رام الله: صدر عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار" كتاب "الثقافة الفلسطينيّة في أراضي 48: الواقع، والتحدّيات، والآفاق"، والمستند إلى وقائع يوم دراسيّ نظّمه "مدار" في أيلول 2017.
يتضمن الكتاب الذي حرّره ودققه الكاتب علي مواسي، مساهمات لكل من: أنطوان شلحت، بشّار مرقص، سمير جبران، صالح ذبّاح، علي مواسي، محمّد جبالي، نديم كركبي، هشام نفّاع، هنيدة غانم.
تقرأ المساهمات مكونات المشهد الثقافي الفلسطيني في أراضي 48، وما يميزه من مظاهر وظواهر، وتعالج هواجسه وأسئلته ودور مثقفيه، وتضيء على بنيته وفضائه المديني، وتتعمق في خصوصية، واستعداء مؤسسات الدولة له، عبر التطرق إلى بيئته الإنتاجية والتمويلية، وما يمتلكه في مواجهة ذلك من خيارات وممكنات.
وتعكس المساهمات فكرة تخصيص يوم دراسيّ يتمحور حول الثقافة في أراضي 48، المنطلقة من الدور المميّز الّذي تؤدّيه الثقافة في إنتاج الهويّة الجمعيّة المشتركة للفلسطينيين المشتّتين في الجغرافيا السياسيّة، ولكونها قابلة، لأن تكون مساحة لتعزيز المشترك الفلسطينيّ والمخيال الجمعيّ، على الرغم من الخصوصيّات السياسيّة لكلّ مجموعة.
ويكتب مواسي في مقدمته: "يُعَدّ هذا الكتاب، بمقالاته وشهاداته التسع، اجتهادًا نوعيًّا ومساهمة ضروريّة في تأريخ الثقافة الفلسطينيّة في الأراضي المحتلّة عام 1948، ورصد أهمّ ملامحها، وتوثيقها، والبحث في بِناها ومضامينها وقيمها، وتشخيص تحدّياتها المركزيّة، واقتراح حلول ونماذج عمليّة لتجاوزها، وبيان مكامن قوّتها وضعفها، واستشراف مستقبل فعلها وأثره، وكلّ ذلك من خلال موضعتها في سياقها الجمعيّ الفلسطينيّ المحكوم بظروف الحالة الاستعماريّة الاستيطانيّة الإسرائيليّة.
وممّا يميّز هذا الكتاب، أنّ مقالاته تتراوح بين الدراسة الأكاديميّة، والاستقرائيّة التوثيقيّة، والشهادة الذاتيّة، وهو توجّه قلّما تُقْدِمُ المراكز البحثيّة والمؤسّسات الأكاديميّة عليه، لتقدّم المعرفة على هذا النحو من التنوّع والمرونة والحرّيّة.
كما يميّز الكتاب أنّ أصحاب المقالات والشهادات لا يقدّمونها من موقع بحثيّ تخصّصيّ فحسب، متطفّلين على الموضوعات الّتي يتناولون، بل هم منهمكون في ما يكتبون عنه فعليًّا، كما يساهمون في صناعة المشهد الثقافيّ الفلسطينيّ، إنتاجًا، وتنظيمًا، ونقدًا، وتدريسًا، وتدريبًا، وتوثيقًا، وبحثًا.
قليلة الاجتهادات الّتي تناولت الثقافة الفلسطينيّة، ولا سيّما في أراضي 48، بمهنيّة وموضوعيّة وشموليّة مواكبة، لا تأريخيّة فحسب، وذلك قياسًا على ما تكتنفه هذه الثقافة من ظواهر وأسئلة كثيرة ومركّبة، وما اضطّلعت به، ولا تزال، من أدوار حسّاسة، ما يجعل هذا الكتاب إضافة مهمّة للمكتبة الفلسطينيّة والعربيّة."
يذكر أن الكتاب صدر بدعم من وزارة الثقافة الفلسطينية، ويقع في 210 صفحة.
المصطلحات المستخدمة: