اليوم، وبنظرة للوراء، بعد أن انقضت أكثر من سنتين على تلك الإخفاقات المتتالية في سيرورة صنع السلام الحقيقي على أرض، الرسالات السماوية، يتبين أن الطرف الإسرائيلي كان ولا يزال غارقاً في أوهامه حول صدقية روايته لما حدث، وهو ما يفسره أداؤه العام على الصعيدين الرسمي والشعبي، خلال أشهر الانتفاضة الأولى، في الشهور الأخيرة على حكم ايهود باراك، وكذلك على مدار سنتين كاملتين من حكم ارئيل شارون.
يلاحظ كل من يطالع في مكتبة كامب ديفيد الإسرائيلية ان المفاوض الإسرائيلي جاء إلى منتجع كامب ديفيد متقمصاً هيئة الشاهد على التاريخ. لذلك كان غارقاً في تدوين وقائع ما سيصير لاحقاً تاريخاً للفشل التفاوضي المعلن، بدلاً من المشاركة في صنع السلام التاريخي الحقيقي على الأرض.