المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • مقابلات
  • 4132

يصل إلى إسرائيل اليوم، الثلاثاء، نائب الرئيس الأميركي، جوزيف بايدن، في زيارة رسمية ستشمل الأراضي الفلسطينية أيضا.

وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لدى افتتاح اجتماع حكومته الأسبوعي، أول من أمس الأحد، إنه "سيصل إلى هنا هذا الأسبوع

صديقنا نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن. وتعبر هذه الزيارة عن العلاقات المتينة القائمة بين إسرائيل وحليفتنا الولايات المتحدة".

وفي إشارة إلى الأزمة في العلاقات بين الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركية، قال نتنياهو إن "هناك من توقع انهيار هذه العلاقات ولكن الأمر ليس كذلك إطلاقا. هذه العلاقات متينة على جميع الأصعدة إزاء التحديات التي نواجهها معا في منطقتنا وسأبحث هذه القضايا بطبيعة الحال مع نائب الرئيس الأميركي".

وتابع نتنياهو "ينبغي أن أقول إنه في موازاة علاقاتنا مع الولايات المتحدة، نبني علاقات مع الكثير من دول العالم. كل أسبوع يزور إسرائيل رئيس أو وزير أو رئيس وزراء أو وزير خارجية من الدول الآسيوية والإفريقية والأوروبية والأمريكية اللاتينية ومن العالم أجمع"، معتبرا أن "هذا الأمر يعبر عن الأهمية التي تحظى بها إسرائيل حاليا في إطار الكفاح ضد التطرف الإسلامي وانتهاز فرص المستقبل، خاصة في المجال التكنولوجي. وسيزور إسرائيل غدا (اليوم) الرئيس الروماني وهذه الزيارات ستستمر أيضا من خلال الزيارات التي سأقوم بها إلى دول أخرى، خاصة في القارة الأفريقية في شهر تموز المقبل".

وزار إسرائيل يوم الخميس الماضي رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي، الجنرال جوزيف دانفورد، حيث التقى مع نتنياهو ووزير الدفاع، موشيه يعلون، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت.

حول هذه الزيارات لمسؤولين أميركيين لإسرائيل، والعلاقات الأميركية – الإسرائيلية، في عام انتخابات الرئاسة الأميركية، أجرى "المشهد الإسرائيلي" مقابلة خاصة مع المحلل السياسي في موقع "ألمونيتور" الالكتروني، عكيفا إلدار.

(*) "المشهد الإسرائيلي": ما هو الهدف من زيارة نائب الرئيس الأميركي، جوزيف بايدن، لإسرائيل، اليوم؟

إلدار: "هدف الزيارة برأيي هو أولا أن المرشحة للرئاسة الأميركية، هيلاري كلينتون، والحزب الديمقراطي يريدان أن يظهرا ولاءهما لإسرائيل، والحصول على فرصة لالتقاط صور بين بايدن ونتنياهو، من أجل إظهار أن الأمور بين الجانبين تسير بشكل حسن. يعتقد الديمقراطيون أن المرشح الذي سينتخبه الجمهوريون في الانتخابات التمهيدية الحالية سيسارع إلى القدوم إلى إسرائيل، فهذا تراث، من أجل الحصول على تأييد علني أو خفي من المؤسسة الإسرائيلية. ولذلك فإن توقيت الزيارة ينطوي على أهمية بالنسبة للانتخابات في الولايات المتحدة. والهدف الرسمي سيكون، بالطبع، التداول في أزمة تزويد السلاح من الولايات المتحدة لإسرائيل، في إطار المساعدات الأميركية، والمستجدات في الموضوع الإيراني. ومن الجائز أن زيارة بايدن الآن تأتي أيضا للتحضير للقاء بين الرئيس باراك أوباما ونتنياهو عندما يزور الأخير واشنطن للمشاركة في مؤتمر ’إيباك’ في نيسان المقبل".

(*) ما هو وضع العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة اليوم. المقصود طبعا بين حكومة إسرائيل وإدارة أوباما؟

إلدار: "وضع العلاقات هو انعدام ثقة متبادل بين الجانبين. ولكن هناك توتر مع الجالية اليهودية في الولايات المتحدة. وفي ’إيباك’ ليسوا راضين أبدا عن التوتر الحاصل بين الإدارة وحكومة إسرائيل. لكن العلاقات بصورة عامة بالإمكان وصفها بأنها ’لائقة’، لأن ما يوجه كلا الجانبين هو السياسة الداخلية، ورغم ذلك لا توجد ثقة بين الجانبين، والعيون متجهة نحو الانتخابات في الولايات المتحدة، وهنا تتحدث أنباء عن تحركات مختلفة هدفها إسقاط نتنياهو عن الحكم".

(*) من يريد نتنياهو أن ينتخب رئيسا للولايات المتحدة، في تقديرك؟

إلدار: "أقدر أن من سيقرر أي مرشح يريده نتنياهو هو شيلدون إدلسون (الملياردير اليهودي الأميركي الذي يمول حملات نتنياهو الانتخابية ويقدم له الدعم السياسي). ووفقا للمحللين الأميركيين فإن المرشح المفضل على إدلسون هو (الجمهوري) ماركو روبيو. وروبيو هو أكثر مرشح أطلق تصريحات متشددة ضد أوباما، ومنح تعهدات لإسرائيل، وهاجم خصمه دونالد ترامب لأن الأخير قال إنه سيكون محايدا كوسيط من أجل حل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، وروبيو رفض ذلك وقال إنه سيعمل لصالح إسرائيل. والمسألة ليست متعلقة بإسرائيل وإنما بعلاقات محلية في الولايات المتحدة وعلاقات شخصية واقتصادية بين إدلسون ونتنياهو. ويبدو الآن أن روبيو هو المرشح المفضل عليهما، ويليه المرشح الجمهوري أيضا، تيد كروز. ودونالد ترامب ليس مفضلا عليهما أبدا. فقد قال ترامب علنا إنه يعرف أن اليهود لن ينتخبوه لأنه ليس بحاجة إلى مالهم. ففي الولايات المتحدة، وفي إسرائيل أيضا، لا توجد ديمقراطية في الانتخابات وإنما حكم المال. وترامب ليس بحاجة للمال من أحد لأنه هو نفسه ملياردير. ونتنياهو يعرف أن احتمال السيطرة على ترامب سيكون أقل من مرشحين آخرين، الذين سيضطرون إلى التفكير بالحملة الانتخابية المقبلة بعد أربع سنوات، ولذلك هم ملزمون بالحفاظ على علاقات جيدة مع الأثرياء اليهود. وهذا الوضع يجعلهم يخافون من ترامب، وقال أمورا لا تعجب المسؤولين هنا في إسرائيل".

(*) رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي زار إسرائيل في الأسبوع الماضي، لكن لم تنشر تقارير حول هذه الزيارة أو اللقاءات التي عقدها مع المسؤولين الإسرائيليين والقضايا التي جرى التباحث بها.

إلدار: "مثل هذا الوقت من العام المقبل سيكون هناك رئيس أميركي جديد. ولذلك، في السنة التي توجد فيها انتخابات لا يتم فيها اتخاذ قرارات طويلة الأمد، وإنما يتبادلون المعلومات، وأعتقد أن هذه الزيارة أيضا ليست نظيفة من السياسة، بمعنى أن الإدارة الأميركية، الديمقراطية، تريد أن تظهر أن الأمور تسير كالمعتاد، وأن الدعم لإسرائيل مستمر. وفي استطلاع ’مؤشر السلام’ الشهري الذي يصدره ’المعهد الإسرائيلي للديمقراطية’ هناك سؤال حول المرشح الأفضل لإسرائيل، وأجاب 34% أن رئيسا جمهوريا أفضل، وفقط 28% يعتقدون أن رئيسا ديمقراطيا أفضل. وهذه النتيجة معاكسة لموقف يهود الولايات المتحدة. ويظهر في الاستطلاع تأييد لترامب".

(*) الحاخامية الرئيسية والحريديم في إسرائيل يعارضان اعترافا رسميا بالتيارين الإصلاحي والمحافظ، وغالبية أتباعهما في الولايات المتحدة ويشكلون الأغلبية العظمى من اليهود الأميركيين. كيف يؤثر موقف الحريديم على العلاقة بين إسرائيل واليهود في الولايات المتحدة؟

إلدار: "هذا يؤثر بشكل كبير جدا، ولذلك فإن نتنياهو يواجه ضائقة صعبة جدا، يمكن أن تؤدي إلى أزمة. فهو موجود بين المطرقة والسندان، لأنه تعهد أمام اليهود الأميركيين عندما زار الولايات المتحدة قبل سنة، إضافة إلى صدور قرار عن المحكمة العليا يلزم نتنياهو بإعطائهم منطقة في حائط المبكى. ولولا قرار المحكمة لما كان سيكترث، لكن سيكون من الصعب عليه في هذه القضية أن يسن قانونا يلتف من خلاله على المحكمة العليا. وأحزاب المعارضة ستعارض سن قانون كهذا، كذلك ستكون لديه مشكلة داخل الليكود من هذه الناحية، لأن هناك أثرياء يهود أميركيين يمولون حملاتهم الانتخابية. ولست واثقا من أنه لن تحدث أزمة هنا على خلفية ه

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات