هذه الورقة مجموعة مقالات توضح، بكيفية ما، أن مسوغات الانزياح المتواصل إلى اليمين في إسرائيل لا تكمن فقط في ذرائع لجوء الفلسطينيين إلى العنف مع تفجر انتفاضة الأقصى، وإنما هي تعود في جذورها إلى بنية المجتمع الإسرائيلي نفسه المشدود إلى نشوء الحركة الصهيونية.
يقرأ الأستاذ الجامعي، آشر اريان مثلاً نتائج استطلاع مركز يافة الاستراتيجي العام 2002 مبيناً أن معالم الانزياح نحو اليمين تضم ليس فكرة طارئة وإنما متجذرة وتأتي ضمن سياق منطقي تماماً.
من زاوية أخرى يرصد د. ايلان بابيه حالة ما يشبه التماهي بين خطابي اليمين واليسار، ما تعود جذوره إلى كامب ديفيد (الثانية) وتحميل اليسار الفلسطيني المسؤولية الكاملة عن الفشل تحت شعار (لا يوجد من نتفاوض معه)، في حين يكمن السبب في نهج حزب العمل تاريخياً والقائم على التظاهر والكذب.
دافيد حزوني، أحد أقطاب اليمين الجديد، يتناول في مقاله (وثيقة هرتسليا) الشهيرة (صدرت عن "مدار") باعتبارها بشرى لعودة تمترس المجتمع والنخب الإسرائيلية في اليمين، معتبراً إياها شهادة وفاة للطروحات ما بعد القومية وما بعد الصهيونية.