الكتاب نص سردي يشبه سيرة ذاتية، يخرج فيها المؤلف من إطار "المؤرخ العسكري"، ليضع الأحداث والحروب في سياق التاريخ الشخصي، متعمقا في تفاصيلها والدوافع المتوارية خلفها.
يتمحور الكتاب حول قضية أساسية، تتمثل في السعي لفهم مبررات الانحياز لاستخدام القوة في الصراع، وما إذا كانت قدرية لا إرادة لها، أم تأتي كخيار واع وممر غير إجباري. الكتاب يراقب نموها وكينونتها، مقترحاً تصنيفاً زمنياً يبتعد كثيراً عن التحقيب الدارج لمحطات الصراع الإسرائيلي- العربي.
يتصدّر الكتاب تقديم بقلم أنطوان شلحت بعنوان "موطي غولاني وحدود السجال التاريخي" ناقش فيه بعض الأفكار الرئيسة في الكتاب، مشيرًا إلى أن غولاني يعتبر واحدًا من أبرز رعيل المؤرخين العسكريين الإسرائيليين الشبان، الذين يتمّ إدراجهم في عداد تيار "المؤرخين الجدد"، حسبما يلمّح هو ذاته أيضًا من غير استئناف على ذلك في خاتمة كتابه هذا.
وتلي ذلك مقدمتان: الأولى للمترجم والثانية مقدمة المؤلف لهذه الطبعة العربية.
وتؤكد الأولى أنه إلى جانب كون هذا الكتاب عملا بحثيا أكاديميا بكل المعايير الأكاديمية المتعارف عليها، فإنه أيضا "يأخذ القارئ في رحلة شخصية جدا وجريئة جدا إلى أعماق الثقافة العبرية والمجتمع الإسرائيلي "المدمن"، على حد قول المؤلف، على عقلية القوة، التي تؤمن في جوهرها أن على إسرائيل التعامل مع جيرانها العرب بالاعتماد على القوة العسكرية فقط، لأنهم لا يفهمون أية لغة سواها، أو ربما لأن الإسرائيليين أنفسهم لا يعرفون ولا يرغبون بمعرفة لغة أخرى سواها".
أما مقدمة المؤلف للطبعة العربية فقد حاول فيها أن يركّز على مصطلح المسؤولية لكي ينأى عن طرح السؤال حول من بدأ، وهو يصوغ ذلك على النحو التالي: "لا يسأل هذا الكتاب سؤال 'من بدأ؟' إنما يسأل 'من المسؤول؟'، وبشكل أدق: ما هي المسؤولية؟ هذا هو الفرق بين "التهمة" وعكسها 'العدل' وبين 'المسؤولية' وعكسها إنكار نصيبك في ما وقع، يقع وسيقع هنا، في المكان المشترك لجميعنا: الفلسطينيين واليهود. هناك تقارب معروف بين طرفي الصراع الذي نتكلم عنه- وهو يزداد مع مرور السنين- أسمح لنفسي بتشبيه حالتنا بخلاف متواصل بين زوجين. من المعروف أن هناك سبيلاً واحدًا يمكّنهما من مواصلة العيش معا: مسؤولية مشتركة عن الأزمة ومحاولة التوصل إلى تسوية تمكّن من العيش كزوج، حتى وإن لم يكن هناك حب. البحث عن المذنب أو عن عدل مطلق، سيؤدي إلى نهاية معروفة وسيئة للزوجين".
المصطلحات المستخدمة: