مصطلح يستخدم للإشارة إلى نقل سكان من منطقة سكناهم الاصلية إلى منطقة أخرى بهدف اقامة منطقة فيها انسجام سكاني من شعب أو عرق واحد. وتكثر الحالات التي نفذ فيها ترانسفير في التاريخ البشري. أما ما يخص موضوعنا فإن الإشارة الاولى للترانسفير ضد العرب كانت من هرتسل الذي طرح فكرة ترانسفير عرب ويهود داخل الامبراطورية العثمانية، وذلك بهدف تحضير فلسطين لتكون وطناً للشعب اليهودي. وتطور الفكر الترانسفيري عند دعاة الصهيونية حتى بلغ الأمر ببيرل كتسنلسون وديفيد بن غوريون إلى قبول الفكرة والسعي إلى وضع مخطط لتنفيذها حتى لو كان الأمر ملزماً لدفع تعويضات مالية. أما زئيف جابوتنسكي فكان من المعارضين للترانسفير من منطلق أن تحقيق الحلم الصهيوني يتعارض مع فكرة نهب أراضي العرب! ونفذت قوات (الهاغاناه) وبقية العصابات الصهيونية مخططات الترانسفير مباشرة بعد صدور قرار الامم المتحدة رقم 181 الذي دعا إلى تقسيم فلسطين بين العرب واليهود وإلى اقامة دولتين واحدة عربية وأخرى يهودية. وكانت عمليات الترانسفير التي نفذت عامي 1947 و 1948 من أبشع وأصعب عمليات الترانسفير التي عرفتها شعوب العالم، إذ أن الفلسطينيين طردوا من بيوتهم وشردوا بعد أن تعرضوا للمجازر والمذابح والدمار الاقتصادي والسكني، وتحولوا إلى لاجئين سواء في وطنهم وبالقرب من بيوتهم الاصلية أو في مخيمات اللاجئين في الدول العربية المحيطة بفلسطين.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن حكومات اسرائيل المتعاقبة استخدمت وما زالت كافة طرق تضييق الخناق على من تبقى من العرب الفلسطينيين في حدودها من أجل تهجيرهم أو ترحيلهم، وتتخذ اشكال التضييق مناحي كثيرة، مثل: عدم فتح باب العمل في مصالح وشركات معينة أمام العرب لإدعاءات امنية، وكذلك وضع عراقيل امام المتعلمين في الداخل والخارج عندما يتقدمون بطلبات العمل، والتمييز اللاحق للجماهير العربية في قروض الاسكان والالتحاق بالجامعات الاسرائيلية للدراسة أو للعمل كمحاضرين وغيرها...
والواقع ان الساحة السياسية الاسرائيلية شهدت تحولاً في التوجه نحو سياسة الترانسفير بعد حرب 1967، إذ أخذت تظهر أحزاب وحركات سياسية تنادي بالترانسفير، منها حزب (موليدت) الذي أنشأه رحبعام زئيفي في الثمانينيات والذي نادى بصريح العبارة إلى ترحيل العرب من (أرض اسرائيل) فيما لو رفضوا القيام بتنفيذ كافة الواجبات المفروضة على مواطني دولة اسرائيل - والاشارة هنا إلى خدمة الجيش - وأكثر من ذلك فإن زئيفي اتخذ الحرف العبري (ط)رمزاً لحزبه وهو - أي الحرف - إشارة إلى الحرف الأول من كلمة ترانسفير العبرية.
وأيضاً فإن حركة (كاخ )العنصرية التي اسسها الحاخام العنصري مئير كهانا كانت تدعو إلى ترحيل العرب، ورغم إخراج حزب كهانا خارج إطار القانون فإن بقايا هذا الحزب ما زالت تدعو إلى ضرورة تطبيق الترانسفير على الجماهير العربية في اسرائيل.
وازدادت الاصوات التي أخذت تنادي بترحيل العرب من اسرائيل لأنهم يشكلون خطراً ديمغرافيا في المستقبل بموجب دراسات وابحاث قام بإجرائها عدد من الباحثين الاسرائيليين وفي مقدمتهم البروفسور ارنون سوفير من جامعة حيفا، وما قُدّم في ورقتي هرتسليا وطبريا.
ويبدو أن الفكر الترانسفيري انتشر في الأوساط العامة الاسرائيلية إذ من الملاحظ أنه في أعقاب وقوع عمليات داخل (الخط الأخضر) تتعالى الأصوات المنادية إلى الترانسفير.
وتعمق الفكر الترانسفيري أكثر وأكثر في صفوف وزراء حكومة شارون اليمينية، إذ ان هذه الحكومة تضم في صفوفها وزراء يطالبون بتنفيذ الترانسفير مثل آفي ايتام من حزب المتدينين الوطنيين الذي يصرح ليل نهار أنه توجد للعرب عشرون دولة وأكثر وأنه باستطاعتهم التوجه اليها.