تقدم هذه الورقة، إضاءة على جوانب معتمة جداً في الحياة الإسرائيلية في جوانب سياسية واجتماعية وثقافية تصل حدّ الرعب، وتمثل انتهاكات بشعة لأبسط حقوق الإنسان. هذه التقارير التي نشرت في "هآرتس" أعدها صحافي متمرس ومناضل من أنصار حقوق الإنسان بلغة وافية ومعبرة في آن، ترصد سلوكيات تصل في نظرتها للإنسان إلى اعتباره غباراً بشرياً.
هذه الورقة مجموعة مقالات توضح، بكيفية ما، أن مسوغات الانزياح المتواصل إلى اليمين في إسرائيل لا تكمن فقط في ذرائع لجوء الفلسطينيين إلى العنف مع تفجر انتفاضة الأقصى، وإنما هي تعود في جذورها إلى بنية المجتمع الإسرائيلي نفسه المشدود إلى نشوء الحركة الصهيونية.
تفتح هذه الورقة المكونة من 7 مقالات، وفق مترجمها، علاء حليحل، الكثير من الأبواب والنوافذ المطلة على المجتمع الإسرائيلي الآني، بعيداً عن الكليشيهات المعروفة والمستهلكة في العناوين الكبيرة، حيث تسقط الكثير من الحقائق التي تغيب أو تغيَّب عن (المواطن الإسرائيلي أولاً وطبعاً)، وسط ضجيج الإعلام الإسرائيلي الرسمي والتجاري.
مع إعلان شارون تشكيلة حكومته الثانية، أصدر "مدار" الورقة 12 من أوراق إسرائيلية كوثيقة تتضمن الخطوط العريضة للحكومة والاتفاقات الائتلافية وسير الوزراء الجدد.
وتضمنت الورقة خطاب شارون في مؤتمر هرتسليا يوم 4 كانون الأول 2002، حيث أجملت الاتفاقات الائتلافية التي أبرمها الليكود مع الأحزاب الثلاثة الأخرى المشاركة (شينوي، المفدال، والاتحاد القومي)، الموضوع السياسي، خاصة على الجبهة الفلسطينية، بالإشارة مجدداً إلى مسار شارون الذي بدأه في خطابه ذاك، وتحدث فيه لأول مرة عن دولة فلسطينية.
خصص هذا العدد من "أوراق إسرائيلية" لاتفاقيات أوسلو لإطلاع القراء على المعلومات المتعلقة بما آلت إليه في أيامنا هذه، وكذلك للبحث فيها من زوايا تحليلية مختلفة، في ضوء ما صنعته مواجهات تشرين الأول 2000 واجتياح "السور الواقي" العسكري في 29 آذار 2002.
اليوم، وبنظرة للوراء، بعد أن انقضت أكثر من سنتين على تلك الإخفاقات المتتالية في سيرورة صنع السلام الحقيقي على أرض، الرسالات السماوية، يتبين أن الطرف الإسرائيلي كان ولا يزال غارقاً في أوهامه حول صدقية روايته لما حدث، وهو ما يفسره أداؤه العام على الصعيدين الرسمي والشعبي، خلال أشهر الانتفاضة الأولى، في الشهور الأخيرة على حكم ايهود باراك، وكذلك على مدار سنتين كاملتين من حكم ارئيل شارون.
الصفحة 12 من 14