قضايا إسرائيلية عدد 25 "إسرائيل والأصولية الدينية اليهودية"، هذا هو السؤال الذي سيشغلنا في العام 2007 في "قضايا إسرائيلية"، وسنذهب إلى أبعد من مجرد استبيان مراكز السيطرة المباشرة، أي المؤسسة الحاكمة، بحثاً عن القوى التي تتحكم داخلياً في إسرائيل، وبشكل غير مباشر، مثل المتدينين، والعسكر، وأصحاب رؤوس الأموال، والأشكناز، وغير هذه القوى المتنفذة والمهيمنة.
اخترنا أن نبدأ بمواقع التأثير التي تحتلها القوى والتيارات الدينية في محاولة للإجابة على التساؤل: هل إسرائيل هي دولة علمانية أم دينية؟ وهو سؤال مطروح منذ قيامها ولا يشغل الباحثين والمفكرين فقط، بل السياسيين وعامة الناس أيضا، وقد يخطيء من يعتقد أن الصراع بين العلمانيين والمتدينين في الحركة الصهيونية قد حسم بمعادلة التوازن التي كان وضعها بن غوريون في مطلع الخمسينات، لأنها ليست معادلة قائمة على تفكيك التناقضات بل على تأجيل الصدام، أو تسييره باتجاهات أخرى يخدمها جيدا الصراع العربي الإسرائيلي في المنطقة.
جميع الكتاب المشاركين في محور هذا العدد هم من الباحثين الفلسطينيين الذين درسوا في الجامعات الإسرائيلية وممن يعايشون الحالة الإسرائيلية بكل تفاصيلها لكنهم ليسوا جزء من يهوديتها، لأن اليهودية كديانة ترفض قبولهم مثلما هم يرفضون الانتماء إليها، وهذا أمر طبيعي، لكن عندما تعتبر اليهودية قومية وهي قومية الدولة فإن مشكلة الهوية، هوية الدولة وهوية المواطن (العربي واليهودي) ، تصبح هي مركز الدائرة.
في هذه الكتابات المتعمقة محاولات جادة لفهم جذور التناقض في تعريف الدولة الإسرائيلية، والتي تعود في الأساس إلى فكر غيبي وأصولي يؤثر في كل مناحي المجتمع الإسرائيلي.